السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هلاوس إعلامية وفضائح فضائية!

هلاوس إعلامية وفضائح فضائية!






حتى الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية ترتكب فضائح وفظائع مهنية وتفبرك أخباراً وقعت منذ عشرات السنين على أنها حدثت اليوم أو منذ ساعات!
المصيبة أن فضائياتنا العربية ومواقعها الإلكترونية ومئات المواقع الأخرى تنساق وراء هذه الأكاذيب والفبركات وتعيد بثها ونشرها وهات يا برامج وتعليقات على «واقعة» لم «تقع» فى الأساس إلا منذ عشرات السنين.
القصة الإخبارية وكما قرأتها على موقعى قناة «الحرة» و«فرانس 24» الأولى أمريكية والثانية فرنسية وعشرات المواقع الأخرى ملخصها أن رجلاً آسيويًا يعيش فى دبى كان يتنزه على الشاطئ مع أسرته، وفجأة تعرضت ابنته (20 سنة) للغرق وبدأت تستغيث طالبة النجدة، فلما قام رجل الإنقاذ بمحاولة إنقاذها من الغرق والموت رفض والدها ومنع رجل الإنقاذ من ذلك قائلاً: «إنه يفضل وفاة ابنته على أن يمسها رجل غريب»!
المفاجأة المذهلة والفضيحة المدوية أن هذه الواقعة حدثت سنة 1996 أى منذ 19 سنة بالتمام والكمال كما أوضحت شرطة دبى فى ردها على سؤال لصحفى وكالة الأنباء الفرنسية!
ثم تأتى المفاجأة المدوية عندما فضحت صحيفة «الجارديان» البريطانية كل من موقعى صحيفتى «الديلى ميل» و«تليجراف» عندما أعادا نشر هذه القصة القديمة والادعاء بأنها وقعت الآن وفتحت الباب للسخرية من الشريعة الإسلامية.
وقالت «الجارديان» إن حكاية الخبر تعود إلى مراسل وكالة «فرانس  برس» فى دبى الذى كان يجرى حوارًا مع أحد المنقذين فى دبى وسأله عن أغرب موقف تعرض له فى عمله، فحكى المنقذ له أنه فى عام 1996 حاول إنقاذ فتاة لكن والدها رفض خوفًا من أن يلمسها ويضيع شرفه! هكذا ببساطة!
وقالت «الجارديان»: إن الصحافة الأجنبية تعاملت مع التصريح على أنه خبر واختلقت قصة عليه! فقامت الدنيا ولم تقعد!
الطريف أننا نحن ــ العرب ــ لم نكتف بإعادة النشر بل رحنا نتفوق على أنفسنا فى إضافة شطة وفلفل على الواقعة، فقدت ذكرت معظم المواقع الإلكترونية العربية أن شرطة دبى ألقت القبض على هذا الأب وتباشر التحقيق معه (وهو ما لم يحدث).
وتبارت المواقع فى جهلها النشيط وأخذت تنشر معلومات عن الأب العربى الجنسية ليتضح بعد ذلك أنه باكستانى!!
ولم يعتذر موقع واحد عن هذه الفضيحة المهنية، فالاعتذار عندنا رذيلة ينبغى تجنبها، وأخشى ما أخشاه أن يكون مراسل وكالة فرانس برس من مشاهدى فضائيات الجماعة الإرهابية وعشيرتها فهى التى تخصصت فى مثل هذا النوع من الأخبار والحكايات الكاذبة والمفبركة، ولعل أحدث هلاوسها عندما راحت تعيد بث ونشر هلوسة من هلوسات الست أم أيمن أو «عزة الجرف».
وهذه الهلاوس كلها مكانها العيادات النفسية لا القنوات الفضائية،  لكن ذلك لا يحدث!