السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
للأسف المشاهد عايز كده!

للأسف المشاهد عايز كده!






لا تلوموا الآخرين على ما يقدمونه فى برامجهم وشاشات فضائية من سخرية وتريقة وهلفطة علينا!!
لقد تخصصت العديد من البرامج التليفزيونية - خاصة فى قنوات الإخوان الإرهابية - أن تتابع دقيقة بدقيقة وساعة بساعة ويوم بيوم ما تبثه محطاتنا الفضائية وبرامجها العديدة، وتلتقط أبرز ما فى هذه البرامج سواء ردح الضيوف أو سبابا متبادلا بين متصل ومذيعة!! أو حتى خناقة بين مذيع ومذيع آخر.. هذا هو بالضبط مضمون هذه البرامج التى تسخر منا!! أو تهاجمنا!!
ما الذى استفاده المشاهد المصرى البسيط من تلاسن الزميلين «عمرو أديب» و«خالد صلاح» أية قيمة سياسية أو ثقافية أو حتى ترفيهية أفادت هذا المشاهد؟!
هذا التلاسن أو التراشق الإعلامى بين زميلين سرعان ما يتحول إلى وجبة ثرية وشيقة ودسمة لبرامج محطات الشرق والجزيرة!!
وأظنك لاحظت وشاهدت مثل الملايين فى تلك المسخرة الإعلامية التى أعقبت وفاة الفنان الكبير «سعيد طرابيك» ونوعية الأسئلة السخيفة التى كانت توجه لزوجته الشابة!!
وليت الأمر ينتهى بانتهاء البرنامج وما جاء فيه من مسخرة ومهزلة بل إنه يعاد أكثر من مرة، ومن فاتت المشاهدة فسوف يشاهده على راحته عبر اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى مصيبة هذا الزمان!!
هل هكذا ببساطة تدار الأمور وتعد البرامج بسذاجة وسطحية واستخفاف ودون أدنى مسئولية اخلاقية أو أدبية أو وطنية!!
من مشاهدتى لبعض البرامج أحس أنها تبحث عن الشاذ والغريب والعجيب لكى يكون موضوع الحلقة التى قد تستمر لساعة أو ساعات أو حتى مطلع الفجر!! (يعنى ورانا إيه؟!).
إن أى أحد تافه أو واحدة تافهة يمكنه أو يمكنها فى غمضة عين ولمح البصر أن يصبح نجماً مشهوراً وشخصية يتحدث عنها الناس لمجرد أن يطرح فكرة مجنونة تافهة، يلتقطها «بهوات» الإعداد فى الفضائيات ليحولوها إلى سهراية ومصطبة واتصالات بين مؤيد ومعارض!!
وفى كل هذه البرامج سواء كانت جادة ودمها تقيل زى السم أو برامج تافهة هايفة وغير هادفة، فما يجمع كل هذه البرامج هو ثبات الضيوف والضيفات من خبراء وهبراء ومحللين ومزفلطين كرويين أو رياضيين، إعلاميين وغير إعلاميين فالمهم ليس ما يقال بل المهم هو الظهور وتكرار الظهور فى عشرات البرامج حتى يتصور كل واحد إنه أصبح فارس العصر والأوان، وتنتفخ أوداجه وتتورم أوهامه، فيقنع نفسه بنزول الانتخابات أى انتخابات ولابد أنه سينجح وباكتساح!! ومن فرط أوهامه أن من يشاهدونه بالملايين فإنه يتصور أن ملايين الأصوات سوف ينالها وهو ما لم يحدث ويصاب بدهشة وصدمة لا يفيق منها!!
هل يأتى يوم وينصلح حال برامج التوك شو وبرامج غرف النوم والمشاكل الجنسية وتحضير الجان والعفاريت والأكاذيب والفبركة؟!
أتمنى أن يحدث هذا ذات يوم عندما يقاطع  المشاهد هذه التفاهات وتحجب الإعلانات عن هذه البرامج وساعتها فقط ستموت جملة المشاهد عايز كدة!! لكن حتى الآن المشاهد يشاهد هذه التفاهات بالساعات، وينتقل بالريموت من برنامج تافه إلى آخر أكثر تفاهة وتلك هى المشكلة ببساطة!!
ولا يكتفى المشاهد بذلك بل إنه يهاجم هذه البرامج بقسوة وضراوة فهو يشاهدها ويلعنها فى نفس اللحظة.
أى تناقض هذا وأى نفاق هذا؟!