
كمال عامر
قناة السويس الإلكترونية
الاستثمارات ليست لها ألوان سياسية.. ومصر فى حاجة شديدة جداً بل ملحة لهذا النوع من الاقتصاد.. فى نفس الوقت مصر تملك فرصاً للاستثمار مهمة ومغرية حتى لو تعطلت الآن بفعل شوائب الخلافية السياسية.
فى صناعة الاتصالات تحديدا أرى أن الاستثمار فى هذا النوع من النشاط له عوائد مباشرة وغير مباشرة.. وله أهمية استراتيجية لأمن البلد واقتصادها.. ببساطة أكثر، لهذا النوع من الاستثمار مردود اقتصادى وسياسى وأمنى!!
وهو تحد على الأرض.. ولمصلحة 85 مليون مصرى هم سكان مصر.
مثل كل القطاعات.. بالطبع هناك من يزعجه الاستثمار فى الاتصالات حماية لمصالح خاصة، أو طمعا فى الاستحواذ.. من جانب جهات أو أفراد وهم ما نطلق عليهم مجموعة المنزعجين من تسويق الاستثمار فى قطاع الاتصالات بمصر.. وهؤلاء هم الذين صوروا لنا أن الاستثمار فى الاتصالات بمصر محصور فى ألو.. وخط ولا كارت!!. لضمان تعظيم أرباحهم ولمنع الافكار الجديدة من الدخول فى هذا النوع من الاستثمار.. مصر تملك قناة السويس وهى المعبر الآمن للسفن العالمية.. وقد اكتشف ذلك الاجداد والإنجليز.. هذه المرة اكتشف مجموعة من الخبراء المصريين أن مصر تملك أيضا قناة السويس الإلكترونية.. موقع مصر هو هبة من الله أتاح لها أن تكون المعبر الآمن لخطوط الاتصالات والكابلات البحرية لربط جنوب شرق العالم مع أوروبا.. مصر يمكنها أن تكون بورصة الاتصالات العالمية.. وبالتالى تأسيس صناعات متنوعة وهى التجارة الاربح والافضل عالميا.. داخل الغرف المغلقة تجرى الآن تجهيزات وترتيبات بين كيانات قوية فى بيزنس الاتصالات لاجهاض الأفكار الملهمة فى شأن قناة السويس الإلكترونية.. إما رفضا أو تحجيما.
لو نظرنا إلى مصلحة البلد بشكل عام أرى ضرورة أن تقف مصر كلها وزارات.. هيئات.. مؤسسات وراء هذا المشروع والذى أرى فيه انقاذا لاقتصاد يعانى ويعتمد على أفكار تقليدية.. هناك مثل كل المشروعات الجديدة مجموعة تحاول السيطرة على سوق الاتصالات.. أفراداً أو شركات وهى أمور لا يمكن أن تستقيم أو تستمر.. يجب على الجميع العمل للمصلحة الأكبر.
الاستفادة مع موقع مصر إلكترونيا أمر ملح.. ويجب البدء فى تفعيله فوراً.. لأن الأمن القومى المصرى سوف يتأثر لو نجحت المحاولات فى تأخير تنفيذ برنامج أو مشروع قناة السويس الإلكترونية.
لقد انزعجت مصر من قطع الكابل البحرى.. وأعتقد أن الضرر نتيجة تعطيل النظام الالكترونى المصرى واضح.. وآثارة السلبية من المهم جدا أن نتعرف عليها.. وهناك دول شقيقة لا يسعدها أن تكون مصر هى المحطة الأهم فى صناعة الاتصالات أو المتحكمة فيه بطريقة ما وقد تراجعت تلك الدول بعدما أيقنت أن العبور عن طريق مصر هو الأفضل والأهم والأرخص والأضمن.
كنت أول من نبه المسئولين فى مصر بأن عبقرية المكان لمصر منحة من الله أتاحت لنا قناة السويس للسفن وأيضا قناة السويس الإلكترونية لربط العالم شرقه بغربه وجنوبه بشماله بعد أن أطلعت على تفاصيل المشروع وما يحققه لمصر من فوائد مباشرة وغير مباشرة وأيضا بالنسبة للأمن القومى المصرى عالميا وأفريقيا وأعتقد أن المهندس المصرى أحمد مكى الرئيس التنفيذى لشركة «G.B.I» وهو أول من كشف لى عن اهتمام الدوائر العالمية بهذا المشروع وبعد جهوده بالمؤتمرات والتى اسفرت عن تغيير الصورة تماما لصالح تنفيذ حزمة المشروعات وإذا كانت مصر مهتمة الآن بتنمية محور قناة السويس اقتصاديا.. وأرى أنه وعلى التوازى ضرورة البدء فى تنفيذ مشروع قناة السويس الإلكترونية.. عبقرية الفكرة انها مصرية..ومجموعة العمل مصريون وأعتقد أنها لو جاءت من الخواجات لربما أسرعنا فى التنفيذ، عندما أطلعنى مهندس أحمد مكى على المشروع فى 2009.. كان ردى!! هل يسمحون لك؟ وهل الوبى المسيطر على هذه الصناعة المربحة جدا قد يوافق على تقبل توسيع هذه الاستثمارات لصالح البلد لا الافراد؟ أعتقد أنه حان الوقت للاندفاع بتلك الصناعة للأمام.. من يملك المساندة عليه أن يتقدم الصفوف ومن يعرقلها عليه أن يبتعد.
الدور المصرى فى أفريقيا مازال غائبا وزيارة قنديل أو مرسى روتينية.. أفريقيا أصبحت مهتمة بالمصالح ومع تقليص الدور المصرى نتيجة سياسات معينة أعتقد أن ربط أفريقيا بالعالم عن طريق مصر مهمة جدا.. وسوف يعيد الاشقاء لنا.. أرى أن الالتفاف حول قناة السويس الإلكترونية بداية لتفكيك الانقسامات والخلافات ولم شمل المصريين.
[email protected]