
كمال عامر
مصر فى معركة البقاء
■ نتكلم بصراحة أكبر وبعيدا عن الدبلوماسية الإعلامية.
البلد تواجه خطراً هو الأشد قوة مما سبق أن واجهناه.
مع كل تحرك مصرى نحو التنمية وتحرير الإرادة والحصول على مصادر قوة.. تزداد قوة الشر المتربصة بالبلد غيظا.. وتطور من وسائل الهدم أو التعطيل وتعافى وتطور المجتمع المصرى.
مصر أحبطت مخطط التقسيم لعالمنا العربى وتفتيت الدول وانحازت لسوريا الموحدة ضد رغبة أمريكا والغرب بما فيهم إسرائيل مبررات مصر.. أن الناتو حرق ليبيا وتركها دون أى دراسة أو تطبيق لشكل ليبيا بعد القذافى.. الأمر الذى أسقطها فى يد التطرف.. ومازالت تدفع الثمن.
مصر الآن دولة تصون مصالحها.. ترفض أن تحارب بالوكالة عن دول أو تجمعات تعمل لصالح شعبها فى كل الاتجاهات.. عادت لإفريقيا وعادت القارة السمراء لمصر.. وبدأت كلمة مصر مسموعة بين كبار العالم..
هذا الأمر أزعج الإرهاب وعناصره وصانعه ومموله فى كل تقدم للبلد.. يزداد الغضب الهدام..
فى شأن التعافى الاقتصادى تمهيدا للانطلاقة لم تمر أسابيع على الأخبار السارة بشأن البترول والغاز أو بدء الاستفادة من عوائد قناة السويس الجديدة والانتهاء من الالتزام الثالث بخريطة المستقبل السياسية.. وتعافى السياحة بدرجة أفضل والبدء بخطوات حقيقية تجاه حركة عمران قوية بحلول لمشاكل الاسكان والعاصمة الجديدة..
وسط انشغالنا بترتيب البيت من الداخل وتقوية العلاقة من الخارج وتبادل وجهات النظر حول تجارب الآخرين من الدول المتقدمة حول التنمية بأنواعها، وسط تلك الدفعة المعنوية التى تجسدت بسقوط آخر ورقة توت للمتطرفين وبزيارة الرئيس السيسى إلى لندن وهى «الوكر» الحصين للمتطرفين وبذل السيسى لجهود أدت إلى قرارات بريطانية مهمة لمساعدة مصر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا والأهم تفهم القادة الإنجليز لمبررات المواقف المصرية تجاه ليبيا وسوريا واليمن.
هذه النجاحات التى بدأنا فى تحقيقها.. أزعجت محور الشر بما فيه من حكومات غربية غير مرتاحة لتوجه السيسى إلى كبار العالم للتعاون وهذا معناه كسر الاحتكار الامريكى للقرار والتوجه المصرى يمتلك هذا فى موقف مصر المعارض للموقف الأمريكى فى سوريا.. ومحاربة المتطرفين ورؤية مصر للأحداث فى ليبيا.
محور الشر فى الداخل والخارج انزعجوا وبدأت تلك الجهات فى خطة لزعزعة الاستقرار بالبلد.
بالطبع حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء أمر مؤلم.. لأنه وقع على أرض مصرية.. والضحايا من دولة صديقة لمصر وشعبها.. والمؤلم أيضا أن للضحايا حقوقاً إنسانية ومعنوية.. وسيناء كما هو معروف مشتعلة فى الحرب الدائرة بين مصر وبقايا جيوب إرهابية وشرم الشيخ المتنفس لمصر المستقرة مدينة السلام والتى لم ينقطع العالم عن زيارتها..
والسؤال كيف نخرج من هذا المأزق؟
أمريكا وبريطانيا ترغبان تنازلات بشأن المسألة السورية والليبية والحرب على داعش.. المعروف أن قرارات منع أو رفع حظر السفر إلى مصر من رعايا تلك الدول فى «يد» الحكومات وليس غيرها.. وبالتالى قد تحدث مفاوضات حول تنازلات.
الأمر الثانى أن المجتمع المصرى عليه أن يدرك ضرورة تقديم كل المساندة - الآن - للخروج من الكماشة التى صنعتها أمريكا والغرب حول مصر خاصة المتطرفين بجميع أشكالهم فى الداخل والخارج مازالوا يلعبون أخطر أدوار الشر للوقيعة بين نسيج الوطن الواحد.. مصر تواجه موقفاً صعباً وخطراً.. علينا الانتباه.