
كمال عامر
توشكى .. البيع من أجل الاستصلاح
انزعج بعض الأصدقاء من فكرتى على ضرورة موافقة الشركة القومية للبناء والتشييد على بيع الأراضى المستصلحة والمزروعة ضمن زمام شركة جنوب الوادى للتنمية فى توشكى.. البعض تصور أن عملية البيع تكرار لسيناريو خصخصة لم تؤد الغرض منها.. لكن الحقيقة التى أقصدها أن شركة جنوب الوادى للتنمية قامت بدور مهم وواضح بشأن استصلاح واستزراع لـ40 ألف فدان المخصصة لها وهو ما كان وراء تهافت المستثمرين للحصول على مساحات للزراعة بل إن عددا من تلك الشركات قرر حجز أراض جار استصلاحها وهو أمر يؤكد أن أراضى الشركة فى توشكى وصلت إلى الحدود المطمئنة فى الزراعة يعقبها الانطلاقة.. جنوب الوادى للتنمية أمامها مشوار طويل بشأن استصلاح 10 آلاف فدان الأخيرة واستزراعها.. والدولة لا تملك أموالا لمنحها تحت أى مسمى لأى جهة لأننا نعيش العديد من الأزمات مثل توفير الطعام والعيش والمواد البترولية.. إذا على شركة جنوب الوادى للتنمية أن تبحث عن مصادر تمويل بنفسها لتساعد الحكومة على استمرار المشروع والأمر هنا محدد فى طرح 30 ألف فدان المستصلحة أو المزروعة للبيع للمسثمرين صغارا وكبارا.. والعائد يمكن من خلاله استكمال جنوب الوادى لاستصلاح وزراعة الـ10 آلاف فدان المتبقية من المساحات المخصصة للشركة فى توشكى.
إذا كانت توشكى قد تعطل عنها جذب السكان للإقامة لسنوات فالأمر يرجع إلى الصعوبات المعيشية والتنقل وتوفير الخدمات والشرطة والتعليم وهى أمور لا يمكن للشركة العامة للبناء والتشييد أو لجنوب الوادى للتنمية أن تحقق هذه الأمور وحدها.. لكن اللافت أن الحياة عادت إلى توشكى الآن وبدأ عدد من الأسر سواء للعمالة أو للمستثمرين التوطين فى أرض جنوب الوادى للتنمية بتوشكى بعد موافقتها على تأجير مساحات زراعية للمستثمرين.. الحكومة لا يمكنها أن تنجح فى عملية الزراعة وهى أمور مكلفة.. والقطاع الخاص شاطر.. وأعتقد أن الدولة لها هدف من عملية الاستصلاح وزيادة الأراضى الزراعية وهو توفير المحاصيل الاستراتيجية وغيرها للمواطن.. الأهم لا خوف من بيع أى أراض زراعية حكومية للمواطنين طالما أنها لن تغير النشاط فى توشكى وفى أرض الحكومة. الرمال الصفراء تحولت إلى أراض خضراء.. أكثر من 8 آلاف فدان قمح.
الشكل العام عندما تنظر إليه تشعر بالاطمئنان.. الخضروات والفواكه وهى منتجات خالية من الأسمدة، أوروبا تتهافت عليها وترسل خبراء لمتابعة الزراعات المخصصة للمستثمرين للاطمئنان على خلوها من الأسمدة بأنواعها.
توشكى فكرة لمشروع تحول إلى حقيقة برغم أن السياسيين والإعلاميين ظلموا المشروع وهاجموه ومازالوا.. لأنهم يكتفون بالمتابعة من خلال قناعاتهم السياسية ومن خلف المكاتب المكيفة، ومن خلال زياراتى لتوشكى ومتابعتى لأدق التفاصيل هناك أجد ضرورة تحرك القومية للبناء والتعمير نحو توفير الأموال لتكملة ما تم انجازه فى توشكى.. الزراعات لا تعترف بالتأجير المالى ولا تعترف بعدم وجود أموال.. لذا يجب بيع الأراضى المستصلحة والمزروعة هناك على أن يوجه حاصل البيع لاستصلاح أراض جديدة.
الحكومة هنا تكون ضربت عصفورين بحجر، الأول زادت من كفاءة الأراضى والثانى توفير حصيلة مالية لاستصلاح أراض صحراوية جديدة فى توشكى.
فى ظل رفض أو تباطؤ القطاع الخاص والمستثمرين فى دخول سوق الاستصلاح نظرا للصعوبات الموجودة والحل المتاح لكن الإشكالية هى بيع الأراضى ضمن مزاد علنى وهذا سوف يتيح جذب صغار المستثمرين وهو المطلوب.