الثلاثاء 2 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطائرة الروسية.. والتجاوزات الفضائية!

الطائرة الروسية.. والتجاوزات الفضائية!






أبادر بتقديم واجب العزاء للشعب الروسى الصديق فى وفاة 224 من أبنائه وأطفاله فى حادث سقوط الطائرة الروسية.
نعم كارثة إنسانية بكل المعايير والمقاييس ولا تزال التحقيقات جارية لكشف لغز سقوط الطائرة وتبقى كل الاحتمالات واردة ومطروحة سواء عطل فنى أو خطأ بشرى أو عمل إرهابى!
لا أحد يملك الإجابة القاطعة الحاسمة حول: كيف جرى ما جرى؟! لكن فضائيات الدنيا كلها استبقت نتائج التحقيقات التى لا تزال جارية وراحت تتسابق فى كشف ملابسات الحادث!
لكن الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية كانت نسخة بالكربون فى تغطية ما بعد الحادث والذى تمثل فى عودة السياح خاصة الروس والإنجليز إلى بلادهم.
لقد حرصت هذه الفضائيات من خلال مكاتبها ومراسليها فى القاهرة على إعداد تقارير مصورة، كل تقرير يشمل شهادة أربعة أو خمسة من الأجانب قرروا قطع رحلاتهم والعودة إلى بلادهم خوفاً وذعراً وهلعاً، ولم ينتبه المراسل أو المراسلة التليفزيونية أنه أثناء تصويره لهذه اللقاءات كان المئات من السياح يروحون ويجيئون فى ارتياح ويلوحون للكاميرات..
والأغرب أن المواقع الالكترونية لهذه المحطات الفضائية رصدت لقاءات مع عشرات ومئات السياح الذين رفضوا العودة وقرروا البقاء لتمضية باقى الإجازة..
وفى سباق الفضائيات المحموم وفى غياب تام للمهنية وأصول العمل الإعلامى والتليفزيونى تبارت الفضائيات فى تداول قصة خايبة نشرتها جريدة «الديلى ميل» البريطانية مؤداها نجاة طائرة بريطانية تابعة لخطوط طومسون من هجوم صاروخى (!!) أثناء تحليقها فوق مدينة شرم الشيخ فى أغسطس الماضى وكيف أن قائد الطائرة الذى كان متواجداً دخل قمرة القيادة عندما لمح الصاروخ المقبل إليه أمر مساعده بالانحراف يساراً لتفادى الهجمة الصاروخية! ونسيت «الديلى ميل» أن تقول إن كابتن الطائرة لم يحدد نوعية الصاروخ وأنه ربما كان شمروخاً!
هذه القصة الخايبة من الديلى ميل المتخصصة فى قصص النميمة والفضائح سرعان ما تم نفيها من الخارجية المصرية، لكن الفضائيات راحت تتداولها وكأنها حقيقة وتربط بينها وبين الطائرة الروسية، لكن المفاجأة التى لم تخطر ببالها على لسان وزير الخارجية البريطانى نفسه «فيليب هاموند» الذى نفى القصة الخايبة قائلاً: إن تحقيقاً أجرى فى الأمر وأن الطائرة المذكورة لم تكن تواجه أى خطر وأنا متأكد من أنه كان سوء فهم وأنا اقتنعت واقتنع الجميع فى نظامنا فى نهاية التحقيق بأن ذلك لم يكن هجوماً على الطائرة ولم تتعرض الطائرة للخطر فى أى وقت!
ورغم هذا النفى القاطع راحت قنوات الإخوان تلف وتدور وتلت وتعجن حول هذا الموضوع - استناداً إلى مصادرها العليمة والموثوقة والمطلعة - بأن القصة حدثت وأنه براعة الطيار البريطانى هى ما جعلته يتفادى الصاروخ الذى كان على مسافة ثلثمائة متر من الطائرة البريطانية!
أما السؤال الذى تعمدت كل الفضائيات فى برامجها وتحليلاتها أن تجيب عنه فهو: لماذا تعمدت أجهزة الاستخبارات الإنجليزية والأمريكية أن تحجب عن مصر معلومات بشأن إرهاب محتمل ثم تعلن هذه المعلومات بعد وقوع الكارثة؟! لماذا؟!
والسؤال الثانى: ما سر احتفاء واهتمام هذه القنوات الأجنبية بتصريحات بعض الإخوان فى الخارج ودعوتهم المثيرة للتقزز تحت عنوان «ابعدوا عن مصر» فى نفس الوقت الذى تتجاهل فيه هذه القنوات دعوات وتصريحات آلاف السياح الروس والانجليز والألمان واعترافهم: ما تخافوش مصر آمنة ومصر دولة جيدة.
أما قناة «الجزيرة» فلا زالت على حالتها الإعلامية من الكذب والتدليس والحقارة، فعلا حقيرة ياجزيزة!