الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«هاتوا».. الخواجات

«هاتوا».. الخواجات






■ التنمية بشكل عام فى أى بلد تتوقف على حجم الأموال الأجنبية المقبلة للبلد.. وحجم مشاركة القطاع الخاص فى العملية الاقتصادية بشكل عام.
■ الحكومات عادة لا تقوم فى العملية الاقتصادية إلا بدور توفير البنية الأساسية أو القومية.. طرق. مياه كهرباء. جزء من الإسكان للطبقة الوسطى.. وهذه العناصر تمثل نسبة لا تتجاوز 25٪ من عملية التنمية بشكل عام.
■ الحكومة والدولة بشكل عام تبذل كل الجهد لجذب رءوس الأموال الأجنبية.
ومعظم التصريحات الصحفية من كل الكبار فى هذا الشأن تدور حول قانون استثمار جديد يضمن حقوق رأس المال غير المصرى ـ وحزمة حوافز للمصريين من رجال الأعمال.
هذه الخطوة ردًا على حالة الترقب التى تسيطر على رجال الأعمال من غير المصريين فى ظل ظروف معقدة زادت بعد تدخل القضاء الإدارى فى علمية العقود والمسائل الاقتصادية. وهو ما أثر بالسلب على جو الاستثمار فى مصر بشكل عام.
■ الخواجات من رءوس الأموال تبذل محاولات متنوعة من جانب البلد بشكل عام على جذبهم. للعودة للاستثمار فى مصر والمشروعات الاقتصادية التى أقرتها الحكومة.
حتى الآن مازلنا نعانى.. رجال الأعمال فى مصر مترددين ورجال الأعمال بالخارج من المستثمرين يراقبون.
■ هاتوا الخواجات أصبح طلبًا ضروريًا ومهمًا.. وكل مسئول فى البلد يسعى لذلك خاصة من خلال التصريحات.. لكن الملاحظ أن الخواجات ممتنعون قد يكون هناك من يدعمهم بمواقف الحكومة والوزراء غير الباهتة.. أو أن اللوبى المعارض للبلد يلعب دورًا.. ولكن المؤكد أن العامل المهم فى عملية امتناع الخواجات يرجع إلى أداء الحكومة فى عملية الترويج للمشروعات وهى حكاية تحتاج إلى مصداقية فى الوعود وشفافية فى القوانين المنظمة وإرادة حكومية وشعبية واعتراف بقيمة وأهمية رأس المال الأجنبى فى عملية التنمية.
■ الخواجات والعرب من المستثمرين بالطبع لا يشعرون بالثقة ليس فى الاقتصاد ولكن فى الإجراءات التى تحمى الاستثمار الأجنبى.
بالطبع هناك فجوة مابين تصريحات الحكومة والمسئولين والشعور لدى المستثمر من حيث إيجابية الاستجابة للدعوات التى تنطلق من هنا.
■ الرئيس السيسى يقود بنفسه علمية جذب الاستثمارات الأجنبية وأيضًا المستثمر المصرى للمشاركة فى بناء الدولة.. هو يقوم بالترويج والتسويق بنفسه.. لكن فى عالم المال.. الكلمات والوعود حاجة وما هو مكتوب وموقع عليه شىء مختلف.
استغرب جدًا من الاهتمام بقوانين أقل أهمية من قوانين الاستثمار المطلوبة لحصانة وحماية أموال المستثمرين وأيضًا ضمان حقوقهم وحقوق الدولة.. التأخير أو التباطؤ فى هذا الأمر جعل كل وزير أو المسئول يصرخ فى وجه مرءوسيه.. «هاتوا الخواجات» أدعوهم.
حدث أن طلب مسئول كبير من أحد رؤساء الغرف التجارية بأن يحضر الخواجات بمعنى رءوس الأموال الأجنبية والعربية ويدعوهم.. الرجل قال للمسئول: أعطنى الخرائط لأرسلها لهم للإطلاع ثم أدعوهم للحضور بعد ذلك للنقاش.
■ المسئول الكبير قال له «ياعم كل الأوراق مطلوبة.. بس أدعوهم أولاً.. الرجل قال«أخشى ألا تكون هناك أوراق.. ويحضر الأجانب ويعودون لدولهم ولديهم عقدة من الاستثمار فى مصر.
نعم نواجه تحديات، إن حلمنا وتصريحاتنا أكبر بمرات مما يحدث فى الواقع.. وهناك فجوة بين ما نعلنه وما تعيشه.
■ رجل الأعمال المصرى والأجنبى والعربى لا يهمه حملة العلاقات العامة التى نتعامل بها مع ضيوف البلد.. هو حريص على أن يجد فى القانون ما يحمى استثماراته من التأميم أو جهات غير متخصصة.. هو يرغب فى تعامل شفاف وقواعد شفافة فى العمل تتيح له اختيار والدخول فى متابعة عادلة يفوز فيها الأفضل.
■ المستثمر يهمه أيضًا الناس المتعاقدين معه من الرسميين أو غيرهم ويتأكد من أن المبالغ المدفوعة هى للدولة وليست لجيوب البعض.
الاستثمار أهم الموضوعات المعطلة، فيه حاجة غلط، فجوة بين ما نريده وما يحدث.
مشروعات كبيرة طرحناها.. لكن لم يحدث شىء.