الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نعم نستطيع

نعم نستطيع






انتهت المراسم المهيبة لافتتاح قناة السويس الجديدة، حلم الشعب المصرى، والدليل الدامغ على قوة إرادته، وصلابة عزيمته، وبعد موجة الفرح الكبيرة دعونا نقف أمام حلمنا الذى تحقق، ونعيد ترتيب أفكارنا، لننشط عزيمتنا لاستكمال مجدنا، وبناء وطننا، الذى أنهكته المتاعب سنوات طويلة.
لقد قالها الرئيس السيسى واضحة وصريحة: «إن مشروع قناة السويس الجديدة هو الخطوة الاولى فى مشوار الألف خطوة» تلك الجملة التى استوقفتنى فى الكلمة التى قالها فى الحفل المهيب الذى أشعرنا بالفخر لأننا مصريون، تلك الكلمة التى تشير وتدلل وتقول للمصريين إن لدينا الكثير من المهام والعمل الذى لابد من إنجازه من أجل رفعة بلدنا.
لقد شهدت احتفالات افتتاح قناة السويس فرحة كبيرة فى قلوب المصريين، ظهر ذلك جليا فى الاحتفالات التى عمت الميادين والشوارع فى كل المحافظات واللافتات التى تبارك القناة الجديدة على كل بيت ومبنى، وعلم مصر الذى زين كل شوارعنا فى البلكونات والشبابيك وعلى السيارات، وقد تناولت بالتحليل هذه الحالة من الفرحة فى مقالين، الأول: نشر فى هذا المكان، والثانى: فى العدد التاريخى الذى أصدرته مؤسسة «روزاليوسف» احتفالا بقناة السويس، وكان فحوى ما كتبت أن المصريين عانوا كثيرا خلال الاربع سنوات الماضية، وهم الآن فرحون لأن أيام الهدم والاضطراب ولت، ولم يعد لها وجود، وأن الاستقرار والبناء بدأ بالفعل بمشروع أقر العالم أجمع بأنه إنجاز عظيم، وكانت النتيجة التى انتهيت إليها فى تحليلى هى أننا «من حقنا أن نفرح».  
لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى ألمح فى كلمته إلى أن الفرح لابد ألا ينسنا أن مشروع قناة السويس ما هو إلا مجرد خطوة فى مشوار من ألف خطوة، وكأنه يذكر المصريين أن أيام البناء لم تنته بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة، وأن حلم انجاز المشروع قد تحقق لكنه ليس هو كل الحلم، هو جزء مهم وفاعل منه، يليه مجموعة من الأحلام والمشاريع الكبيرة التى تحتاج إلى نفس العزيمة التى استحضرناها فى بناء القناة الجديدة، ولابد من استدعائها فى كل الأحلام والمشاريع القومية المقبلة، ولا نظن أن تحقيق هذا الحلم العزيز قد وصل بمصر إلى منتهاها فى التقدم والبناء.
علينا جميعا أن نتحد من أجل المستقبل، ونعى حجم العمل الذى ينتظر كل منا فى موقعه، نعم لقد بدأنا بالفعل الخطوة الأولى فى مشروع الألف خطوة بحفر قناتنا الوليدة، أبهرنا العالم وحققنا المعجزة بإنجاز قناة السويس الجديدة فى عام واحد فقط، وسيظل يوم الخميس 6 أغسطس 2015 محفوراً فى التاريخ، حيا يجلجل باسم المصريين، ليبرهن أن مصر مازالت قادرة على تحقيق المعجزات رغم الصعاب التى تواجهها، ففى الوقت الذى كان ينتظر فيه الآخرون وقوع مصر فى أيدى الإرهاب وأن تتحول إلى بلد ينهشه الجميع، قام وهب سريعا، واستطاع أن يصنع المعجزة فى وقت قياسى ويهديها للعالم أجمع.
إننا نملك ما يجعلنا نقول بأعلى صوت أن مصر مازالت موجودة، ومازالت قادرة على تحقيق أحلام أبنائها  الذين استطاعوا أن يدخلوا الفرحة والبهجة فى قلوب المصريين ليقولوا للعالم: «نعم مصر تستطيع أن تنافس أى دولة فى العالم، وأنها قادرة».
بعد هذا الأمل لابد أن نتكاتف جميعاً حتى نكمل مشوار ومشاريع الألف خطوة، وأن نعيد بناء الوطن من خلال مشروعات تنموية تستوعب الآلاف من فرص العمل للقضاء على بطالة الشباب وتحقيق أحلامهم وحتى نبعدهم عن الإرهاب والتطرف وتظل مصر قادرة بإذن الله.