الثلاثاء 2 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قنوات المسابقات والنصب على الشنبات والستات!

قنوات المسابقات والنصب على الشنبات والستات!






حر لا يطاق، ورطوبة خانقة، والقنوات الفضائية تتسابق فى بث أخبار الدمار والقتال والعنف والدم، والمؤكد أنك مللت من ذلك كله، وأمسكت بالريموت كنترول ورحت تبحث عن أى قناة ليس فيها كل هذا العك الدموى!
ووسط التقليب والتدوير والتوقف لدقائق أو ثوان حتى تتعرف على محتوى المحطة، لابد أنك توقفت أمام قنوات المسابقات والفوازير، ولابد أنك اندهشت مثلى مما يقال ويبث فى هذه القنوات، فليس هناك سوى بنوتة لهلوبة ذات صوت مسرسع صارخ تناشد المشاهدين سرعة حل الفزورة التى جائزتها خمستاشر ألف دولار! ويا سعدك ويا هناك!
أما الفزورة وكما تظهر على الشاشة: فاكهة من ثلاثة حروف لو عكسنا حروفها لا يتغير اسمها.. فما هى؟! وحزر فزر أو حزرى فزرى؟!
من غير تفكير الإجابة هى «الخوخ» لكن ما يدعو للعجب ويستحق اللطم على الخدود أن عشرات المتصلين والمتصلات من كل أنحاء العالم العربى السعيد يرددون إجابة خاطئة، فمن يقول بلح ومن تقول عنب، ومن يقول تين، وهكذا!
فإذا انتقلت إلى قناة أخرى سوف تجد بنتًا أخرى لا تقل عن زميلتها «سرسعة ولهلبة» وتتمايل ذات اليمين وذات اليسار وكأن «زمبلك» هو الذى يحركها تلك الحركات المخبولة، ووسط تمايلها وصراخها تلقى بالفزورة فتقول لحضرات المشاهدين والمشاهدات اسم دولة عربية من ثلاثة حروف، إذا حذفنا آخر حرف اسم حيوان أليف! طبعا البلد هى قطر وإذا حذفنا «الراء» أصبحت «قط»!
هل هذه الفزورة أو المسابقة وغيرها من الفوازير الأعبط والأسخف تستحق أن تنشأ لها قناة أو أكثر؟! وما الحكمة من ذلك؟! وما الذى تكسبه ماديا أو أدبيا؟!
هذه القنوات وأمثالها لا تعانى أى ضائقة مادية أو مشاكل رقابية، ولا تتعاطى السياسة ولا تقترب من الموضوعات الدينية، فهذه الموضوعات تعرضها لعشرات المشاكل، لذلك هى تعمل مبدأ عبقرى يقول «الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح» ثم اكتشفت أن الهيافة والتفاهة مشروع تجارى ناجح ومضمون الربح ودون أى وجع دماغ!
والأهم أن المغفلين والمغفلات من المشاهدين والمشاهدات موجودون فى كل مكان، وهم من الحماقة والغباء يحلمون بالملايين دون عمل أو جهد، ولا أحد منهم فكر أن يسأل نفسه كيف أربح عشرين ألف دولار لو أجبت عن هذا السؤال التافه أو اكتشفت الفرق بين صورتين لأحدى الفنانات، حيث الصورة الأولى لحذاء به رباط والصورة الثانية فالرباط مفكوك! (شوفوا العبقرية).
وعبر مئات الألوف من الاتصالات تجنى هذه القنوات الملايين من جيوب المغفلين الكسالى، وحسب إحدى الدراسات فقد حققت إحدى هذه المحطات منذ سنوات ربحا صافيا من جيوب المغفلين والمغفلات بلغ حوالى مائتى مليون جنيه من دم قلبهم!
وفى دراسة أخرى أكدت أن نسبة مشاهدة برامج المسابقات بلغت 37.5٪ من عينة الدراسة (تصوروا) ومع ذلك فهذه عينة من المشاهدين والمشاهدات تستعذب من يضحك عليها ويلهف نقودها! تماما مثل آلاف الذين يقعون ضحية نصب توظيف الأموال، النصاب الذى يجمع الملايين من المغفلين بدعوى توظيفها تجاريا لكى يمنح الضحية عائدًا شهريًا 30٪ أو 40٪ لا يضرب أحدا على يده، فهو يستغل طمع غبى وغباء ناس تريد المكسب بأى طريقة!
ولن أناشد المشاهد الغلبان أو المشاهدة الغلبانة بأن هذه القنوات ومسابقاتها التافهة تضحك عليكم وتنصب عليكم، وهى تربح الملايين وأنتم تخسرون الملايين، لأنها ببساطة قنوات مسابقات هدفها الضحك على أصحاب الشنبات، والنصب على الستات!