الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تقليص الوزراء هو الحل

تقليص الوزراء هو الحل






احضرونا يا عالم!
لا يوجد بلد فى العالم تتألف حكومته من هذا العدد الضخم من الوزراء كما يحدث فى مصر، لم توجد هذه الظاهرة الإدارية إلا فى بلادنا. فكل تخصص له وزير، وكل فرع فى الدولة له وزارة، واستفحل الأمر لدرجة أصبحت مربكة ومنهكة للجهاز القيادى فى البلد، والدليل أنه على الرغم من العدد الكبير للوزراء لا يوجد تقدم ملحوظ أو ملموس على الأرض فى أغلب الوزارات! وأضحت المشكلات تحاصر المواطنين، من قمامة متناثرة، وعشوائية فى المؤسسات الحكومية، وفوضى مرورية، وأخرى حياتية.
ففى الماضى كان عدد الوزراء فى مصر لا يتعدى 22 وزيرًا فقط يقومون بكل أمور الدولة، ومع مرور الوقت، زاد عدد الوزراء، حتى وصلوا فى حكومة المهندس إبراهيم محلب إلى 36 وزيرًا!
حقيقى لا أدرى لماذا لا يتم تقليص الحكومة، مادامت مؤقتة، إلى 15 أو 20 وزيرًا فقط، بدلًا من هذا الكم من الوزارات؟ خاصة أننا جربنا كثيرًا أن الحكومة القوية ليست بكثرة الوزارات ولكن بالكفاءة والعمل الجاد.
الواقع والتجربة يشيران إلى أن عدد الوزارات الكبير أحد الأسباب التى شجعت على انتشار الفساد والمحسوبية، فكلما زاد عدد الوزارات ضعفت السيطرة عليها، أو بمعنى أدق، ضعفت متابعتها ومعرفة تصرفات وزرائها، وما حدث مع وزير الزراعة خير مثال.
من ناحية أخرى، يشكل عدد الوزارات الكبير حملا زائدا على ميزانية الدولة فى وقت نحن فيه فى أشد الحاجة لكل قرش من أجل التنمية، ففى الوقت الذى تضع فيه الحكومة خططاً لترشيد النفقات من أجل الإصلاح الاقتصادى، نجدها تضيف مقاعد وزارية جديدة، كيف يحدث هذا فى حين أن كل وزارة تضاف إلى الحكومة ترفع من نفقات الدولة؟
انظروا إلى العالم، هناك دول كبرى لا يتعدى عدد الوزراء فى حكوماتها 15 أو 20 وزيرًا، فى الوقت الذى يوجد بمصر قرابة ضعف هذا العدد! وكلما زاد الوزراء تزداد النفقات والمصروفات، ويزاد البذخ والترف ويفتح باب للتلاعب وإهدار المال العام.
مصر لا تحتاج فى الوقت الحالى إلى هذه الزفة من الوزراء، فقط ما نحتاجه حكومة مصغرة، تتكون من مقاتلين أشداء، يعملون بجد بدلًا من الوزراء الذين يأتون للمنصب من أجل التباهى، وآخرين يجيئون وهم يعلمون أنهم لن يستمروا طويلاً، فيحاولون بكل الطرق أن يؤمنوا مستقبلهم فى الفترة التى يقضونها (كلامى طبعا ليس معممًا على جميع الوزراء، فهناك شرفاء يحفظون حق هذا البلد، ويقدرون المنصب الرفيع الذى يتولونه فى فترة عصيبة).
ليتنا نستفيد من تجارب الدول الأوروبية والآسيوية فى هذا المضمار، الذين نهضوا من خلال حكومات قوية لديها خطة واضحة المعالم، ولديها وزراء ينفذون هذه الخطة بكل دقة، نحن فى انتظار حكومة المهندس شريف إسماعيل وما ستفعله فى الأيام المقبلة، على الوزراء ألا ينظروا إلى أنهم راحلون خلال أيام أو شهور، بل عليهم أن يعملوا كما لو أنهم باقون لأطول فترة ممكنة، العمل وخدمة الوطن، والقيام بالواجب على أكمل وجه، لا علاقة له بالفترة التى يقضيها المسئول فى موقع المسئولية، عليه أن يؤدى مهامه بصدق وجد، حتى لو كانت مدة توليه المنصب ساعة واحدة، هذا حق مصر وشعبها عليه.
والله المستعان.