
كمال عامر
توشكى.. البيع للاستصلاح
فى حرارة فوق الـ45 درجة وعلى بعد 1630 كيلو مترا من القاهرة و280 كيو مترا من أسوان و77 كيلو مترا من حدود السودان زار وفد مكون من مهندس هيثم الدسوقى مستشار وزير الاستثمار ومهندس يوسف الشيخ نائب رئيس الشركة القومية للتشييد وم. سعودى عليوة ورؤساء شركات الرى، الرى والاشغال والكراكات المصرية والمصرية للرى والصرف المجموعة كانت فى زيارة الثلاثاء الماضى إلى توشكى لتفقد الأرض المزروعة والمستصلحة التابعة لشركة جنوب الوادى إحدى شركات القابضة للتشييد.
الوفد زار وتفقد الزراعات وشاهد على الطبيعة عرق وجهد العاملين بالشركة الحكومية الوحيدة فى توشكى واطلع على خططها فى الاستصلاح والبنية الاساسية والتى اعتمدت فيها على شركات الاستصلاح والرى التابعة للحكومة للمساعدة فى توفير أجور وحقوق العمالة.
مهندس هيثم الدسوقى مستشار وزير الاستثمار استمع وأيد طلب مهندس سعودى عليوة بضرورة موافقة وزارة الزراعة على إعادة تخصيص 80 ألف فدان لجنوب الوادى للتنمية وهى المساحة التى انتقلت إلى وزارة الزراعة منذ عام 2007 واخفقت فى التصرف فيها بالبيع للمستثمرين وهو ما يعنى أن اعادتها لشركة جنوب الوادى لاستصلاحها وعمل البنية التحتية ووصولها حتى الزراعة أمر يعنى مساعدة غير مباشرة من الحكومة لشركات الاستصلاح والرى والعاملين فيها.
الوفد شاهد واستمع مع المستثمرين بالزراعة فى أرض جنوب الوادى.. وقد اطلع على أن الشركة نجحت فى عمل البنية القومية الاساسية للارض المخصصة لها وهو الهدف الواضح للشركة وبعد وصول أرضها الى جدية الزراعة ونجاح زراعة القمح والمحاصيل الصيفية التصديرية ونظرا لأن العملية الزراعية الحديثة تحتاج لاستثمارات وأموال وأساليب عالمية فى الزراعات الحديثة لذا يجب التصرف بالبيع فى الاراضى المزروعة للمستثمرين فى الزراعة وعلى أن تقوم جنوب الوادى للتنمية بتكرار تجربتها الناجحة فى الاستصلاح فى أرض جديدة تخصص لها.
جنوب الوادى قصة شركة حكومية ونجاحها فيه احراج للمستثمرين الذين حجزوا الارض ويملكون الاموال. الزيارة برغم حرارة الجو القاتلة.. الا أن مهندس يوسف الشيخ النائب الاول للقابضة للتشييد والمشرف على مشروع توشكى لم يلتفت لحرارة الشمس.. ولم ينتبه للعرق المختلط بأرض الصحراء فى توشكى.. لكنه أبدى سعادته فى مشهد المنتجات الزراعية.. الوفد زار مجمع الفرز والحفظ والتبريد وشاهد محصول العنب من انتاج أرض الوليد بن طلال الذى قام باستئجار المصنع من شركة جنوب الوادى ليصدر منه انتاج أرضه من العنب إلى أوروبا وعدد من الدول العربية فى توشكى ظروف مناخية صعبة.. ولكن الحركة والعمل والانتاج والمشهد الرائع للمحاصيل أمور كافية لاشباع حالة من الرضا.
دفع المستثمرين للزراعة وتعظيم العائد هو الهدف من الزيارة والوقوف على آخر المستجدات وحمل رسائل إلى وزير الاستثمار.. والحقيقة أن جملة الاستثمارات الحكومية فى توشكى تبلغ 19 مليار جنيه.. فى محطات الرى وغيرها.. وإذا كانت هناك ظروف وراء بطء حركة الاستصلاح والزراعة فهذا يرجع إلى أن من يذهب إلى توشكى هو راغب فى الاستثمار فى الزراعة فقط وليس المنتجعات كما يحدث فى الطريق الصحراوى ووادى النطرون.
البطء فى الاستصلاح والزراعة هناك من جانب رجال الأعمال أو غيرهم يرجع إلى ارتفاع تكلفة الاستصلاح للفدان الواحد إلى 40 ألف فدان ولأن الحكومة انفقت مليارات الجنيهات على البنية التحتية ومحطات المياه والطرق والترع وهو ما يدفع الحكومة بعدم التراجع عن المشروع.. بل عليها واجب أخلاقى فى الاستكمال وأعتقد على وزير الاستثمار البدء فى إجراء بيع أراضى جنوب الوادى فى توشكى للمستثمرين ومنحهم أرضا جديدة للاستصلاح عن طريق شركات الاستصلاح والرى الحكومية.. على الاقل لتوفير الرواتب لـ25 ألف عامل وفنى فى تلك الشركات.
أى مسئول حكومى عاوز ينجح وتوشكى سرسوب أمل يحتاج للمتابعة.