الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحياد.. القاتل

الحياد.. القاتل










في المشهد السياسي الآن عدد من الآراء.. بعض الشخصيات يتخذ موقفًا معارضاً علي طول الخط لمؤسسة الرئاسة والإخوان وهو لا يري أي جهد قد يبذل من تلك المنظومة يستحق أن يتوقف عنده.. أو مجرد الإشارة إليه.
شخصيات أخري تؤيد أي خطوة للرئيس مرسي والإخوان والمؤيدين لهما.. وبعد كل قرار تجدها تدافع دون هوادة سواء عن اقتناع أو بدون.. المجموعة الأولي هي المتعصبة ضد الإخوان.. والمجموعة الثانية هي المتعصبة للإخوان.
ما بين المجموعتين يهرب الجميع.. لو هاجمت الإخوان في مقالة أو موضوع عادة ما تتلقي برقيات التأييد.. وأنت شجاع وهات يا أوصاف من هذا النوع.. وفي المقابل تجد مجموعة اتهامات جاهزة ضدك.
ولو وافقت وأعلنت تأييدك للرئيس مرسي في قرار ما.. أولاً ستجد مجموعة متعصبة ضدك..  وسيتم اتهامك بأنك تبحث لنفسك عن مكانة في ظل أخونة الدولة.
الحقيقة التي أعلمها وأؤمن بها جيدًا أنه لا عداوة مطلقة ولا محبة مطلقة خاصة بين الإعلام والمسئول.. قد ينجح وزير أو رئيس الوزراء أو الرئيس مرسي في عمل ما أو في قرار ما.. الانصاف يدفعنا إلي أن نصفق للقرار ونشيد به مثلما رفض الرئيس مرسي أن يشارك الجيش المصري في المشروع القطري بتشكيل جيش عربي للهجوم علي سوريا وقد أعلن مرسي رفضه ذلك برغم عملية جس النبض التي خرجت من مؤسسة الرئاسة في هذا الشأن هنا أعلنت تأييدي لقرار الرئيس فورًا دون أدني اعتبار لرأي معارض أو مؤيد.
■ د.هشام قنديل عندما تولي منصبه انزعجت ولم أرحب به مثل غيري.. وتابعت إلصاق التهم بالرجل والوزراء وتحمله مسئوليات لأزمات ليست من صنعه بل للظروف المالية المؤلمة التي تواجه البلد ككل.. بل توقع الكثيرون من الإعلاميين والمهتمين بفشل رئيس الوزراء.. لكن الحقيقة أن هناك حقائق قد تكون غابت علي المشهد من بدايته وساهم غليان الشارع وما نواجهه من تعقيدات في غياب التعقل بشأن منح الرجل فرصة ثم الحكم عليه.
■ بمرور الأيام وجدت أن من العدل والانصاف ان نساعد ونشجع هشام قنديل في حل المشاكل التي ليست من صنعه بالشارع.. الحياد الآن لا يوفر لمن يلتزم به أي ميزة.. لكن المستقبل مع التعصب مع أن التعصب أمر يلحق الضرر بصاحبه ويقوض أي خطوة للتفاهم.
■ أنا من أنصار الحكم بإنصاف  علي عمل السياسي أثناء توليه منصبه، لا بعد أن يتركه أو يموت.. وهذا يتطلب تركيزاً وفهماً وإدراكاً وحكماً صحيحاً.
■ أنا ضد أن يقوم التاريخ بإعادة الاعتبار لمسئول تعرض للظلم والاضطهاد ولو حدث هذا معناه أن من ظلم هذا المسئول هو شخص ظالم أو غوغائي.
 أنا من أنصار التعامل مع العمل علي أساس حجم الإنجاز والمستفيدين والتأثير بالمفهوم المركب.. وليس طبقًا للحالة المزاجية للحاكم والمحكوم.
■ كم من مسئول تعرض لظلم من أهله أو شعبه ومات محسورًا وطارد العار أسرته، وأيضًا  الفقر والأصدقاء.. ثم بعد سنوات يتدخل التاريخ ويزيل التراب عن اسم المسئول وإنجازاته.. ما بين الحكم بإعدام الرجل وإعادة الاعتبار له فترة زمنية مؤلمة ادعو أن ننتبه لها ونلغيها من حياتنا.
إذا أجاد الرئيس مرسي أو د.هشام قنديل علينا أن نعلن ذلك ونساعد في تحقيق المزيد من الأعمال.. وفي حالة إن وجدنا أن قرارات الرجلين فيها ما يلحق الضرر يجب أن نعارض وننبه هذا هو دور الجميع.. إذاً ليس بالتشنج والتعصب يمكن أن نبني مصر أو نساعد في أن تقوم من عثرتها بل يجب أن يتشبع كل منا بالتسامح واحترام الغير.
لا أطالب أن نكون كلنا مانديلا جنوب أفريقيا.. بل علي الأقل النخبة كبداية.. وإذا كان العنف يجلب علي صاحبه المصائب تعالوا نجرب طريقاً آخر.. ليس الحياد القاتل.. لكن الانصاف والعدل كشعارات للعمل وممارسة أيضًا.
■ حازم أبوإسماعيل شخصية مثيرة للجدل.. الحقيقة أنا لا أصدق أن للرجل ميليشيات وأنصاراً وخلافه.. لكن الإعلام يضخم الأمر.. الذين يحضرون دروس أبوإسماعيل مجموعات بسيطة تبحث عن التوبة والهداية.. أما من يلوحون بالسلاح في وجوه الناس والكاميرات هم مجموعة مختلفة تمامًا.. الأهم أن حازم أصبح يتحمل مسئولية أي انفلات من جانب أنصاره.. وأعتقد أن الإخوان لن يستمروا في حمايته أو مهادنته.. إذا كان الإخوان لديهم أولويات غير التصادم مع أبوإسماعيل.. عليه أن ينتبه أن دوره مقبل.
 


[email protected]