
رشاد كامل
حقوق الإنسان وحق التعرى!
انتهت منذ أيام المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب وزيطة وصراخ الفضائيات حولها، وعزوف الناخبين وسقوط حزب النور واللت والعجن حول المال السياسى ولجان الحضر الخاوية وكثافة تصويت المرأة وكبار السن إلخ.
لم أعد أحتمل ــ ومثلى كثيرون، وصرت اكتفى بمتابعة موجز النشرة الذى لا يتجاوز دقيقة أو دقيقتين، ولا يهمنى بعد ذلك ما سوف يقوله الضيوف المحللون والخبراء سواء فى الاستديو أو عبر الاتصالات التليفونية من لت وعجن وعك لا يودى ولا يجيب!!
ورغم أخبار الهم والغم والدم التى تحاصرك فى كل نشرة أخبار، فقد اكتشفت شيئًا طريفًا ولافتًا للنظر يذاع دائمًا قرب انتهاء النشرة ويخفف ولو قليلاً من كآبة وقسوة أخبار القتل والدماء وداعش وواغش، ومكملين ومهرتلين والوساطة والمصالحة.. إلخ.
خذ عندك على سبيل المثال هذا الخبر الوارد من «كندا» حيث شهدت العاصمة تورنتو أغرب وأعجب مظاهرة نسائية للتضامن مع ثلاث شقيقات كن يسرن فى نزهة وهن «عاريات الصدور»! وقام شرطى باعتراضهن معترضًا على ذلك المشهد الصادم (عداه العيب فى نظرى ونظرك) لكن مئات الأشخاص من رجال ونساء بالطبع اعترضوا على ذلك وطالبوا باحترام القانون الذى يتيح للنساء السير فى الأماكن العامة وهن «عاريات الصدور»!!
والشقيقات الثلاث وكما نشرت «فرانس 24» هن «تامرة وناديا وإليشا محمد» سارعن بتقديم شكوى لدى شرطة المنطقة احتجاجًا على الشرطى معهن.
الأعجب والأغرب أن أحد مسئولى الشرطة صرح عبر حسابه الشخصى على تويتر تعليقًا على المظاهرة النسائية بأنها «تظاهرة سلمية محترمة وآمنة»، وأظنك سوف تندهش مثلى إن علمت أن هذه المظاهرة كان القسم الأكبر من المشاركات فيها عاريات الصدور بالفعل ورفعن لافتات كتب عليها إنها صدور وليست قنابل!!
ليس هذا فقط بل سارعت نساء أخريات إلى إنشاء صفحة على موقع «فيس بوك» بعنوان: «عاريات معنا»!!
ولم تسكت قناة «سى.بى.سى» نيوز الكندية واستمعت لرأى الست «إيشا» إحدى الشقيقات الثلاث التى شرحت قضيتها بحياد وموضوعية وتجرد أيضًا ــ أيوه تجرد ــ قائلة: ليست لدى فكرة كافية حول انقسام الرأى العام حول هذه القضية وكنت أظن أن الناس لن يهتموا بصدور النساء».
وقالت أيضًا: «نحن نريد إبراز صدور الناس وجعل الناس يدركون أن لهن الحق فى ذلك».
وعلى موقع قناة «بى.بى.سى» العربية ناقشوا القضية المهمة أما الجديد فهو أصل وفصل الحكاية وكله بالقانون وسيادة القانون واحترامه أيضًا حيث كانت مقاطعة «أونتاريو» الكندية قد أصدرت قانونًا فى عام 1996 يسمح للنساء بالخروج إلى الشوارع بدون ارتداء «حمالات للصدر» وجاء ذلك فى أعقاب حكم للمحكمة بإلغاء حكم سابق كان قد ألزم إحدى النساء بارتداء قميص، فقامت برفع قضية وكسبتها وقالت المحكمة إنه ليس هناك ما يحط من قدرها أو ينقص من إنسانيتها عندما قررت ــ أى المرأة ــ الخروج إلى الشارع بدون حمالة صدر!
بالمناسبة قبل خمس سنوات قامت أمريكيات بالتظاهر عاريات الصدور ــ أيضًا ــ بمناسبة اليوم العالمى الرابع لتعرية الصدور ــ وكانت مطالبهن ببساطة العدالة والمساواة الاجتماعية بين الجنسين فى تعرية منطقة الصدر».
حقوق الإنسان ــ والنساء طبعًا ــ على العين والرأس لكن حقوق «العرى» وحق «المسخرة» أظن لا وألف لا وكم من جرائم ترتكب باسم «الحقوق» حقوق أى حاجة والسلام.