السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أيها الإعلام الرياضى كفاية حرام!

أيها الإعلام الرياضى كفاية حرام!






ظاهرة غريبة وعجيبة أصبحت تتميز بها البرامج الرياضية فى معظم الفضائيات سواء الخاصة أو فى تليفزيون الدولة!!
لا أقصد هنا اللت والعجن وملء ساعات البرنامج بأى كلام، لكنى أقصد موضة مشاركة المشاهدين فى هذه البرامج عبر اتصالاتهم التليفونية ويظل المشاهد المتصل أو المشاهدة المتصلة ملطوعًا أو ملطوعة بالساعات حتى يسمح لهم بالمشاركة فيتحدث باختصار وإسهاب عن الموضوع المثار !!
وكل المتصلين والمتصلات يبدأون المكالمة بالترحيب وتحية المذيع ومقدم البرنامج الذى هو فى رأيه واعتقاده أعظم وأجرأ وأخطر وأحسن مذيع - ما علينا ولا بأس من المجالات - لكن أن يتحول المشاهد والمشاهدة إلى مدير فنى أو مدرب حراس مرمى أو خبير كروى أو محلل تحكيمى يفتى ويحلل وينقد وينتقد فلا بأس فى ذلك!!
المصيبة السودة أن كل هؤلاء مثلى ومثلك مجرد هواة كورة وربما لم يلمسوها أصلاً لكنهم بقدرة قادر أصبحوا خبراء تدريب ينافسون عباقرة التدريب الكروى من «جوارديولا» و«مورينيو» - الذى خاب مؤخرًا مع تشيلسى إلى د. طه إسماعيل وعبده صالح الوحش وجوزيه.. كلهم - أى المتصلين - يبدى استياءه على خطة اللعب التى عفا عليها الزمن وكلهم يبدى غضبه من التشكيل الذى لعب به المدير الفنى وهكذا..
ويا سلام لو جاء بث وإذاعة البرنامج الرياضى عقب هزيمة غير متوقعة لفريق الأهلى أو الزمالك.. فلن ينتهى الكلام واللت والعجن، والإرسال مستمر حتى الصباح!!
ولعلك لاحظت معى أنه من بين عشرات الآلاف من الاتصالات التليفونية تتكرر أسماء بعينها، بل تكاد تكون ثابتة فى معظم هذه البرامج!!
وربما أتجاوز وأقول أن ذلك كله مما يمكن قبوله والتسامح به، أما الجريمة التى لا تغتفر فى كل هذه البرامج الرياضية فهى التى تتناول الشأن التحكيمى وحكم المباراة.. من النقد والانتقاد إلى التوبيخ والشتائم واتهام هؤلاء الحكام بعدم الخبرة والجهل وربما تعمد الأخطاء!!
خلافات وخناقات ومشاجرات حول «فاول» لم يحتسب، وهدف صحيح ألغاه الحكم أو هدف غير صحيح احتسبه الحكم!! وكارت أصفر للاعب بدلا من الكارت الأحمر!! وأربع دقائق وقت محتسب بدل ضائع بدلاً من ثلاث دقائق وخمسين ثانية!!
عبث فى عبث.. وللأسف يشارك فى هذا العبث بعض حكام كرة القدم الذين اعتزلوا التحكيم فينهالون هجومًا ونقدًا على زملاء اليوم؟! بل يطالب البعض منهم بشطب الحكم الفلانى أو إيقافه.. إلخ.
هو يعرف ونحن نعرف أن قرار الحكم نهائى ولا رجوع فيه!! ثم إن المباراة نفسها انتهت فما الداعى لكل ذلك ولا رجوع فيه!! ثم إن المباراة نفسها انتهت فما الداعى لكل ذلك سوى شهوة الكلام وملء ساعات البرنامج وما يتخللها من إعادة عشرات اللقطات بالتصوير البطىء «للأوفسايد» و«الفاول» وضربة الجزاء، والمكان الخطأ الذى يتمركز فيه الحكم فلم يشاهد جيدًا سير وبداية ونهاية اللعبة.
وهناك عشرات المدربين يشاركون فى هذه المهزلة ولا أحد يقول لأحد عيب لا تتحاد الكرة ولا النادى ولا حتى النقاد، ومنذ أيام وعقب هزيمة «تشيلسى» قام «مورينيو» بانتقاد حكم المباراة، فما كان من الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم أن أصدر بيانًا يتهم فيه مدرب تشيلسى بسوء السلوك!!
هل يجرؤ اتحاد الكرة عندنا على اتخاذ موقف كهذا؟!
لا أعتقد، وطالما كانت سياسة الطبطبة والتدليع هى السائدة، فلن تنصلح أحوالنا الرياضية!! ولا تلوموا المتفرج الذى أصبح مدربًا ولا اللاعب الذى أصبح زعيم ألتراس، ولا المدرب الفاشل الذى يلت ويعجن!!
يا بتوع الإعلام الرياضى كفاية حرام!!