
كمال عامر
غرقنا فى شبر مياه
■ أمطار غزيرة سقطت على الإسكندرية والساحل الشمالى مساء الأحد واستمرت ساعات.. أمطار مصحوبة بالبرق.
توقف المطر بدأت أقرأ وأسمع ونشاهد ما لم أره فى كل حياتى.
الإسكندرية غرقت فى شبر مياه.. وهذا التعبير ترجمة لساعات هطول المطر وهى فترة غير طويلة.
طبعاً بعيش فى فترة كساد سياسى وثقافى واقتصادى.. مفيش فلوس.. المزاج مش «رايق» ونعيش حالة عصبية من نتيجتها تقاعس من الانتخابات.
البعض منا رأى فى صور المياه وهى تغرق الإسكندرية فرصة للتنفيس.
ونشط فيس بوك وعادة الحيوية لمجموعات شبابية كانت قد امتنعت عن المشاركة.
■ أنا لا أصدق هذا الكم من الطرق والفوارق وتحت الكبارى والتى كادت المياه أن تغطى كل ملامحها وكأن بلاعات الصرف كلها تعطلت بنسبة 100٪ تلك الأعطال قد تكون ناتجة عن الإهمال فى عملية الصيانة أو بعض الأهالى يتخلصون فيها من الزبالة بعد تباطؤ محليات الإسكندرية عند نقل الزبالة إلى المقالب المعتمدة.. وهناك تفسير أيضاً تم الترويج له وهو أن بعض رجال الأعمال من العاملين فى التشييد وراء غلق البلاعات وسدها بوضع شكاير أسمنت لتوتير العلاقة بين سكان المحافظة والمحافظ.. لأن محافظ الإسكندرية المسيرى لم يكن متعاوناً مع المخالفين فى عملية البناء من أصحاب العمارات المخالفة ورفض التصالح وأصر على تطبيق القانون.
■ تفسير آخر وجد طريقاً بين المصريين وهو وقوف الإخوان المسلمين والتابعين لهم وراء المشكلة والتبرير إذا كانوا يلجأون للقتل والتفجيرات فى تعاملهم مع الحكومة والمعارضين لهم إذن مثل هذه العقلية يمكنها أن تعمل على غرق أو حرق الإسكندرية أو غيرها هذه التفسيرات بالطبع يضاف إليها إهمال من جانب المحافظة فى عملية الصيانة للبلاعات ومجرى الصرف فيها خاصة أن الصرف الصحى كان أهم عوامل الاستفتاء عن لواء طارق المهدى المحافظ الأسبق للإسكندرية.
طبعاً تدخل الرئيس السيسى وتكليفه للمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء بالمتابعة وحل مشاكل تصريف مياه الأمطار كان له أمر مؤكد فى تقليل خسائر الأمطار بالإسكندرية.
■ بالمناسبة لو تعرضت القاهرة لكمية الأمطار التى تساقطت على الإسكندرية والساحل الشمالى لتوقفت كل مظاهر الحياة فى العاصمة فى ظل عدم توافر أى وسائل تصريف للأمطار على جوانب الطرق.. وعدم التزام مهندس الطرق وبالمواصفات الخاصة بتصريف المياه والأمطار من حيث الميول أو المواصفات الهندسية والنموذجية فى مقاومة الأسفلت للأمطار والحرارة والأوزان الزائدة.. الطرق - حتى الآن - مازالت تعانى من مطبات نتيجة الأوزان الزائدة للمقطورات وهى الأشد خطورة والأمطار قد تغطى ملامح تلك المطبات وقتها الرحلة لن تنتهى بتمزيق السيارة بل أرواح من فيها فى خطر.
■ اليوم الإسكندرية.. وغداً القاهرة ونحذر من الآن بضرورة الانتباه بعمل صيانة الآن لبلاعات القاهرة.
الأمطار يمكنها خلال ثلاث ساعات أن تشل حركة المحافظات بمن فيها.. والمحافظات غلابة لا تجد من يدافع عنها من بهوات الإعلام، لذا غابت مشاكل المطر بالمحافـظات الأخرى باستثناء محافظة الإسكندرية.
■ بالطبع هناك تجيز وتميز عنصرى من الحكومات ضد سكان المحافظات حالة من التفضيل والانحياز للقاهرة والإسكندرية أما محافظات الجنوب لا أحد يسمع وحتى لو تحولت شوارعها نتيجة الأمطار إلى مرحلة «روبة»، تراب ممزوج بالمياه النتيجة حياة صعبة.
■ الأمطار فى محافظات بحرى تسكن الشوارع، أيام تقطع الطرق وتشل الحياة وفى الأرياف تزحف المياه إلى داخل البيوت المصنوعة من الطين.
■ أنا ضد مبدأ مفيش فايدة لا فيه فائدة ونصف.. وعلى المسئول أن يدرك أن الناس أصبحوا أكثر فهماً وادراكاً فى فحص أسباب تأخير العلاج الشامل والعادل لأمراضنا ومشاكلنا أليس ساكن الإسكندرية أو القاهرة مواطن مصرى يتساوى معه ساكن كفر شكر وميت غمر والقرى الأخري.
■ ايه يا حكومة: هو مفيش تغيير.. ولا ايه! طيب امتى هنواجه مشاكلنا بشجاعة نحلها ولا ستظل الحكومة تتلاعب بالبسطاء!!!