
كمال عامر
الوزير والموظف وأكل العيش
■ بالطبع هناك مشاكل فى كل الوزارات بل وفى أوجه الحياة داخل مصر بشكل عام وهو أمر موجود ولن ينتهى بسهولة!!
ليس اقتناعى بمسئول أن كل عمله صح الصح.. وهذا غير ممكن بالمرة.. ولكن الحقيقة فى ظل حالة التوتر التى نعيشها وهى ناتجة عن الصراع والاحتقان السياسى حول السلطة والثروة والمناصب والمكاسب هذا الجو المشحون لعب دوراً فى تذبذب الاستقرار فى الشارع وغيرها وانعكس على الناس!!
■ اقتناعى بأن الظروف تتحسن فى كل المجالات وأن هناك من لا يرصد هذا التحسن. لكن من خلال تجربتى أجزم بأننا بالفعل بدأنا نتخطى محطات كدنا أن نختنق أو نموت فيها.. فى الأمن والاقتصاد وغيرهما.
■ وسط تلك الظروف الصعبة رصدنا العديد من الملاحظات.. منها أن المسئول الذى يمكنه أن يحقق النجاح يجب أن يتحلى أو يملك صفات مهمة منها قدرته على التحمل.
■ قد يكون هناك من يختلف معى هو هنا حر.. طالما أنا حر وأرحب بكل من لديه أفكار جديدة فى عملية الحكم المحايد على المسئول وكما قلت.. هى عملية نسبية!!
■ فى وقت الأزمات تظهر معادن الرجال.. اخترت طريقى بأن أعلن وأشهر من خلال كلمتى كاشفا عن قناعاتى تجاه المسئول وقد أكسب أو أخسر.. لكن فى كل الأحوال أتحمل الثمن.
■ قبل الحكم على المسئول بالطبع أدقق فى عمله ولا أكتفى بالفرجة.. بل أقترب واستمع وأشارك.. لأتعرف عن الجهد وأرصد النتيجة بجانب الخبرة فى التقييم والفرز.. عملية معقدة أن نحكم على المسئول أثناء عمله.
■ لم أنزعج عندما تراجع عدد كبير من المهتمين بالشأن العام واكتفوا بالفرجة على التغييرات الوزارية انتظارًا للجديد فى المنصب على الأقل لعدم إثارة الوزير الجديد أو غضابه.
عقيدة هؤلاء وهم الأكثرية الإيمان بشعار يحيا الملك.. مات الملك ويحيا الجديد!! والمجد لمن يدير ويحكم الوزارة.
هذه فلسفة الأغلبية.. هم يحافظون على مصالحهم من خلال الشعار.
■ الغريب أن عددا من وكلاء وزارة ومسئولين كبار رفضوا تقييم الوزير الذى يعملون معه حاليا وبعد استقالته ورفضوا الإعلان عن نسبة حالة الرضا تجاه المسئول عنهم وعندما استفسرت أدركت أن الموظف برغم امتلاكه لكل أسرار العملية إلا أنه يفضل الصمت خوفًا من التورط بإعلان الرأي.
■ الموظف مهما كانت درجته الوظيفية يحاول المحافظة على أكل عيشة ومنصبه ولا يهمه هنا الرأى أو كلمة الحق التى يملكها!!
■ لم أندهش بأن هناك مجموعة تجيد الضرب تحت الحزام مهمتها اصطياد المسئول وابتزازه!!
قد يكون هذا النوع من بين رجال الأعمال أو المناصب داخل وزارة المسئول.
■ مسئول بدرجة وكيل وزارة منتدب فى وزارة.. كل شغله هو تعطيل العمل.. وضع الله داخل هذا الرجل مجموعة من القيم المعاكسة تكفى لوقف حال وزارة وليس قطاعه هو وأيضًا شل الحركة داخل الوزارة وبث الفرقة والخلافات لدرجة أن اجتماعا ضم ثلاثا من وكلاء الوزارة واثنين من المديرين العموميين اجتمعوا لمناقشة الإجابة على سؤال: لماذا يتعمد وكيل الوزارة تعطيل العمل؟.. هل الرجل على علم بذلك. أم أنه يصطنع مواقف ليظهر أمام رئيسه أنه الشريف؟!
عدد من المختلفين مع الرجل وضعوا أمامى 5 ملفات كافية لتحويل الرجل لنيابة الأموال.. ومحكمة القيم وألحاق الضرر بقرارة الإدارى.
■ ما أريد أن أقوله: ليس هناك حكم نهائى عادل على عمل المسئول طالما الحياة الوظيفية مستمرة.
خلال عملي.. لا أحبذ أن انحاز إلا فى حدود إيمانى بقيمة العطاء بصرف النظر عن الشخص أو منصبه.
■ نعم هناك شيزوفرنيا فى العلاقة بين المواطن والمسئول.. أو الإعلامى والمسئول.. مصالح بتتصالح فقط والدليل رصد العلاقة فى فترة الحريبة الوزارية..مفيش مسئول مخلد فى المنصب لكن فيه مسئول سمعته تسبق خطواته.