الخميس 24 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الريس عبدالواحد»

«الريس عبدالواحد»

تظل ثورة يوليو المجيدة إحدى أهم الثورات البيضاء فى المنطقة العربية، ورغم مرور أكثر من 72 عامًا على إنتاج فيلم «رد قلبى» والذى يعد أهم حدث سينمائى على الإطلاق خلّد ذكرى هذه الثورة.



يأتى فيلم «رُد قلبى» والذى تدور أحداثه فى تاريخ زمنى مهم من عُمر هذا الوطن، أحداث الفيلم بدأت داخل قصر فخيم أيام الملكية، حيث يعمل رب الأسرة الريس «عبدالواحد» ويقوم بدوره العملاق الفنان حسين رياض الذى يُشرف على حديقة قصر أحد أمراء الأسرة المالكة.. يربط الحب بين ابنه الكبير على وإنجى ابنة الباشا منذ الصغر، يكبر على ويدخل الحربية بتوصية من إنجى ويصبح ضابطًا فى الجيش، يكتشف علاء شقيق إنجى العلاقة بين أخته وعلى، فيقرر والده طرد الريس عبدالواحد من عمله، تتظاهر إنجى بقبول خطبة أحد الأمراء لها لتحمى حبيبها، يعتقد على أن إنجى لم تعد تحبه، وتمضى أحداث هذا الفيلم الذى يُعد من روائع السينما المصرية.. وتستمر الأحداث الدرامية إلى أن تصل إلى قيام الضباط الأحرار بثورة 1952، حيث يرأس الضابط على لجنة مصادرة أملاك الأمير، تقابله إنجى فى القصر وهى تظن أنه جاء شامتًا ولكنها تكتشف صدق عاطفته فتسلمه كل مجوهراتها عدا قلب فى سلسلة بسيطة كان قد أهداها على إليها ومن هنا جاء اسم الفيلم.. إلى نهاية الأحداث التى يعرفها معظم المصريين خاصة أجيال الستينيات وما بعدها.

بمناسبة فيلم «رد قلبى» وفى استفتاء أجراه عدد من النقاد السينمائيين جاء فيلم «رد قلبى» فى المركز الثالث عشر بين أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية، والأعمال الفنية، «رد قلبى» إخراج: عز الدين ذو الفقار إنتاج (1957).

ونحن نحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو 2025، والتى تأتى فى توقيت مهم وصعب من تاريخ هذه الأمة الصامدة بكل معانى الكلمة، حيث نواجه الإرهاب والتآمر والتحديات العدائية من كل جانب على حدود الدولة المصرية، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية وحتى التحديات الفكرية والأخلاقية.

الدولة المصرية فى 23 يوليو 2025 تواجه شراسة وعدوانية من أجهزة استخباراتية ودول كبرى تعتقد أن نهوض مصر يمثل خطرًا عليها.

الحادث الأخير فى بولاق الدكرور، وقضاء رجال الأمن والأمان على مجموعة خطيرة من الإرهابيين ينتمون إلى الجماعة الإجرامية يؤكد أن العدو يعمل ليلًا ونهارًا لكى يستطيع أن ينفذ أو يتسلل من « خرم إبرة» ليقتل ويزعزع أمن واستقرار الوطن والشعب، وبفضل الله لن يستطيعوا ما دامت أرواح رجال الأمن فى أجسادهم.

قصة تصفية عناصر حسم الإجرامية فى بولاق الدكرور خلفها سهر وجهد وفكر وتتبع على مدار عدة شهور دون أن يشعر أحد، بداية من البلد الذى يعيش فيها الخونة وانتهاء بدولة التدريب، ومرورًا من لحظة التسلل عبر الحدود المصرية حتى وصولهم إلى قلب القاهرة، قصة كلها تدّرس فى أعرق معاهد وكليات البوليس وأجهزة الأمن الكبرى، وهذه العملية تم الإعلان عنها رسميًا من قبل وزارة الداخلية بقيادة السيد الوزير محمود توفيق، وهناك عمليات أخرى نوعية لا يتم الإعلان عنها لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى، رجال الأمن الوطنى فى هذه الدولة وهبوا أنفسهم وأرواحهم وحياتهم لحفظ الأمن والاستقرار من أجل مصر وشعبها.

فيلم «رد قلبى» جمع بين الحسنيين رجال الجيش ورجال البوليس، هذه الأعين التى لا تمسها النار يوم القيامة خلقت من طينة أرضنا الطاهرة لتحمى الحدود من الأعداء، وتواصل الليل والنهار لحفظ الأمن والأمان والاستقرار داخل الوطن.

ولنا بعض الملاحظات على حادث بولاق الدكرور، فكلنا شركاء داخل بلادنا ولذلك يجب أن توضع لوائح وإجراءات تنفّذ على أرض الواقع عندما يسكن شخص غريب فى عمارة أو منزل أو مدينة أو حتى قرية من القرى المصرية، يجب تفعيل قرار إبلاغ القسم التابع أو المركز بكل شخص ينزل غريبًا يستأجر شقة أو منزلًا فى أى مكان، ويُسأل من يخالف التعليمات الأمنية، كان من الممكن أن تكون الخسائر أكبر خلال عملية القضاء على «خلية حسم» الجناح العسكرى لجماعة الإخوان- لا قدًر الله- إذا حاول الخونة تفجير المنطقة على سبيل المثال، ولكن اليقظة الأمنية والخطة المحكمة حالت دون ذلك.

قصة المهندس مصطفى شهيد الحادث الذى لقى وجه الله أثناء العملية، وحكاية ضابط الشرطة الذى حاول إنقاذه وتعرض للإصابة، تاريخ يكتب بمداد من ذهب فى محبة مصر وشعبها، وتوجيه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة تكريم شهيد الواقعة وأسرته يدل على أن الشهداء فى قلب وعقل الدولة المصرية.

تحيا مصر.