
عصام عبد الجواد
«مشعل» و«هنية».. الجهاد على واحدة ونص!
أتعرفون أن للرقص أشكالًا وأنواعًا؟
بعضكم قد يعرف ذلك، لكن كثيرًا منكم لا يعرف أن هناك نوعًا من الرقص استحدثه، قياديا حماس، خالد مشعل وإسماعيل هنية، ذلك النوع من الرقص لا يكون إلا على جثة الأوطان المروية بدماء الشهداء الأبرياء، إنه الهزّ الجهادى العنيف على واحدة ونص.
قد تسألون: أين «مشعل» و«هنية» الآن بعد تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطينى وانتهاكهم دور العبادة المقدسة، أين كتائبهم وجيوشهم الجرارة التى لا تتوقف عن الوعيد للعدو والوعد بتحرير الأقصى الذى يهان كل يوم على حياة عينهم؟ أين هم؟ سأقول لكم.
إنهما فى أمان على قيد الحياة، يعيشون فى فنادق عدة، إشى قطرية وإشى تركية وإشى إيرانية، يأكلان أفضل الطعام، ويلبسان أبهى الثياب، ويمثلان نوم العازب لو أمرهما من يدفعون لهما الدولارات والدينارات والشيكلات، لا تسألهما عن القضية الفلسطينية وهما فى خضم الرقص الجهادى على سراير القطريين، ولا تخاطبهما عن رفعة الأوطان وهما منخرطان فى الشخلعة الحمساوية المنتقبة برداء أسود يعلوه شريط أخضر مدون عليه عبارة «وأعدوا»، إنهما فى هذه الحالة مندمجان فى الرقص الجهادى الذى ينشع من جدران الفنادق التى يسكناها.
إن المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ينزف دمًا بعد تدنيس اليهود له، ويسعون للقضاء على الأخضر واليابس طالما كان فلسطينى الهوية، ويقتلون ويصيبون شباب ونساء فلسطين، ويشردون أهل القدس، مسلمين ومسيحيين معًا، الجميع يقف متفرجًا على المذبحة دون أن يحرك أحد ساكنًا، رجاء لا تعدوا الشجب والادانة تحركا يذكر، إنه إقرار مبطن من العرب بأن القدس والشعب الفلسطينى لهما رب يحميهما، تاركين الجميع يصرخ وينزف دمًا.
دعونا نكون صرحاء، معظم الدول العربية مشغولة فى لملمة وضعها الداخلى بعد أن أنهكتها ثورات الربيع العربى، وقضت على كثير من جيوشها، اللهم إلا الجيش المصرى، وإذا ما اتسعت دائرة المصارحة سنجد أن الأقاويل التى تتردد بأن الثورات العربية كان هدفها تفكيك جيوش المنطقة والقضاء على قوتها حتى تستطيع إسرائيل تنفيذ أغراضها التوسعية، هو كلام صحيح، لذا دعونا نركز على من لم يتأثر من الثورات العربية، بل، أكل منها «عيش وبقلاوة»، أين هم قادة حماس الذين أوجعوا رءوسنا بالوعيد للعدو الإسرائيلى، إنه الجهاد الفموى يا سادة، هو أحد العوامل المنعشة للرقص الجهادى على واحدة ونص من أجل أن ينبسط الزبون ويدفع أكثر.
لقد استطاع «هنية» و«مشعل» أن يوهما البسطاء وأقنعاهم فى صياحهما بأنهما يستطيعان إزالة إسرائيل من الوجود، وجعلا الناس يقتنعون بأن عساكر الشطرنج الذين يقسمانهم إلى عدد من الكتائب، ويحمل كل منهم مسمى لا علاقة له بحقيقة عمله، القائم على ابتزاز واستنزاف وتهديد أمن الدول العربية بالسلاح والارهاب، وعلى رأسها مصر، لقد أقنعا الناس بأنهما يناصران بهذه الأفعال القضية الفلسطينية بعد أن وضعا على كل تحركاتهما الإجرامية يافطة «الجهاد الحمساوى الشريف».
يختفى الشرفاء دائمًا فى فنادق تركيا وقطر وإيران ذات الخمس نجوم، عندما يتعلق الأمر بوطنهم وإسرائيل، لكنهم يظهرون سريعًا كالسهم، إذا ما تعلق الأمر بالهجوم على مصر، أين كتائب عز الدين القسام، والجهاد الإسلامى، وبيت المقدس؟ وغيرها من المنظمات التى ادعت أنها منظمات جهادية تحارب ضد العدو الصهيونى؟ إنهم لم يكلفوا أنفسهم حتى بممارسة الجهاد الفموى فى فيديو مصور كالذى يصورونه ضد مصر احتجاجًا على محاربة زملائهم الإرهابيين فى سيناء وغضبًا من غلق الأنفاق المحرمة.
لقد أثبتت الأيام أن هذه الجماعات وقياداتها أمثال هنية ومشعل لا تهمهم القضية الفلسطينية ولا يهمهم القدس الشريف، كل ما يهمهم هو ما يحصلون عليه من أموال، هم يجاهدون فقط بالكلام ويتاجرون بالقضية الفلسطينية وكأنهم يقولون لإسرائيل: «خذوا المسجد الأقصى اعملوا عليه شوربة» أما نحن فإن لنا أموالًا وقصورًا نخاف عليها، بنيناها وجمعناها من عرق خواصرنا التى نهزها على شرف الجهاد على واحدة ونصف.