الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من يتستر على محافظ الإسكندرية؟!

من يتستر على محافظ الإسكندرية؟!






أرجوك أن تلاحظ معى المفارقة التالية وحاول ألا تفقد صيامك، فى الوقت الذى تسابق فيه الحكومة الزمن من أجل افتتاح قناة السويس الجديدة، وتقديمها للعالم فى أبهى صورها، لتؤكد على قدرة المصريين فى صنع المعجزات، وفى الوقت الذى يسابق فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى الزمن، من أجل وضع مصر على الطريق الصحيح تزامنا مع متابعة العالم لما يحدث فى مصر، ورصده للوضع الاقتصادى والمتغيرات السياسية فى القاهرة، ومدى مراعاة الدولة لحقوق الانسان، وسط كل هذا نجد أن هناك شخصيات ومسئولين مصريين يريدون اعادتنا إلى الوراء، فرغم وجودهم فى مواقع مهمة إلا انهم لا يقدموا اى جديد فى مناصبهم، ولا يؤدون دورهم المطلوب منهم، بل يقومون بتشويه الحكومة والنظام معًا، عن عمد او عن جهل وتراخ، بطريقة جعلت المهندس إبراهيم محلب وحكومته يفقدون الكثير من رصيدهم لدى الشعب المصرى.
والمؤسف ان قائمة الشخصيات المقصرة فى حق الوطن لا تحوى مسئولين صغاراً  بل فيها مسئولون كبار ومحافظون، على رأسهم المدعو هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، فبعد أن كان مطلوبا منه رفع كفاءة ومستوى المحافظة والنهوض بها لم يفلح حضرته سوى فى رفع الضغط والسكر، ليس لأهل الإسكندرية وحدهم، بل للمصريين جميعًا.
هذا المحافظ لا ندرى مَن جاء به إلى هذا المنصب المهم والحساس، فالإسكندرية هى عاصمة مصر الثانية، وهى ذات أهمية كبرى مثل القاهرة تمامًا، لن نتحدث هنا عن «حشر» المحافظ زوجته فيما لا يعنيها ولا علاقة لها به فى شئون المحافظة، ولن نتطرق إلى ما تناولته وسائل الاعلام عن وسامته وحلاوته التى أثارت ردود افعال مراهقى موقع «فيس بوك»، بل سوف نناقش حال الإسكندرية والمستوى الذى وصلت إليه فى عهده، فلم تعد الاسكندرية «ماريا» فقد امتلأت شوارعها بالقاذورات وتحاصر مبانيها تلال من القمامة، ولم يعد فى عروس البحر الابيض سوى «الكورنيش» الذى لا يزال يحافظ على جزء متواضع من رونقه الباهى.
مَن يصدق ان الاسكندرية عاصمة الجمال والثقافة فى العالم فى حقبة من الزمن الفائت، والتى بها معمار  يعد تراثاً حضارياً معتبراً، تغرق الآن فى بحور من المخالفات المعمارية الجسيمة، التى وصل كثير من مبانيها الى 14 طابقا فى شوارع لا تزيد على ستة أمتار، بالمخالفة للقانون، مَن يصدق ان «عروس البحر الابيض» تصبح شواطئها من أسوأ شواطئ مصر، بعد ان تلوثت مياة البحر بشكل كبير، والغريب ان رغم كل هذه المصائب والكوارث تجد المحافظ مبتسمًا فارغا فاهه فى سرور فى كل مناسبة، بداعى وبدون، وكأن شيئًا لم يكن، وكأنه محافظ الاسكندرية موجودة على كوكب المريخ!
تدنى أداء المحافظ ليس على المستوى العملى فقط بل على المستوى السياسى والانسانى ايضا، اذ كشفت مواقع التواصل الاجتماعى فيديو يرصد تعدى موظفين، من رجال البلدية فى الإسكندرية، على مواطن «غلبان»، وقاموا بسحله وتكسير عربته «الكارو»، هذا التصرف الهمجى المخالف للقانون والدستور لو ان المحافظ لديه قليل من المسئولية ويعرف مدى مهامه لكان قدّم استقالته فورا، ثم جهّز نفسه للتحقيق معه فى هذه الواقعة المهينة لكل المواطنين البسطاء فى مصر، والمهينة ايضا للحكومة المعنية بتسيير الحياة الصعبة للمواطنين وليس ضربهم وسحلهم.
واقعة سحل المواطن السكندرى البسيط تستوجب إحالة المحافظ إلى محاكمة عاجلة بعد إقالته فورًا، حتى تضرب لنا الحكومة المثل فى كيفية مراعاتها لحقوق المواطن، فمصر دولة قانون ودستور، وإن كان هذا المواطن أخطأ فلا يعنى ابدا ان يتم التعامل معه بالعنف والضرب والسحل وتقطيع «الهدوم»، من يخطئ يطبق عليه القانون دون ان يهان.
إن المسئوليات فى النهاية تقع على عاتق حكومة المهندس محلب، كونها على رأس الجهاز التنفيذى فى الدولة، لذا واجب على الحكومة ان تحسن اختيار المسئولين وأن يكونوا على قدر المسئولية فى هذا الظرف الراهن، وأن يعلم رئيس الحكومة أن ما كان يمكن أن يُقبل قبل ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لن تقبل ان يحدث الآن، وأن يدرك جيدا، ان حق المواطن فى العيش والحياة الكريمة هو حق اصيل تكفله الدولة، سواء كان هذا المواطن من الصفوة أو من المهمشين، الجميع امام القانون سواء.