
كمال عامر
توشكى فى حاجة للتمويل
الرئيس السيسى أطلق مشروعات عملاقة يعود الخير منها على مصر وفقاً للتخطيط ولخدمة الأجيال.
وفى عملية استصلاح وزارة المليون فدان أتابع الاجتماعات وأجمع التصريحات وأراقب السلوك، من الواضح أن هناك فجوة بين الفكرة ومن يقوم بالتنفيذ.. وزير الزراعة - وفقاً لتصريحاته الرجل - مازال يبحث عن مساحات ليضمها لقائمة المليون وتصريحاته متضاربة وغير مقنعة.
العملية هنا معقدة لأن استصلاح وزراعة الأرض تختلف عن قيام مصنع أو بناء وحدات سكنية.. فى البناء الأمر يحتاج المساحات ومواد بناء بعد رسومات ومعرفة التمويل وهناك فرص وصور عديدة له.. وهذه أمور لا تستغرق أوقات فيما لو توافرت.
بينما الزراعة عملية معقدة.. المواد الأساسية فيها أراض.. مياه.. خطط.. دواليب عمل.. ظروف مناخية. ومعظمها من الصعب توفيرها بمعرفة الإنسان باستثناء الخطط والأفراد والآلات والأموال.. والأخيرة يجب أن تكون موجودة وفقاً لبرنامج زمنى.
الرئيس السيسى رجل متفائل.. والرجل لديه إرادة قوية وإيمان أقوى بضرورة النجاح، وهى دوافع شخصية وراء انتصارات حققها الرجل بتصميم وشجاعة ومصداقية.
عندما أعلن عن مشروع قناة السويس الجديدة لم يترك العنوان دون أن يحدد البرنامج الزمنى والتمويلى وكيف يبدأ ومتى ينتهى المشروع، لأن أطراف التنفيذ هنا منضبطة وذات مصداقية عالية.
نفس الأمر فى مشروع بناء ملايين من وحدات الإسكان. وقد يكون الخبراء الذين ساعدوا الرئيس من النوع الفاهم والمدرك للمشاكل التى تواجه الانطلاقة وتعرقلها فى هذين المشروعين كمثال.
فى الزراعة هناك عدد من الملاحظات من الظاهر أن الخبراء فى هذا المجال لم يراعوا أن السيسى لا يعترف ولا يحترم إلا العمل. والرجل إذا وعد صدق ونفذ، لذا ألاحظ أن هناك فجوة ما بين إيمان الرئيس بضرورة ضم مليون فدان للرقعة الزراعية والحقائق على الأرض أو منظومة التنفيذ.
المشكلة فى مجال الزراعة مياه وأيضاً تمويل الاستصلاح وفقاً لبرنامج زمنى والصناعات التى ستقام ورؤية جذب السكان للإقامة والمعيشة فى تلك المناطق لتأسيس مجتمع جديد تخفف عن الوادى، ولأن تلك الفكرة لم تكن موجودة لذا لم تنتقل التجمعات إلى أراضى الاستصلاح.
فى توشكى كمثال الرئيس السيسى فى اجتماعه مع عدد من الوزراء.. طلب من المسئول ضم 250 ألف فدان من أراضى توشكى لمشروع المليون فدان.. ولأن توافر المياه فى تلك المشروع أهم مبررات الاستصلاح والزراعة.
فى توشكى تحديداً شركة جنوب الوادى للتنمية هى رائدة الزراعة هناك وأول شركة حكومية تنجح فى الاستصلاح والزراعة، ولا أبالغ إذا قلت إن كل المسئولين منذ انطلاق عملية الزراعة 2002 زاروا الموقع وتصوروا مع القمح والخضروات.. جنوب الوادى قاطرة التنمية فى توشكى حيث نجحت فى زراعة 30 ألف فدان.. من الـ40 ألف فدان المخصصة لها وأخيراً استطاعت ونجحت بعد دعوة الرئيس السيسى لاستصلاح وزراعة توشكى فى إعادة 80 ألف فدان لملكيتها كان د. محمود محيى الدين وزير الاستثمار الأسبق قد أعادها للدولة لعدم وجود امكانيات مالية.
الزراعة الآن فى توشكي. أرض جنوب الوادى المزروعة وباكورة البناء من مساكن ومخبز وناد ومركز شباب ومصنع تغليف وفرز وحفظ هو الأول من نوعه فى تلك المنطقة علامات لأن قيادات القابضة للتجارة برئاسة د. هادى فهمى قبل ضمها للقومية للتشييد كانت تملك تصوراً للزراعة سبق هادى فهمى كل الخطط والأفكار لإقامة مجتمع جاذب للسكان.
توشكى تواجه مصير الجفاف لعدم وجود تمويل واضح ومباشر لمشروعات الاستصلاح والزراعة فى جنوب الوادى للتنمية، وهى أحد أذرع القومية للتشييد والقابضة مهترة بتمويل شركات المقاولات وهى أساس القومية ولا تجد بنود تمويل لشركة استصلاح وزراعة. والحل موجود كما حدده خبراء، وهو التصرف بالبيع فى مساحة 10 آلاف فدان من أراضى جنوب الوادى على أن يخصص العائد لاستصلاح مساحات أخرى من الـ80 ألف فدان الموجودة فى زمام الشركة.
الزراعة يا أفنديات يا غير المتخصصين استثمار بطىء لا يجذب إلا الغاوى من المستثمرين.. خاصة إذا كانت فى أرض مثل توشكى لا يمكن تحويلها إلى إسكان وفيلات مثل الطريق الصحراوى.
عملية عدم وجود رؤية لدى المسئول عن توفير التمويل لاستصلاح زراعة أرض الشركة الحكومية الوحيدة الناجحة فى توشكى سوف تؤدى إلى حرق الزراعات الحالية.. وتعطيل مشروع المليون فدان الذى أطلقه الرئيس السيسى.
سوف أكتفى بتلك اللوغاريتمات والفوازير المهم أننى أحذر من حرق مشروع توشكى والتآمر على حكم الرئيس السيسى وتعطيله بضم أراضى توشكى لمشروع المليون فدان.
المؤامرة مؤكدة.. وواضحة.. واللاعب الرئيس جديد ويسعى للسيطرة على الأرض المزروعة لبيعها ليس لصالح استصلاح أراض جديدة والتنمية هناك بل لوصفها فى حساب شركات ذات صلة الآن.. وغداً.