الثلاثاء 20 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
انتقد أردوغان.. فكسروا ضلوعه

انتقد أردوغان.. فكسروا ضلوعه






أنا تركيا.. وتركيا أنا!
هذا هو الشعار الوحيد والأوحد الذى يؤمن به ويعتنقه السلطان العثمانى الجديد «أردوغان» وحزبه وعشيرته ودراويشه، فلا صوت ولا رأى يعلو على صوت ورأى «أردوغان» ومن يخالف ذلك مصيره الضرب والسب والشتم والسجن والاعتقال وتهمة دعم الإرهاب!
مئات الأصوات الصحفية والتليفزيونية دفعوا ثمن معارضتهم لاستبداد وطغيان «أردوغان» ولعل آخرهم هو الكاتب الإسلامى الصحفى «أحمد هاكان» والمذيع أيضا بقناة «سى. إن. إن» التركية.
وما حدث بالضبط أن «أحمد هاكان» بينما كان عائدا إلى بيته أخذ يتبعه أربعة أشخاص واعتدوا عليه بوحشية فأصيب بكسور فى ضلوعه وارتجاج فى المخ وحالته خطرة وغير مستقرة.
وقبل ساعات من هذا الحادث كان رئيس الوزراء التركى «داود أوغلو» فى نيويورك يقول لوسائل الإعلام إن الإعلام حر ولا يتعرض لأى مضايقات!
وكشفت تحقيقات النيابة أن اثنين من المعتدين الأربعة أعضاء فى حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) وأن أحدهم له سجل حافل فى تجارة المخدرات وتزوير أوراق رسمية!
وكان «أحمد هاكان» نفسه قد صرح قبل ذلك بوضوح: إنه فى حال تعرضه لاعتداء سيكون المسئول عن ذلك رجال وأنصار «أردوغان» نفسه! بل إنه طلب تخصيص شرطى لحمايته! ولم تهتم الشرطة بطلبه!
الأغرب من ذلك أن أحد الصحفيين المقربين والموالين لأردوغان هاجم «أحمد هاكان» هاجمه مهددا بقوله «لو شئنا لسحقناك مثل الذبابة وستدفع الثمن غاليا».
وليس سرا أن «أردوغان» الذى يتشدق ليل نهار بحرية الصحافة والإعلام فى تركيا أصبح يعتبر الكاتب والمذيع «أحمد هاكان» عدوه وخصمه الذى ينبغى تصفيته وإسكات صوته إلى الأبد بسبب كتاباته المقروءة وما يقوله فى القناة التليفزيونية.
لقد استضاف «أحمد هاكان» فى برنامجه رئيس حزب الشعب الجمهورى الذى قال: أنا لا أعارض السيسى ولا أعارض ما قام به وإننى لا أفهم معارضة القيادة التركية لحكومة «السيسي» بالنسبة لى إذا كان رئيس أى دولة يلقى قبولا من المجتمع الدولي، فإننى لا أعارض التعامل معه لأننى أفكر بمصالح بلدى و«السيسى» لقى ترحيبا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا وإنجلترا والأمم المتحدة.
وكان «أحمد هاكان» نفسه قد شن هجوما لاذعا ضد «أردوغان» والحكومة ويسخر ويتهكم من وعودها الكاذبة للناس والرأى العام قائلا:
قلتم إن الموصل ستصبح الولاية الثانية والثمانين؟! والقاهرة الولاية الثالثة والثمانين فما الذى حصل؟! قلتم إننا سندخل دمشق فى ثلاث ساعات ما الذى حصل؟! قلتم إننا سنصلى فى المسجد الأموى ما الذى حصل؟ قلتم إننا سندخل غزة ما الذى حصل؟!
 وقبل ذلك كتب يقول: «إن توقيف الصحفيين ضربة إلى الديمقراطية وحرية التعبير».
وامتد هجوم «أردوغان» وحزبه إلى الجمعيات الأهلية ومنها «جمعية الصحافة من أجل الحرية» التى يمولها الاتحاد الأوروبى وقالت فى بيان لها لا أمل اطلاقا، حرية الصحافة تتراجع فى تركيا!
أما أكثر ما أثار ضيق وسخط أردوغان فهو ما كتبه وصرح به «هاكان» بعد فشل حزب أردوغان فى نيل الأغلبية وتشكيل الحكومة عندما قال إن غرور أردوغان ومخالفته لدستور البلاد واستهزاؤه بالمعارضين ووصفهم بالحمقى أدى إلى خسارة حزبه».
ولم يحتمل «أردوغان» تغريدة قصيرة للمذيعة التركية «دنيز أولكه أريبوغان» التى تقدم برنامج «وجهة نظر» على قناة «تى. آر. تى» التركية والحكومية فتم فصلها وقالت المذيعة: إن سبب فصلى عن عملى هو الدفاع عن الديمقراطية والحرية.
وبطبيعة الحال، فلا أى قناة إخوانية إرهابية موجودة فى اسطنبول أشارت لذلك، لكنها تتحدث دائما عن نهر الحرية الأردوغانى الذى يسبحون فيه!