
كمال عامر
معوقات.. المليون فدان
■ أهم عناصر التنمية بشكل عام وجود المسئول المدرك والفاهم والقادر على التفكير والتنفيذ وتفهم الظروف ومعرفته كيفية هزيمتها.
بمعنى أوضح ممكن تتوافر الفكرة والخطط والمتطلبات الأخرى، لكن فى ظل غياب عقل يربط كل الخيوط.. الأمر مربك.
الكثير من المشروعات تتوقف وتفشل لأن القائم على القرار لا تتوافر لديه عوامل أو عناصر تجعل منه عنصرا مساعدا.
■ فى عملية استصلاح وزراعة المليون فدان الأمر بسيط.. هناك من يتعامل مع المشروع بعقلية حكومة أو الموظف.. وهناك من هو خطر على المشروع دون أن يدرى.. مع وجود مؤمنين بحتمية تنفيذه مثل الرئيس والشعب.
فى توشكى المياه موجودة.. الأرض تحتاج للاستصلاح والزراعة.. وهناك تجارب رائدة بمعنى يمكن رؤيتها على الطبيعة تثبت تحقيق الهدف فى الزراعة أو إقامة مجتمعات عمرانية.
فى شركة جنوب الوادى وهى شركة ملك للحكومة تم استصلاح وزراعة ما يقرب من 30 ألف فدان.. وهناك 10 آلاف + 80 ألفاً أخرى تحتاج للاستصلاح ثم الزراعة، القضية فى نقص التمويل بعد تغير اهتمامات القومية للتشييد إلى الاهتمام بشركات المقاولات مثل المقاولون العرب وتراجع الاهتمام بتعيين رئيس جديد للقومية للتشييد!
بعد تغيير الأولويات طبقا لرؤية المسئول وهو ما أوقع جنوب الوادى إحدى شركات القومية للتشييد فى مأزق حقيقى يهدد ليس طموح الشركة فى إثبات أن شركات الحكومة ليست فاشلة بل يمكن لها أن تنجح فيما لو توافرت لها الإدارة الجيدة والإدارة وهو ما حدث منذ أن أطلق هادى فهمى - رئيس القابضة للتجارة التى تم ادماجها مع القومية للتشييد - شركة جنوب الوادى للتنمية وهو القرار الصائب والذى كان وراء النجاح الحقيقى لتنمية توشكى وتراجع المعارضين السياسيين لها وتحقيق طفرة فى الزراعة جذبت الانتباه وهو ما كان وراء اختيار الرئيس السيسى توشكى ضمن مشروع المليون فدان وهو ما نتج عنه إعادة الثقة والاعتبار لمشروع توشكى بعد أن كاد أن يموت ووجهة نظر الرئيس أن أهم عائق أمام الاستصلاح والزراعة هو عدم وجود المياه.. وتوشكى حالة خاصة تتوافر لها المياه من النيل معروف أن مشروع توشكى لم يكن على رغبة عدد كبير من السياسيين لأن فكرة المشروع تعتمد على الزراعة والتصنيع الزراعى فقط لكن رجال الأعمال والمنتمين لهم من السياسيين والإعلاميين انسحبوا من مساندة المشروع واتجهوا لسرقة الأراضى فى وادى النطرون وعلى جانبى الطريق الصحراوى لامكانية تغيير النشاط إلى أن جاء السيسى ومنح توشكى قبلة الحياة.
فى توشكى صراع حول الفكر والتخطيط واعتقد أن التصرف بالبيع فى المساحات المزروعة ضمن زمام الشركة جنوب الوادى وتوجيه عائد البيع إلى استصلاح لأراض جديدة هو الحل المضمون.
والمطروح الآن البيع لشركات تمويل عقارى أو بنوك بعينها عن طريق قرض هو أمر فى نهايته سينتهى بالاستحواذ على الأرض المزروعة فى ظل عدم تناغم عائد الزراعة مع الفوائد البنكية والصراع حول 1.9 مليار جنيه وهى قيمة الـ30 ألف فدان المزروعة فى توشكى بشركة جنوب الوادى واضح هناك من يسعى لأن يتم خطوات البيع وسط أصدقاء حتى لا يكون هناك مراقب أو معارض فى اختيار المشترى الملاكى أو الترويج الملاكى.. ورفض كل الطرق الشفافة فى البيع هذا معناه رغبة فى الاستحواذ لو كانت النية خالصة لصالح البلد أو للعرق الذى بذله العاملون فى شركة جنوب الوادى تتم البحث عن مصادر تمويل تضمن توفير سيولة مالية لاستصلاح وزراعة مساحات جديدة من الـ90 ألف فدان ضمن زمام الشركة بطرق شفافة وواضحة أمام الجميع!
من خلال المتابعة الدقيقة أجد أن هناك خطوطا لاجهاض قرار الرئيس السيسى بضم أراضى توشكى لمشروع المليون فدان، لأن قرار الرئيس وضع كل المنظومة الإدارية لجنوب الوادى والقومية للتشييد فى تحد وللأمانة العاملون فى جنوب الوادى لديهم تصميم على استكمال خطط استكمال الاستصلاح والزراعة وتحدى الظروف والعوائق وهم الذين تحملوا حرارة فوق الـ50 درجة وبرودة أقل من الصفر اختلط عرقهم بمياه النيل وكانت النتيجة نجاح زراعات القمح والذرة والخضروات والفاكهة، العاملون بالشركة اعلنوا فرحتهم بقرار السيسى بشأن المليون فدان، لأنه اعاد لهم الاعتبار، تلك الكتيبة انصفها الرئيس السيسى وفتح شهيتها للعمل والانجاز والحلم، قرار الرئيس السيسى بضم توشكى لمشروع المليون فدان بمثابة انتصار للعاملين من شركة جنوب الوادى الحكومية وشركات الاستصلاح الحكومية التى شاركت العمل وتشارك وشركات الرى الحكومية وتلك الشركات الحكومية تعمل كمقاول باطن فى كل أعمال الاستصلاح لدى جنوب الوادى.
■ لكن أن يكون هناك مسئول تغلق بقرار منه أطر التمويل ويمنع استصلاح أراض جديدة معلنا أن الزراعة ليست مهمته.. أنا هنا أذكر بأن القومية للتشييد عندما اندمجت مع القابضة للتجارة حصلت الأولى على 900 مليون جنيه كاش من خزينة القومية للتجارة وهى أموال موجهة لمساعدة وتنمية استصلاح وزراعة أرض توشكى، لكنها ذهبت لمساندة شركات مقاولات خاسرة!
المسئول لديه رؤية فى حرق الزراعة فى توشكى وهو ما ينفذه الآن - بمنع التمويل.. وأيضا طرحة لخطط عقيمة وناقصة فى هذا الشأن ولعدم وجود خبرة لديه فى عملية الاستصلاح أو الزراعة.