الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
30 يونيو الثورة على فيروس «سى»

30 يونيو الثورة على فيروس «سى»






المدقق لما جرى فى السنوات الماضية، بكل أحداثها الحزينة والمفرحة، سيكتشف أن التاريخ سوف يقف طويلاً أمام ثورة 30 يونيو بالبحث والتدقيق والتحليل، فهى ثورة من نوع خاص، يكفى أنها صناعة مصرية خالصة، نحتها المصريون بوجدانهم الوطنى الحر، وإرادتهم الممتددة لآلاف السنوات العازمة على البقاء فى شموخ، تلك الثورة أصبحت درسًا للعالم كله، وأعاد المصريون من خلالها كتابة تاريخهم بقوة واقتدار. لقد شهدت أرض مصر فى 30 يونيو أضخم تجمع بشرى سلمى متحضر فى التاريخ، بعد أن خرج المواطنون بالملايين من بيوتهم وأعمالهم إلى الشوارع، معلنين عن رفضهم لنظام حكم هم لا يريدونه، وفى صدورهم إصرار عجيب على إعادة وطنهم المختطف إلى طريقه الصحيح.
البادى للعيان أن ثورة 30 يونيو اندلعت ضد نظام حكم دكتاتورى، أراد أن يمحو الهوية المصرية، بعد أن غذته قوى دولية أرادت من خلاله أن تحكم مصر وتدمر مجدها ومكانتها بشكل محبوك ومتسارع الوتيرة، إلا أن المدقق فيما بين سطور هذه الثورة يجد أنها كانت ثورة على المرض والعلل التى ضربت البدن المصرى، متمثلة فى القضاء على سرطان الإخوان والإسلام السياسى الظلامى الغادر، وجز رقبة فيروس «سى» الذى أرهق أجسام المصريين وفرغها من الطاقة.
لقد توطّن فيروس «سى» أكباد الشعب، وظل ينهش فيها ليل نهار، ويقتل عشرات الآلاف كل عام، دون أن يتحرك أحد لنجدة المصريين (بالعلاج أو الوقاية) من براثن هذا الشر اللعين. إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو، التى قادها  الرئيس عبدالفتاح السيسى، فلم يعلن الحرب فقط على سرطان الإخوان والإرهاب والتطرف، إنما أعلن أيضًا الحرب على فيروس «سى» الذى أنهك الشعب المصرى لسنوات طويلة، تجاهلت خلالها القيادة السياسية القائمة على حكم البلاد مكافحة المرض، إلى أن وصل عدد المصابين بالفيروس لأكثر من 13 مليون مواطن، كل منهم إذا اصابه الفيروس يفقد وظيفته لهزالة بدنه وفقدان قواه، ويجلس فى السرير ينازع الألم منتظرًا أن يزوره عزرائيل ليقبض روحه.
ورغم الإعلان عن أن جهاز «عبد العاطى» لعلاج الفيروسات لم يثبت نجاحه، فإن المصريين كان لديهم الأمل فى علاجهم من هذا المرض اللعين، ولقد حققت الإدارة السياسية حلم المصريين فى الشفاء من ناهش الأكباد، وتدخلت الدولة سريعا لاستيراد الأدوية اللازمة لعلاج المصريين، ولأول مرة فى تاريخ مصر تباع أمصال علاج فيروس «سى»  فى الصيدليات، بعد أن كانت منذ شهور قليلة (وتحديدا قبل 30 يونيو) غير متوافرة سوى للقادرين، ووصل سعرها إلى 75 ألف جنيه، وكان الشفاء من هذا المرض للأغنياء فقط، عن طريق زرع كبد أو السفر إلى الصين للعلاج، أما الآن، فأصبح الدواء فى متناول المحتاجين للعلاج، وسعره  لا يتعدى ألفى جنيه، وتوفر الدواء فى عدد كبير من المستشفيات، العامة والخاصة، وأحيانا كثيرة يصل إلى المنزل، فالعلاج أضحى لكل فئات الشعب المصرى، الغنى منهم والفقير، وأصبح ينظر إلى فيروس «سى» كما ينظر لأمراض البرد والأنفلونزا.
لقد أعادت  ثورة 30 يونيو الأمل للمصريين بملاحقة أخطر مرضين أصابا جسد الأمة هما «سرطان الإخوان والإرهاب والتطرف» وفيروس «سى»، وفى القريب العاجل سوف يتم الإعلان عن مصر خالية من تلك الأمراض الشريرة، لنكون قد استطعنا خلال عامين فقط (منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن) السير فى الطريق الصحيح للقضاء على أخطر علل التاريخ، الإرهاب وفيروس سى.
فإذا استطعنا كل عام أن نقضى على مرض خطير من الأمراض التى تحيق بالمصريين، فإننا فى سنوات قليلة سنصبح دولة متقدمة وعصرية، لا مكان فيها للتطرف ولا مكان لأى أخطار تهدد أبدان المصريين وحياتهم وصحتهم التى هى عماد ثروة هذا الوطن، ليصبح الجميع بصحة جيدة وحياة آمنة.
علينا فقط أن نعمل بجد واجتهاد، وعلينا أن ننظر  للغد على أنه مستقبل أبنائنا وأحفادنا، إنه مستقبل المصريين جميعا إن شاء الله.