الخميس 24 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفهلوة

الفهلوة

من أسبوعين تقريبًا حدث عطل مفاجئ فى أحد أجهزة التكييف فى منزلى فنصحنى أحد الأصدقاء بالاتصال بمهندس تكييفات يدعى نادر وذكر لى أنه مهندس شاطر وأمين وأنا دائمًا وأبدًا أشك بأن هناك صنايعى أو حرفى فى هذا الزمان شاطر وأمين إلا أن ظنونى ضاعت أدراج الرياح عندما جاءنى المهندس نادر فى الميعاد المحدد بالضبط وقام بفحص جهاز التكييف وقام بإصلاح العطل الذى أصاب الجهاز وعندما انتهى من عمله طلب مبلغًا من المال قليلًا جدًا غير متوقع وعندما سألته محاولًا أن أدفع له أكثر خاصة أنه جاءنى بسرعة وفى الوقت المحدد رد بسرعة أنه لايريد أن يأخذ أزيد من حقه والأغرب أنه أعطانى فاتورة بالمبلغ الذى دفعته وعندما سألته لماذا أخرجت لى الفاتورة أجاب بأنه ملتزم بدفع حق الدولة عليه.



هذا الصنايعى جعلنى فى حالة ذهول بعد خروجه من المنزل فمصر تمتاز بأن الغالبية العظمى من صنايعية وحرفيين فى هذا الزمان تحولوا إلى شىء صعب فعندما تبحث عن أى صنايعى حرفى لإنجاز أى عمل يخصك على أى مستوى سواء كان سباكاً أو نجارًا أو ميكانيكيًا أو نقاشًا أو مبيض محارة أو حدادًا أو غيرهم فلن تجد أمامك إلا فهلوى مدعى المفهومية والحرفية على غير الحقيقة ولأنك مضطر قد يكلفك ذلك دفع الثمن الكبير أولًا لإصلاح ما أفسده هذا الفهلوى وثانيًا للبحث عمن يمكنه الإصلاح وإعادة الشىء لأصله وهنا عليك أن تضحى من أجل ما تريد، مصر يا سادة بها 110 ملايين نسمة منهم نحو 10 ملايين حرفى وصنايعى لا تجد منهم الصنايعى الحقيقى أو المهنى الحقيقى صاحب الضمير والمتمكن من مهنته إلا القليل والغالبية العظمى تدعى معرفة كل شىء فإذا طلبت صنايعى تكييفات من الممكن أن يكون عمله الأصلى تصليح بوتاجازات وإذا أردت إصلاح البوتاجاز تفاجأ أن الصنايعى الذى أمامك الذى جاء لإصلاح البوتجاز هو فى الأصل صنايعى غسالات وهكذا هؤلاء ضاع ضميرهم ويريدون المكسب السريع بأى شكل رغم أنهم يطلبون أموالًا كثيرة أحيانًا قد تصل إلى ثمن الجهاز الذى يقوم بتصليحه وأحيانًا يكون المبلغ المطلوب أكبر بكثير من ثمن الجهاز وقت شرائك له ولا تستطيع أبدًا أن تتحاور معهم فالبعض منهم من غلاظ القلوب ومنعدمى الضمير وأحيانًا أخرى لا إنسانية لديهم على الإطلاق، مصر بلد كبير ومشهور من قديم الزمان بأنه بلد المُزارع والحرفى والصنايعى الماهر وأغلب الدول العربية وغير العربية حتى وقت قريب كانت تعتمد على العمالة المصرية الماهرة التى اشتهرت بأنها عمالة مدربة تدريبًا جيدًا ولها اسم وسمعة كبيرة لماذا أضاع هؤلاء اسم وسمعة مصر فى هذه المهن التى كانت مطلوبة بشكل كبير خاصة فى دول الخليج التى أصبحت اليوم تعتمد على أصحاب المهن من الهند وباكستان والفلبين وغيرها من دول آسيا وإفريقيا.

أين دور المجتمع المدنى الذى من المفترض أن عددا كبيرًا من أصحاب جمعيات المجتمع المدنى تقيم لهم دورات تدريبية واسعة لتنمية المهارات بشكل علمى سليم وتدربهم على كيفية معاملة المواطنين وكيف تخرج هؤلاء من التعليم المهنى المتوسط بدون تعلم أى شىء ودون تعلم كيفية معاملة الآخرين.

لابد مراجعة الأمر من جديد حتى تعيد هؤلاء إلى ما كانوا عليه فى الماضى فهم فى الأصل من أمهر وأحرف الصنايعية فى العالم العربى.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.