الأربعاء 1 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عالجوا الإخوان.. قبل أن تدمجوهم

عالجوا الإخوان.. قبل أن تدمجوهم







 
لا أدري كيف يمكن الحديث عن محاولة لادماج جماعة الإخوان (قيادات - كوادر - قواعد) تحت مظلة العملية السياسية الشاملة وتحت دعاوي عدم الاقصاء، افهم ان هذا الطرح كان مقبولا حتي صلاة الجمعة الأخيرة، حيث ظل الفعل الاحتجاجي في ميدان رابعة العدوية ملتزما بما أعلنه عن السلمية بغض النظر عن الكلمات التي كانت تلقي علي الحشود كتسخين في اتجاه كسر هذه السلمية، مرة للدفاع عن شرعية يرونها، ومرات أخري تحت عنوان الانتصار للإسلام.
إلي أن انتهت صلاة العصر فيحدث التزامن المرتب بين وصول مرشد الجماعة د.محمد بديع إلي منصة رابعة العدوية في نفس الوقت الذي تصل فيه مسيرة وزير التموين السابق باسم عودة إلي ميدان النهضة عند جامعة القاهرة، فالمرشد لم يتحدث لقواعده إلا بعد أن وصلت الحشود المسلحة (شوم - نبال بلي - شكائر حجارة - أسلحة نارية - بنادق قنص) واكتملت امام جامعة القاهرة القريبة من ميدان التحرير، تنتظر الأذن بالتقدم إلي ميدان التحرير لتقتل من تقتل وتصيب من تصيب وتحرق ما تحرق علي نحو الذي تابعناه علي الهواء مباشرة ولولا تدخل أهالي بولاق لكانت المذبحة الدموية.
وتحدث المرشد في اتباعه وقواعده حديث الشياطين، حديث العنف والدماء وحرق الآخر واعدام الوطن، غير عابئ بمصير المحتشدين من شباب الجماعة والانصار إن اطاعوه وانطلقوا في الشوارع يهدرون الدم بلا تفكير ولا تمييز ولا تردد، كيف مخالفة الشيطان الاكبر مرشد جماعة الإخوان؟ وكيف الرجوع عن نصرة الإسلام؟ وكيف ينكرون الشهادة في سبيل الله؟
أعطي المرشد بديع أمره بالحرب وأطلق الرصاصة الأولي واعطي الأذن بالتقدم لتتحرك حشود جامعة القاهرة إلي ميدان التحرير لقتل الناس بلا تفكير أو تردد، أو حتي خصومة واضحة، لنري جميعا وعلي الهواء مباشرة كل الغل والكراهية تنطلق من شباب مصري في عمر الورد إلي صدور شباب مصري آخر في عمر الورد أيضا،
ماذا قدم د.محمد مرسي لهؤلاء الشباب غير فقر فوق الفقر، وبطالة فوق بطالة، ضيق في العيش فوق ضيق العيش ؟، وماذا قدم لهم المرشد محمد بديع غير إعانة التسول من تنظيم الجماعة؟ حتي يستبيحواالدم المصري الحرام إلي هذا الحد البغيض، ولكنها أحكام الطاعة النافذة في القسم علي المصحف الشريف والمسدس طاعة للمرشد وتنظيم الجماعة.
وعندما تحين لحظة الهدوء وتبدأ المراجعة ويحدث الفرز، وهي لحظة ستأتي آجلا أو عاجلا، فبأي وجه سيواجه هؤلاء الشباب عموم المصريين بعد استباحتهم الدم المصري، وتحت أي ذرائع يمكن تبريرهم لقتل النفس المصرية، بل حتي علي المستوي النفسي كيف يمكن تبديل هذا الغل تجاه المجتمع والناس الذي زرعته جماعة الإخوان في نفوسهم علي مدي سنوات التدريب والادماج في الجماعة وتنقلهم في مستواياتها التنظيمية، كيف يمكن تحويل هذه الكراهية إلي رحابة الصدر والتسامح بعد سنوات من غسل المخ بأنهم فقط المسلمون وغيرهم لا، وأن شهداءهم في الجنة، وقتلي غيرهم في النار.
لقد جربنا من قبل فقه المراجعة، مراجعة الافكار الجهادية، وتفاعلنا مع أصحابه، وفتحنا ابواب السجون افراجا عن إرهابيين تلطخت ايديهم بدماء المصريين، ومنهم د عاصم عبدالماجد، الذي عاد ليكفرنا ويهددنا بالدم، ويرانا رءوسا قد اينعت وقد حان قطافها وإنه لقاطفها.
قبل التفكير في نظرية الدمج في الحياة السياسية، وقبل الحديث عن نوايا عدم الاقصاء، لابد أن يستعيد هؤلاء الشباب توازنهم النفسي في المصالحة مع المجتمع وقبول الآخر، وتهدئة النزعة التدميرية لكل ما يخالف أفكارهم ورؤيتهم للاسلام والمسلمين، ومصر والمصريين .
وهذا يحتاج إلي سنوات من العمل الجاد علي كل المستويات، إذا كنتم حقا تريدون عودة هؤلاء الشباب، بعد أن القاهم الشيطان الأكبر مرشد جماعة الإخوان د.محمد بديع إلي التهلكة، وبعد أن تسمموا بالافكار الظلامية التخريبية لجماعة الإخوان، عالجوهم قبل أن تدمجوهم.