
كمال عامر
شماعات الفشل
■ الواحد مش عارف يقف مع مين ويهاجم مين والأدوار تتبدل.. ليس هناك من يعمل بنجاح طوال المشوار.. ولا من يعمل بسلبية على طول!
لدى قناعة بأن الشخص الواحد قد يعمل عملا جيدا هنا هو يستحق التصفيق.. ونفس الشخص قد يقدم على عمل سيئ هو هنا يستحق التصغير.
■ أنا ضد التعميم.. وضد النفاق الدائم.. وضد حساسية المسئول مهما كان مركزه من كلمة أو حلقة تليفزيون أو موضوع فى صحيفة لأن الحياة رحلة عمل من الممكن أن نخطئ فيها.
والعلاقة بين المسئول والصحافة حساسة ولا يمكن أن تستمر فى حالة انسجام إلا بعد تنازل من طرف لصالح آخر.
■ سيظل المسئول وزير أو حتى وكيل وزارة يشكو الإعلام.. وسيظل البعض يجعل منه شماعة لكل مشاكلنا.. لكن الحقيقة لو عاوزين الإعلام يتغير لازم تغيروا المنظومة كلها.. والسؤال هل يمكن أن نفعل ذلك؟
■ لا مش ممكن لأن قضية تغيير الأفكار هى الأخطر والأصعب.. سؤال: كيف يمكن أن نغير سلوك حياة! عشناها دون أن نلتفت إلى أن هذه المرارة إرث سنوات صنعناها عن طيب خاطر وترسبت داخلنا!
نعم نحن جميعا مسئولون عما نحن فيه من نجاحات أو إخفاقات.. حتى أمراضنا الاجتماعية ساهمنا جميعا فى غرسها.
والحل..
من استطاع أن يصنع الشر يمكنه أن يزيحه ويخلص نفسه.
■ الرئيس السيسى عندما يغضب من الإعلام أو جهة ما.. هو هنا عاتب على من يتخلف عن مساعدة البلد الرجل ينزعج من شريحة رأى أنها ساكنة، وكأنها تقف متفرجة على الأحداث المؤلمة التى تحيط بالبلد وتهدد مستقبلنا.
من حق الرئيس أن ينزعج ويعاتب حتى الغضب.. هو المسئول عن البلد بما فيه ويعلم أدق تفاصيل المشاكل والمخاطر والتى قد لا تصل إلى المواطن.
■ فى المقابل ما يحدث على الساحة الإعلامية يحتاج إعادة صياغة.. تحديد أهداف.
نحن لسنا فى حرب بين أطراف يجمعها هدف.. البلد وحمايته وتقدمه، نحن فى مركب واحد.. قيادة وقادة وبسطاء والشعب كله.. من حق أى طرف أن يعاتب أو يغضب.
■ الناس لا يعجبها العجب ولا حتى الصيام فى رجب.. ومهما حصلت من مكاسب فالشكوى هى سيد الموقف.. الكل لا يقتنع بحاله وسط تلك الظروف العملية مش ناقصة.
علاج مشاكل البلد بصدق يعنى أ نتحمل جزءا من فاتورة العلاج المصروف ولو لم يحدث هذا.. لا حل سنظل نلف وندور ونبحث وفى النهاية تتفاقم مشاكلنا ويزداد الألم وننتظر ثورة غضب أخرى وهكذا!
نعم نحن لا نتعلم ولا عاوزين نتعلم ولا بنحب نشوف متعلمين.. فقط اصبحنا أساتذة فى فن الندب والنواح والتغنى ببلاد النهضة بعدنا ثم سبقتنا وكأن التنمية تبدأ وتتفاعل وتتحقق بقرار.. وهذا خطأ.
■ لو عاوزين نشتغل أو يتصلح حالنا هنعمل كده وممكن ننهض من حالة التراخى التى نعيشها.. ونواجهها.
مشكلة البلد أن هناك فروقا كبيرة بين الحلم والواقع.. والأمل والعمل.. والإنتاج والاستهلاك.. وما نصدره وما نستورده.. والأخطر بين شعارات نرفعها وقناعات نطبقها.
■ طيب مين يحل المشكلة.. لا إعلام ولا غيره.. المواطن.. مصرى حضرته ممكن لو أراد.. التلويش فن ولكن لا يجدى.. المشكلة أن مصر الرئيس والشعب فى حاجة لكل جهد لنبنيها.
أما ما يحدث وستظل حالة التربص بين الأطراف موجودة.