السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
د.زويل ود.سعيد ومحاكمة الفضائيات

د.زويل ود.سعيد ومحاكمة الفضائيات






استوقفنى أكثر من مقال مهم وموضوعى ومحترم فى الفترة الأخيرة عن هموم الإعلام والفضائيات.. وهى تستحق القراءة العاقلة.
المقالات كتبها بهدوء وبدون صراخ أو زعيق اثنان من الذين لم نضبطهم يومًا متلبسين بالفهولة أو الهمبكة أو الصراخ والزعيق أو توجيه لفظ خادش أو سباب لأحد.
المقال الأول كبته د. أحمد زويل - الذى لا يحتاج إلى تعريف - فى جريدة الأهرام وعنوانه «مصر الأمل والنهضة»، وتوقفت طويلًا أمام ما كتبه تحت عنوان «الطابور الخامس وأهمية الإعلام» وقال فيه: إن كثيرًا من المصريين الشرفاء فى الداخل والخارج غير قادرين على مساعدة بلدهم وتقديم خبراتهم نتيجة لأفعال ما يمكن أن نطلق عليه «الطابور الخامس» الساعى لعرقلة كل تقدم وعمل مخلص.. وأنا على يقين أن الشعب المصرى لديه رؤية ثاقبة وذكاء فطرى تمكنه من معرفة الحقيقة حتى وان حاولت قلة من وسائل الإعلام المملوكة لهؤلاء التأثير بالتضليل والتزييف وتغييب الحقائق!!
ويضيف د.«زويل»: هنا يبرز الدور الوطنى للإعلام المسئول الذى يبنى وجدان الأمة ويسهم فى الحفاظ على مقدراتها وهو دور أساسى ومؤثر بل وحتمي، لأن الحالة الإعلامية التى يغلب عليها الصوت العالى وتبادل الاتهامات والتقارير السطحية لن تؤدى إلى النهضة الحقيقية لمصر، خاصة أن التاريخ القريب يقف شاهدًا على دور الإعلام فى تحفيز التغيير الثورى وإعلاء المصلحة القومية.
وينهى د. زويل مقاله المهم بمطالبة الدولة بالإسراع فى إنشاء المجلس الوطنى للإعلام» ليقوم بدوره نحو وضع مظلة توضح وتحدد الأسس المهنية والأخلاقية بل الثقافية والدينية للإعلام بكل مشتملاته بما فى ذلك أيضًا برامج التليفزيون والسينما التى أصبح لهما دور أساسى فى التعليم والثقافة فى المجتمع والذى شهد تغييرًا كبيرًا فى السنوات الأخيرة».
انتهى مقال د. زويل وربما يخرج علينا أحد أعضاء فرقة الهمبكة والتهجيص المنتشرين فى الفضائيات ليهاجم الرجل لا فكرته، شخصه لا ما فكر فيه، ويصرخ قائلًا: د. زويل يصادر الإبداع.. الخ.
أما المقال الثانى الجدير بالقراءة فهو للدكتور «عبدالمنعم سعيد» ذلك العقل الرصين والهادئ وكان عنوانه «الإعلام المفترى والمفترى عليه» وقال فيه «الإعلام دائمًا كان وحشًا كبيرًا لا يكف عن التهام المعلومات والمعرفة والآن ومع التطورات التكنولوجية بات الوحش كاسرًا..الخ».
إلى أن يقول فى ختام مقاله وهنا مربط الفرس كما يقولون «لماذا لا نجد وراء القرارات أو المشروعات من يشرحها ويفسرها؟! ببساطة فإن هناك فجوة معلومات هائلة حول تطورات كثيرة فى البلاد ربما يرجع بعضها إلى أن أمورًا كثيرة لا تزال فى دور التحضير والتصنيع، لكن ذلك فى حد ذاته «معلومة» وخبر يقال ويشرح ويفسر من قبل الذين يعرفون فى الإعلام لأن الأمر لا يتحمل الدبلوماسية».
ويضيف: الإعلاميون من ناحيتهم لا بد أن يعلموا الدرس الأول فى الإعلام أن «الملافظ سعد» والدرس الثانى أن أسوأ ما يفعله الإعلامى أن يتحول إلى سياسى يحكم ويشرع ويضع للرئيس جدول أعماله (!!) والدرس الثالث يتحمله كل من السياسى صانع القرار والإعلامى معًا لأنه يتعلق بالمستقبل الذى به ساحة واسعة لمناقشة الحاضر، لأن هناك توجد الأهداف العليا للبلاد فى الحداثة والتقدم، ومن يعرف ربما الديمقراطية أيضًا!! كيف نصل إلى هناك؟! تلك هى المسألة!!
يحلم د. عبد المنعم سعيد بإعلام الحداثة والتقدم وهو يدرى أو لا يدرى أن هاتين الكلمتين صارتا سيئتى السمعة، فالفضائيات تفهم هذه الكلمات على أنها حداثة تحضير الجن وتقدم هز الوسط وأسرار تحت الكوبرى وخبراء التخسيس عن بعد وفك الكرب.
ويا مليون خسارة على الملايين التى تنفق على برامج الهراء والجهل النشيط!!