
كمال عامر
توشكي وصعيد مصر
▪ مصر تعيش عدداً من الأزمات.. أخطرها غياب القرار والرؤي في الكثير من الأمور.. وهو ما يضاعف الخسائر.. الأخطر أن الشعب هو الذي يدفع جميع الفواتير الناتجة عن تلك الخسائر.. برغم التظاهرات والحرق والقنابل إلا أن هناك بصيص أمل لمصر ككل إذا كان الشمال يغلي.. أعتقد أن الجنوب يحتاج للاستثمارات.
▪ توشكي منطقة تجري فيها محاولات عديدة لخلق مجتمع زراعي متكامل في تلك البقعة.. نعم هناك ظروف صعبة جعلت من زراعة وادي النطرون أسهل ولكن في المقابل وادي النطرون يمكن أن يتحول إلي منتجعات سكنية في غمضة عين.. لكن توشكي من الصعب أن تفعل ذلك.. لأكثر من سبب.
في زيارة لي إلي توشكي لاحظت أن الوليد بن طلال في أرضه هناك بدأ في زيادة الزراعات مثل القمح.
▪ وفي الأرض المملوكة لشركة جنوب الوادي للتنمية وهي شركة تابعة للشركة القومية للتشييد والتعمير والشركة تملك 40 ألف فدان مزروعة بالقمح كمساحات كبيرة والخضروات طماطم وفلفل وباذنجان وفواكه مثل البرتقال والمانجو والعنب.. بجانب الفول السوداني والنباتات الطبية وتربية الأغنام.
الجديد أن أرض جنوب الوادي في توشكي وصلت إلي أن جذبت صغار وكبار المستثمرين لدرجة أنني شاهدت من انتقل إلي توشكي من العائلات وهذا يوضح أن جنوب الوادي للتنمية تلك الشركة الحكومية بدأت في تنفيذ أجندة جذب المواطنين للاستيطان في توشكي وهو الهدف الواضح لخطط الشركة.
الأرض وصلت «حدية» الانتاج.. والـ 30 ألف فدان معظمها نجحت إدارة الشركة في تأجيرها للمستثمرين.. وهناك مدينة سكنية للعاملين وغيرها.. الشركة في حاجة الي تمويل لانجاز خططها.. لاستصلاح وزراعة العشرة آلاف فدان الاخيرة من أرضها.. وهي في حاجة إلي 40 مليون جنيه علي الاقل لاستصلاح الـ10 آلاف فدان وهو ما لم يتوافر لديها.. الحل الذي أطرحه إلي الشركة القومية للتشييد والتعمير ورئيسها م.صفوان سلمي وأعضاء مجلس الإدارة وعلي رأسهم النائب الأول وعضو مجلس الإدارة المتفرغ مهندس يوسف الشيخ هو الموافقة علي بيع الـ30 ألف فدان ملك الشركة والعائد يتم الانفاق منه علي استصلاح واستزراع الـ10 آلاف فدان الاخيرة.
الدولة لا يمكنها أن تستمر في الزراعة ولا شركاتها.. لان العملية مكلفة، لكن من الممكن التصرف في تلك الاراضي بالبيع.. نكون هنا حققنا هدفين أولا: جذب صغار المستثمرين من الراغبين لشراء 10 أو 20 فداناً وهو ما يعني انتقال تلك الأسر إلي الاقامة الدائمة في توشكي.
لقد شاهدت الأسر التي جذبتها أرض جنوب الوادي للتنمية وقد انتقلت للاقامة في توشكي ولو تم جذب عدد من الأسر الأخري بالطبع سينتهي بنا المطاف إلي رؤية مجتمع جديد في تلك البقعة المهمة في خريطة التنمية المصرية.
التصرف بالبيع في أرض شركة جنوب الوادي للتنمية بالتالي سوف يتيح للشركة سيولة مالية نقصها الآن يهدد العمل.. والزراعات لا تعترف بعدم وجود السيولة أو تأجيل صرفها.
إذا كانت الشركة القومية للتشييد والبناء ترغب في استكمال خططها في توشكي عليها أن تتصرف في الأراضي التي دخلت الحدية الزراعية.. واذا كانت جنوب الوادي للتنمية كشركة قد نجحت في تنفيذ هذا الشوط الصعب من العمل.. حيث هي الشركة الحكومية الوحيدة التي عملت ونجحت هناك والاهم انها لعبت دوراً مهما في توفير السيولة المالية كرواتب لشركات الاستصلاح الحكومية بعد اسنادها لعدد كبير من المشروعات لتلك الشركات كتوجه حكومي لتحمل جزءاً من المتاعب والصعوبات المالية التي تواجه تلك الشركات بعد تجفيف مواردها المالية.. بجانب تأكيدها علي شراء كل الاجهزة والمعدات وغيرها من شركات الانتاج الحربي.. هذا التوجه كان وراء نجاح جنوب الوادي للتنمية في عملها.
الكرة في ملعب الحكومة.. وأعتقد أن الظروف المعقدة الحالية التي تحيط بالنشاط والتنمية بشكل عام في مصر وراء تعطيل العمل بشكل عام.. أري أن اصرار شركة جنوب الوادي للتنمية ومجلس إدارتها برئاسة م.سعودي عليوة علي ضرورة استمرار قوة الدفع التنموية لانجاز العمل هناك في توشكي أمر ضروريا لمواجهة نقص السيولة المالية لاستكمال حلقة التنمية وهو ما يستوجب التصرف بالبيع في الأراضي التي تم استزراعها وحققت انتاجية مهمة.
أعتقد أن التسابق بين المستثمرين علي تأجير أو رغبتهم في الشراء للارض المزروعة في توشكي يتيح للمالك خيارات.. ولأن عملية الزراعة معقدة ومكلفة.. والخيار الأمثل هو السماح للشركة بالتصرف بالبيع في الـ30 ألف فدان ويمكن منحها مساحة جديدة للاستصلاح.
[email protected]