الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فشل خطة «حرق» ماسبيرو

فشل خطة «حرق» ماسبيرو









 


عندما تعرضت بالكتابة عن التليفزيون المصرى وألقيت الضوء على ما يحدث داخل أدواره.. كنت أنبه العاملين فيه وهم 43 ألف مصرى ومصرية على أن ماسبيرو الآن يحصد السياسات السابقة.. وهى كانت ضرورية.. حيث لم يكن هناك أى تفكير على أن يكون ماسبيرو شركة للربح وتحقيق عائد مالى بدليل أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون يسحب على المكشوف وعليه مديونية بلغت المليارات من الجنيهات.
المشكلة الحقيقية أن العاملين فى ماسبيرو مازالوا مقتنعين أن المبنى هو قطاع عام وأن الحكومة مُلزمة بتحمل فاتورة الرواتب والتى تبلغ 2.7 مليار جنيه سنوياً مقابل عائد سواء من الإعلانات أو تسويق المسلسلات ومباريات كرة القدم لا يتعدى - الآن - مائة مليون.
ما لم يدركه العاملون فى المبنى أن الأمور اختلفت وما كان يحدث وتقدمه حكومات ما قبل يناير أصبح الآن غير ملزم من جانب حكومة هشام قنديل، حيث إنه لا وعود بتحمل رواتب للشركات أو للجهات التى لا تحقق أرباحاً.
نعم هناك عدد من العاملين بالتليفزيون قد يكون لهم حقوق.. لكن من غير المعقول أن يستمر الغضب والإضرابات وتبادل الاتهامات أى الحرب الأهلية داخل ماسبيرو وهى أمور قد تكون عادية وقت الأزمات لكن الآن أعتقد أنها غير مبررة.
تليفزيون مصر يملك إمكانيات هامة وواضحة ويجب دراسة كيفية استثمارها وفوراً.. التعطيل جريمة.. هناك استديوهات.. تأجيرها ضرورى على الأقل لتحقيق عائد مالى يتيح صرف الحوافز والأجور الإضافية.. وقد انزعجت جداً من سؤال طرحه برلمانى مخضرم بالشورى عندما قال لى تليفونياً:
لو كنت مكان وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود ماذا كنت تفعل؟
بصرحة لم أتوقع السؤال: لكن قلت أولاً أعلن وبوضوح عن خطة استثمارية لكل الإمكانيات الموجودة داخل ماسبيرو ثم عليه أن يعلن بشجاعة عن البدء بالتفكير فى نقل المبنى خلال خمس سنوات إلى مبنى أوسع وأفخم فى مدينة الإنتاج الإعلامى مع وضع تصور لاستثمار ماسبيرو وعلى وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود أن يعلن خطته بشجاعة ويناقشها مع العاملين بالمبنى.. طبعاً هناك معارضة قد تظهر من جانب مجموعة تقيم بالقرب من المبنى.. وأيضاً مجموعة لا يرضيها التطوير خوفاً من أن يصب فى صالح الإخوان أو غيرهم.. وهناك أيضاً من له مصلحة فى إبقاء الوضع الصعب الراهن على ما هو وهذا متوقع.. لكن الشجاعة تقتضى أن تبدأ الحكومة فى تبنى خطة لتطوير اتحاد الإذاعة والتليفزيون وإعادة هيكلته ليواكب التغيرات التى أدخلت على المجتمع المصري.
أنا ضد تعميم الاتهامات.. وضد تصدير حالة من الإرباك إلى المسئولين عن وزارة الإعلام والتليفزيون.. وضد استغلال الموقف العام لصالح تحقيق مصالح خاصة.. وأنا أيضاً مع عودة الحقوق للشخص أو للجماعة إذا كانت حقيقة.
وأرى أن ثورة العاملين فى مبنى ماسبيرو - الآن - غير مبررة.. عليهم أن يحافظوا على المبنى والاتحاد.. لأنه مصدر الدخل الوحيد لأكثر من 43 ألف مواطن يعملون داخل ماسبيرو.
قد نختلف مع صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام لكن فى النهاية هو رجل يرغب فى أن ينجح ويحقق لقطاعه الازدهار وللعاملين أيضاً طفرة مالية ومعنوية.. لكن هناك مشاكل دولة أكبر من وزير الإعلام وفى النهاية يجب وقف القصف المتبادل بين العاملين فى ماسبيرو والالتفاف حول رؤية للتطوير وتحقيق نجاحات مالية.. بالطبع الاستقرار مطلوب وأنا أنبه  - الآن - أن الأيام المقبلة قد تكون المشاكل والصعوبات أخطر وأشد مثلما يحدث فى مصر كلها ولذا على العاملين فى ماسبيرو وبكل الأقسام البدء فى عمل المصالحة.. وتشكيل مجموعات لعمل خطط للنهوض بالمبنى والكفاءات الموجودة الآن.
■ لدي يقين بأن يد تخريب ماسبيرولن تستمر في عملها.. والعاملين في المبنى لديهم القدرة علي تحجيم تلك اليد إن لم يكن قطعها.. وحتى نستبدل فلسفة إعلام الدولة بعد التغيرات السياسية ؟؟ علينا أن نستعد بالبحث عن آليات قد تساعد في التطوير السلمي المفيد لنواكب ما يحدث.
العاملون في ماسبيرو هم مثل غيرهم أصبحوا أكثر إدراكاً بالمخاطر التي تواجههم.