
كمال عامر
البترول العربي.. وأوابك
العالم العربي يملك عددا من الأوراق المؤثرة في السوق العالمي.. أمريكا تملك عددا من الأوراق والدول الكبري الأخري.. وتقل تلك الأوراق من حيث التأثير العالمي كلما اتجهنا إلي دول العالم الثالث.
العالم العربي بدوره يضم دولا لديها أوراق أكثر تأثيرا من الكبري.. من الأوراق الموجودة في «يد» العرب البترول.. وأيضا سوق استهلاكية كافية لإنعاش أي دولة مصدرة لتلك الاحتياجات.. والدول العربية لديها فائض أموال.. وبجانب مصادر متنوعة للطاقة.
البترول هبة من الأجداد والجيل الحالي أو السابق لم يتخذ إجراءات لتكوين هذا العنصر المؤثر.. وأعتقد أن العالم إذا كان يحترم العرب جزء من هذا الاحترام راجع إلي ما لدي العرب من البترول سواء إنتاجا أو مخزونا.. العرب لم يحاولوا استخدام البترول كورقة لتمهيد الطرق للوصول إلي أهداف محددة تفيد الشعوب.. يتطلب ذلك مجموعة من الإجراءات لا يمكن أن تتم بعيدا عن أقوياء العالم وهم المستهلكون الكبار.
البترول العربي بالفعل تنعكس أرباحه علي بعض الشعوب العربية هناك دول أحدثت طفرة في البنيان الاقتصادي والاجتماعي لشعوبها مثل السعودية والكويت وقطر والإمارات وغيره.
- مصر تستضيف دول البترول العربية أعضاء أوابك.. وهي اجتماعات روتينية أتابعها منذ سنوات كنت أتصور أن تكون تلك الاجتماعات في البحث عن آليات لمشروعات عربية/عربية.. أتصور أن تمنح الشركات بالدول العربية الأفضلية في العمل وأن تكون هناك مشروعات مشتركة في هذا الشأن.. أن تقوم ليبيا مثلا بتقديم المساعدات لإقامة معامل تكرير في مصر بالصحراء الغربية.
وأن تتضمن صناعة البتروكيماويات تصورا عربيا يضمن التنويع والانتشار وتقديم المساعدات للدول الراغبة في استقبال تلك الصناعة.
أتصور أن ترحب الجزائر بالشركات المصرية التي تملك خبرة واسعة في مجالات البحث والكشف وتوصيل الغاز وغيرها.. ما أراه أن التعاون العربي/ العربي في قطاع البترول غير مُرضِ بالمرة.. الدول العربية تفضل فتح المجال وتقديم التسهيلات للشركات العالمية ذات الاسماء المعروفة في الوقت الذي تشترط سابقة أعمال وخوض المناقصات وتقييد محاسبي أمام الشركات المصرية.
أري أنه ليس هناك أدني تعاون عربي/ عربي في مجال صناعة البترول وهو أمرأتمني أن ننتبه إليه.. أنا هنا لا أدعو لفتح السوق علي أبوابها دون ضوابط لكن يمكن أن تقدم تسهيلات للشركات العربية فيما لو تساوت كفاءة تلك الشركات والأجنبية!!
- مصر لا تملك ما يكفيها من البترول.. وهي في حاجة لرءوس أموال ضخمة لتنمية الآبار لتحافظ علي كمية الإنتاج والاحتياطي وزيادته في البترول والغاز.. الظروف السياسية التي تواجه البلد انعكست علي كل القطاعات.. والمستثمر الأجنبي الذي واجه الإضرابات العمالية والانفلات لن يزيد استثماراته لأنه يخشي القضاء الإداري في أن يفقد الاستثمارات الأصلية.
وزير البترول م.أسامة كمال مطالب الآن بالحصول علي وثيقة واضحة بضمان عدم تأميم الاستثمارات البترولية وأقصد منع تصدير الفوضي الإدارية التي نراها حاليا.. الضامن هنا الرئيس محمد مرسي شخصيا دون غيره ورئيس الوزراء هشام قنديل. ثم عليه أن يلجأ إلي الدول العربية لمناقشة كيف يمكن مساعدة مصر لتطوير قطاع البترول.. مصر تملك موقعا رائعا لتكون سوقا لتلك الصناعة.. المصُدر والمستورد علي علم بذلك والموقع العبقري لمصر جعل منها سوقا وسطية.. إذا كان سوميد قد سهل من عملية نقل بترول الخليج إلي أوروبا.. من المهم أن تدقق في عمل خطوط عكسية.. أيضا أدعو وزير البترول م. أسامة كمال إلي الدعوة إلي عمل مدينة بترولية كاملة ضمن مشروع تطوير قناة السويس وسوف تجذب رءوس أموال الخليج وجنوب شرق آسيا ومدينة أخري بالصحراء الغربية لجذب أنظار الأشقاء في ليبيا والجزائر وإيطاليا وفرنسا.
أوابك يجب أن يتم تفعيل دوره وتحويله من مناسبة لالتقاط الصور إلي تجمع بترولي عربي مؤثر علي الأقل ليس لدي حكومات الغرب فقط بل للتأكيد أمام الشعب العربي بأن هناك كيانا عربيا مفيدا في صناعة البترول.
- أهلا بالأشقاءالعرب بالقاهرة صناع البترول والمستقبل.
[email protected]