الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كمين الأحزاب الدينية للمقاعد البرلمانية

كمين الأحزاب الدينية للمقاعد البرلمانية






البرلمان القادم فى خطر، نعم، أقولها بكل وضوح فى وسط ضجيج عشرات من الأحزاب التى تدعى فهم قواعد اللعبة السياسية وتظن أنها تجيد خوض الانتخابات، هؤلاء جميعهم حبر على ورق ولا يتعدون مجرد «شوية لافتات» سوف تبدر فى الشوارع لن يلتفت لها الناس، فى حين أن هناك كيانات خطرة تقوم الآن بتجميع نفسها لخوض الانتخابات وحصد المقاعد، والخوف كل الخوف أن يتحقق مرادهم.
فبعد غياب طويل عاد إلى المشهد السياسى أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، الوجه الآخر لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ولم يعلق حزب النور السلفى على تواجده السياسى، بل الواضح أنه مرحب بعودته، فتواجده مفيد جدا لهم بالانضمام إلى مجموعة الأحزاب الدينية التى تخطط فى الخفاء للانقضاض على مقاعد البرلمان فى الانتخابات المقبلة.
خروج أبوالعلا ماضى فى هذا التوقيت يحيطه العديد من التساؤلات، خاصة التى يطرحها التيار الليبرالى، الذى يعرف جيدًا مدى علاقة «ماضى» وحزبه بجماعة الإخوان الإرهابية، فعلى الرغم من التصريحات المضللة التى يطلقها أشخاص قريبون من «ماضى»، والتى تقول إنه خرج ومعه تفويض من «الإخوان» لعقد مصالحة مع النظام الحالى، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، فقصة «المصالحة» ما هى إلا طعم لشغل الجميع عما يخطط له «ماضى» فى الخفاء مع باقية التيارات الدينية، والمتمثل فى اختيار عدد من الشخصيات المنتمية لحزب الوسط وجماعة الإخوان وبالتعاون مع حزب النور من أجل خوض انتخابات مجلس النواب المقبل، حتى يتسنى لهم تكوين كتلة برلمانية من الأحزاب الدينية، وهذا أمر فى غاية الخطورة.
ففى الوقت الذى تتناحر فيه الأحزاب الليبرالية على تكوين القوائم، وتستيف المقاعد الفردية، تقوم الأحزاب الدينية بجد على اختيار مرشحيهم فى أغلب الدوائر، فحزب النور وحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، وحزب مصر القوية، بالإضافة إلى حزب الوسط، يعملون على التنسيق فيما بينهم فى جميع المحافظات التى سوف يخوضون فيها الانتخابات.
مثلا لقد اختار حزب النور محافظات الوجه البحرى والقاهرة وثلاث محافظات فى الوجه القبلى وهى أسيوط والوادى الجديد والمنيا من أجل النزول فيها بقوة، واستطاع أن يختار بعناية مرشحيه فى هذه الانتخابات، وقام منذ أكثر من عام باختراق العديد من القطاعات المجتمعية للحصول على أصواتها.
على سبيل المثال، يعلم حزب النور أن قوته فى محافظات الصعيد ضعيفة، خاصة فى محافظة أسيوط التى يعتبرها حزب البناء والتنمية معقله الرئيسى، إلا أن حزب النور قام باختيار مجموعة من الأشخاص هناك ودفع لهم الأموال ليستطيع الوصول إلى الفقراء والمحتاجين من خلالهم، لدرجة أن قرى فى أسيوط بأكملها أصبحت تنتظر  الانتخابات بفارغ الصبر للتصويت لحزب النور.
نفس الأمر يجرى مع باقى الأحزاب الدينية التى اعتبرت شهر رمضان وعيد الفطر ودخول المدارس فرصة جيدة لشراء الأصوات.
كل هذا يجرى فى غياب تام من الأحزاب الليبرالية التى تزيد على المائة حزب، فهى فى تناحر وشتات بين قوائم أطلقوا عليها مسميات، ما أنزل الله بها من سلطان متخيلين أنها سوف تصل بهم إلى البرلمان وهى فى الحقيقة وهم كبير.
لقد وصل الصراع والتناحر بين الأحزاب الليبرالية إلى مرتبة الشراسة الغبية، حيث طرحت بعض الأحزاب أكثر من مرشح لها على نفس الدائرة الأمر الذى يجعل تفتيت أصوات القوى الليبرالية شيئًا حتميًا، مقابل تحرك ذكى من الأحزاب الدينية التى تطرح مرشح واحدًا فى كل دائرة بما يضمن لها الحفاظ على كتلتها التصويتية من نزيف التفتيت.
الانتخابات المقبلة لا تحتاج هذه العشوائية ولابد من انتباه الأحزاب الليبرالية إلى الكمين الذى ينصبه الإسلاميون للوطن، وهذا لن يحدث الا إذا ابتعد هؤلاء عن المراهقة السياسية.