
كمال عامر
العالم ضد الإخوان!
الوقت ضد التطرف.. تجارب الدول تقول ذلك.. فى نهاية المطاف الخاسر هو المتطرفون.. لأن الرصاص لا يفرق بين مجند بالجيش أو الشرطة ومدنى.. الأول هو أخى أو أبى يعنى ينتمى لأسرة وهذا يعنى زيادة الغضب ضد الإرهاب أو التطرف وفى النهاية الخصومة تنحصر بين التطرف والشعب.
العالم الآن تراجع عن تأييد الإخوان ورفعت أمريكا غطاء الحماية عنهم.. ونفس الأمر تكرر بين دول العالم باستثناء تركيا والجزيرة القطرية.. وهى أمور عادية فى عالم السياسة.
على الأرض الإخوان - فى محاولة أخيرة منهم لجذب الانتباه - قد يضحون بعشرات من شبابهم وقد يصنعون مجزرة أو يدفعون أنصارهم لمهاجمة منطقة عسكرية!
وأعتقد أن موقعة الحرس الجمهورى حاول الإخوان استغلالها دوليا للنيل من الجيش لكنهم فشلوا ولم ينصت لهم أحد وكان السؤال: لماذا ترمون بأولادكم إلى التهلكة!
موقعة الحرس الجمهورى أصابت الإخوان بالاحباط.. ولعبت دوراً فى تراجع أمل عودة الإخوان للحكم أو بالعكس وهناك حديث عن انشقاق إخوانى من جانب شباب الحركة والذين كانوا رافضين دخول الجماعة العملية السياسية بعد يناير 2011.
أهم الدروس من موقعة الحرس الجمهورى هو اثبات قوة وتصميم الجيش على الدفاع عن مؤسساته وهى رسالة واضحة كان لها صدى معنوى بين الشعب وبناء على ذلك وبعد وصول رسالة الجيش الى المتطرفين من الإخوان والمحرضين بدأ الشارع يعود لطبيعته دون خوف من إرهاب أو بلطجة سياسية.. وهذا الاستقرار انعكس على كل أوجه الحياة بمصر.
فشل الإخوان فى احتلال مبنى الحرس الجمهورى وحرقه أراه آخر مسمار فى نعش الغطرسة والتهديدات الإخوانية.. والمهم أنهم تفهموا أن القتل هو مصير كل من يتجرأ على القوات المسلحة ويهاجمها للنيل من المنشآت أو كرامتها.
وسط هذا المشهد أعتقد أن قادة الإخوان خسروا الشعب والشارع ولم يعد لهم مقر سوى الاندماج بالحياة السياسية.. هناك قضايا تنتظر قادة الإخوان والمحرضين منهم بالقتل والتجسس وغيرهما.. وهى قضايا قد يصدر فيها أحكام بالاعدام وهؤلاء المحرضون على علم بجدية الموقف والحل الوحيد هو نبذ العنف كجماعة ونبذ الكراهية والتحريض من جانب قيادات الجماعة.
ملامح تشكيل الحكومة بدأت تتضح.. د.حازم الببلاوى يمكنه أن ينجح فيما لو وقف الشعب والأحزاب معه.
تراجع الاعتصامات وسهولة المرور رغم عدم وجود جنود مرور فى عدد من المواقع أمر يؤكد رغبة شعبية فى تضميد الجراح بسرعة لتتعافى مصر ولتعود لقيادة المنطقة العربية.
ثورة 30 يونيو أنهت عملية تقسيم مصر وبدء حرب أهلية لتبتعد عن العالم والعرب عشرات السنين مثلما حدث للعراق.