السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البث مباشر.. وتحرش مباشر أيضًا!

البث مباشر.. وتحرش مباشر أيضًا!






لسنا وحدنا الذين نعيش كوارث وفضائح البث المباشر عبر برامج الفضائيات! ولم يعد المشاهد العربى وحده هو الذى يتحرش بمذيعة على الهواء وعبر اتصال تليفونى! أو يتحرش بها وهى تقدم تقريرا ميدانيا عن موضوع ما أثناء تواجدها وعلى الهواء مباشرة!
وما أكثر المرات التى شاهدنا فيها أحد المتصلين وهو بعد أن يقدم تحياته للبرنامج ومذيعته ثم فجأة ينهال عليها توبيخا أو سبابا حتى يصل الأمر بتوجيه أسئلة ساخنة لها!
وأظنك لم تنس بعد وزير الإعلام الإخوانى السابق «صلاح عبدالمقصود» وتحرشاته اللفظية وكانت على الهواء مباشرة بمذيعات محترمات أصابهن الذهول والكسوف من كلماته السوقية من عينة «يا ريت أسئلتك ما تكونش سخنة زيك» أو قوله لصحفية سألته هى فين حرية الإعلام؟! فأجابها بسوقية وفجاجة: ابقى تعالى أقولك فين؟!
وآخر حوادث التحرش بمذيعات هو ما حدث منذ أيام قليلة، حيث كانت المذيعة «سارة تيل» - محطة بى. بى. سى - تقوم بتصوير برنامج تليفزيونى عن «التحرش» وكان ذلك على الهواء مباشرة!
كانت «سارة» فى كامل أناقتها تجلس أمام مركز المؤتمرات فى «نوتينجهام» وبدأت فى الحديث عن «التحرش الجنسي» وآخر الدراسات فى هذا المجال وكيف أن نحو 90٪ من الأشخاص قد تعرضوا لنوع واحد من التحرش على الأقل!
وبتفصيل أكثر راحت تقول: تؤكد الدراسة أن أنواع التحرش تنوعت بين التهكم فى الشارع أو استخدام كلمات نابية أو الصراخ على المارة!
وأثناء ذلك كان يمر إلى جوارها شابان، وفجأة سمعت أحدهما يتلفظ بكلمة «نابية» على مرأى ومسمع من المارة وأسرة تصوير البرنامج!
الطريف أن المذيعة لم ترتبك أو تتعلثم أو تطلب الخروج إلى فاصل، لكنها بكل هدوء ووقار قالت معلقة: كما حصل الآن مثلا!
بعد ذلك قامت «بى. بى. سى» بنشر الفيديو على موقعها «الفيسبوك» وجاءت تعليقات المشاهدين إيجابية من عينة «أن رد فعل سارة كان مثيرا للإعجاب، وكانت هادئة ومتزنة، وقد حصلت على دليل قاطع يدعم تقريرها!» وقال مشاهدون آخرون: إنهم تمنوا لو أن الكاميرات قد التقطت بوضوح صور وجوه من قاموا بتوجيه هذه العبارة النابية لسارة»!
ومنذ شهور واجهت مذيعة فى إحدى القنوات الكندية لموقف مماثل عندما كانت تقوم بتصوير تقرير أمام استاد لكرة القدم على الهواء مباشرة وفوجئت بمشجع ينتمى لنادى أرسنال الإنجليزى كان يتواجد لمشاهدة المباراة، وأثناء انشغال المذيعة بالتصوير فوجئت بكلمات بذيئة وخادشة للحياة لها، ولم تسكت المذيعة وواجهت المشجع المتحرش قائلة: أنت مريض لقد واجهت الكثير من أمثالك، شباب وقح وعندما تقول هذا الكلام أمام الكاميرا فهذا يعنى عدم احترام بالنسبة لى!
ولم يتوقف أو يسكت هذا المتحرش وقال لها: لست وحدى، نحن كثيرون وما يحدث فى إنجلترا هذا أمر مرح وطريف!
المهم هنا أنه بعد انتشار هذا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى قام النادى بفصل هذا المشجع من وظيفته التى كانت يكسب منها حوالى مائة ألف جنيه سنويا وذلك عقابا على سلوكه الوقح وغير الرياضى أمام الكاميرا.
يحدث هذا فى الخارج - عندهم مش عندنا - أما هنا فهناك ممن يدافع عن المتحرش الوقح، بل يجد من يدافع عنه بحجة ظروف الفقر والمعاناة أو غياب العدالة الاجتماعية، ويتمادى البعض فى الدفاع عن هؤلاء بالقول إن السبب الذى يدفعهم إلى ذلك وجود المرأة فى الشارع سواء كانت سافرة أو محجبة أو منتقبة!
أما تحرش أهل «النخبة» بنا نحن جموع المصريين اتهامنا بالجهل والغباء، فهو فى نظر هؤلاء مع شديد الأسف بطولة وشجاعة!
صحيح اللى اختشوا ماتوا أما الذين ليسوا كذلك فقد تحرشوا!