الأربعاء 1 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مبروك.. منا ولنا

مبروك.. منا ولنا






«مبروك» هي الكلمة الأكثر تداولا بين الناس صباح الأمس، أول أيام التخلص الشعبي من حكم الدكتور محمد مرسي واهله وعشيرته من جماعة الإخوان وحلفائها، الذين اظلموا نفوس الشعب المصري في فترة زمنية لم تتجاوز العام الواحد من سيطرتهم السلطوية علي مقدرات البلاد وأكل عيش العباد، الذين نجحوا في إصابة الشعب كله بحالة احباط وتشاؤم عام وفقدان الأمل في أي فرصة تحمل له تحسنًا في تفاصيل حياته اليومية بأي شكل وعلي أي مستوي حتي ولو كان ضئيلا طفيفا، بشكل لم يشهده المصريون في أسوأ لحظات مروا بها مع هزيمة ١٩٦٧.
اعتبر المصريون أن الفرحة برحيل دكتور مرسي وعشيرته ليست فرحة عامة وانما فرحة شخصية تخص كل مصري وابتهاج عائلي داخل البيوت المصرية وكأنها انتهت من تزويج الابناء او نجاحهم في الثانوية العامة بمجموع يتعدي ١٠٠٪ ، فجاءت كلمة مبروك قبل كلمة صباح الخير عند اللقاء بل كانت محور الاتصالات التليفونية الشخصية، ورسائل «الاس إم اس»، مصاحبة لشعور مفاجئ عام بالارتياح، فوجوه المصريين التي كانت الاكثر عبوسا وضجرا وغضبا يوم ٣-٧ اصبحت وجوها متسمة بعلامات الارتياح والهدوء والابتسامة العفوية.
هكذا أصبح المزاج العام وللدقة تحول هذا المزاج العام إلي الارتياح والفرحة والتفاؤل والهدوء العصبي بعد انتهاء الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة من إلقاء بيانه القصير الحاسم الذي وضع تقدير موقف دقيقًا للحالة المصرية وحدد تفاصيل خريطة المستقبل بالتوافق مع القوي السياسية وفي حضور رؤوس مؤسسات الدولة الأزهر والكنيسة والقضاء.
لينسحب الفريق السيسي فورا من المشهد تاركا للإمام الإكبر شيخ الأزهر وبطريرك الكرازة المرقسية بابا الإسكندرية وممثل المعارضة المصرية مهمة التحدث الي الشعب عن خريطة المستقبل، كرسالة واضحة في أن القوات المسلحة الباسلة أدت رسالتها التاريخية والأخلاقية تجاه شعبها وأن القائد العام ووزير الدفاع الفريق أول السيسي قد أدي واجبه بكل شرف عسكري انحيازا للإرادة الشعبية، لا يريد جزاء ولا ينتظر شكورا.
انسحب الفريق أول السيسي فورا من المشهد وبعد أن قرأ بيان القيادة العامة ليؤكد الآن قد حانت أدوار الآخرين من أبناء مصر، وعليهم أن يتحملوا مسئوليتهم تجاه هذا الشعب وهذا الوطن وأن يؤدوا واجبهم من باب الضمير الوطني بعيدا عن اي حسابات، فهذا الخروج العظيم من الشعب المصري ينتظر استحقاقات من الجميع علي مختلف انتماءاتهم السياسية.
وحينما تؤدي تلك الاستحقاقات وتتحقق خريطة المستقبل في مصالحة وطنية ودستور توافقي وبرلمان يعبر حقيقة عن التوازن السياسي، و رئيس جمهورية لا أهل له ولا عشيرة ولا جماعة سوي الشعب المصري بكل ألوان طيفه، سيتداول المصريون تعبير «ألف مبروك» علينا جميعا وعلي المنطقة والإقليم والعالم.
مبروك لهذا الشعب العظيم الذي استعاد وطنه و ردت إليه حياته.