
كمال عامر
خنق النيل بين مصر وإثيوبيا
■ حتى الآن لم أقرأ كلمات محايدة بشأن مشروع سد النهضة وما يمكن أن يحدثه لنا من أضرار وأيضاً كيف يمكن تعويض ما قد يحدث لنا.
كالعادة.. اتهامات متبادلة وآراء متعارضة والأهم أن الكل يتهرب من المسئولية.. وهى حكاية يجب أن تتوقف الآن.
■ نعم لدينا عادات سيئة تؤدى إلى إهدار كمية كبيرة من المياه.. بدءاً من حنفية ست سنية مروراً بعملية غسيل السيارات بالمياه العذبة وأيضاً عادة غسيل الأطباق تحت الحنفية المفتوحة على الآخر.
نقطة المياه تساوى حياة.. هذا شعار لإعلان شاهدته على تليفزيون سوريا منذ عشرين عاماً.. أى أن تلك الدول تعلم جيداً فائدة نقطة المياه.. فى نفس الوقت لدينا فى مصر عادات سيئة كادت أن تقتل النيل قبل توقف سريانه.
قتلنا النيل قبل إثيوبيا.. واعترضنا مساراته.. وأقمنا المبانى فى حرم النهر.. والغريب أن أحداً منا لم يشعر بتأنيب الضمير بعد ضياع ألوف الأمتار من المياه عمداً.
قبل أن نحاسب إثيوبيا ونغضب منها ونهدد سفارتها بحركات صبيانية لا تفيد يجب أن نعترف بالآلام التى صدرناها ومازلنا لنهر النيل.
هناك حلول للموقف المؤلم الذى يواجهنا بشأن سد النهضة.. وكيفية الخروج من المشكلة.. هذا يتطلب إفساح المجال للخبراء من مصر والعالم لدراسة الموقف بهدوء بعيداً عن فاصل الردح الإعلامى والسياسى ونبرات الحقد التى أراها انتشرت فى مصر حالياً.
مطلوب إجابات.. كيف نحافظ على مياه النيل - الآن - وما هى طرق تعويض النقص فيما لو حدث أثناء تخزين المياه بالسد الإثيوبي؟.. ثم هل يمكن أن تطور طرق الرى من الغمر إلى التنقيط؟ هل نغير الدورة الزراعية والمحاصيل؟ ماذا عن ملاعب الجولف والبحيرات الصناعية بالمنتجعات السكنية؟ كيف نحافظ على الخزان الجوفى من السرقة فى الخارج والداخل؟ ثم ماذا عن سيناء وأين تذهب مياه السيول؟ هل يتم سرقتها من جانب إسرائيل؟ أم ماذا؟
علينا أن نتكاتف معاً للبحث فى حلول لهذا المأزق المميت أو القاتل.. عدم وجود أو تقليل المياه يعنى الموت عطشاً.. الموت هنا لن يفرق بين إخوانى أو تيار مدني.. سلفى أو غير متدين.. مسلم أو مسيحي.. مثقف أو غير متعلم.. تاجر أو قاض.
إذاً الكل فى خطر وهو ما يجعلنا أن نحول هذا الشعار إلى كلنا معاً.
ليس من المهم أن يقود الرئيس مرسى عملية التفاؤل.. هذا غير مطلوب.. لكن يمكن أن يدعو مجموعة محترمة.. فاهمة.. عندها خبرة وأتمنى ألا يكون التنظيم إخوانياً فيه خبراء من العالم مهتمون ولديهم رؤية وحلول.. على الأقل لدراسة وضعنا المائى ووضع روشتة بالحلول.. وعلينا أن نرشد المياه.. وعلى الحكومة تجريم الاستهلاك غير المبرر إلى أن تجتمع وتناقش.
كفى أخذ الأمور بسطحية؟.. كفى لطم الخدود وتقضية عمرنا كله فى «اللطم» دون الاهتمام بالمشكلة وأساسها وحلها.
أعلم أن هناك مجموعة تستفيد من المشاكل وأتمنى ألا يمتد عمل تلك المجموعات إلى القضايا الوطنية الأمر بجد محزن ومقلق ومؤلم.. فهل نتعلم من درس سد النهضة.. أنا شخصياً أشك.. لكن الأمل فى الله سبحانه وتعالي.
■ أهلاً بأى استثمارات حقيقية وجادة فى مصر.. على الحكومة أن تقدم حزمة حوافز لعودة المستثمرين.. حتى الآن لم نر على الأرض استثمارات.. فقط تصريحات صحفية لزوم الشو الإعلامي.
■ برغم أزمة المرور فى الشوارع فإن حالة الغضب أقل مما كانت.. يظهر أننا تعودنا على الصبر وهو أهم أثر لثورة 25 يناير.. صبر على المشاكل الاقتصادية.. ورفع الأسعار وتلويث السمعة والحقد والتشفى.. وتصاعد الطلبات الفئوية من مجموعات لا تعمل.. البعض يرى أن الأحداث فرصة ذهبية للحصول على أى حاجة!