الإثنين 29 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شرق التفريعة.. حلم يتحقق

شرق التفريعة.. حلم يتحقق






مازال المصريون قادرين على إدهاش العالم، مازالوا قادرين على الحلم وعلى تحقيق ما يحلمون به، تلك الطاقة الخرافية المختزنة فى اعصابهم منذ آلاف السنوات هى السر الحقيقى القابع خلف هذه القدرة العجيبة على إدهاش العالم.
المصريون، فعلا، لا يعرفون المستحيل، هذا ما لمسته على أرض الواقع يوم السبت الماضى فى شرق التفريعة ببورسعيد، بعد أن أبهرنى حجم المشروع العملاق، الذى تحول بصبر ودأب المصريين من فكرة إلى واقع ملموس يفرض نفسه على كل العالم.
فعلى مدار ثلاث ساعات، هى المسافة من القاهرة إلى ميناء شرق التفريعة، وأنا أفكر فى هذا المشروع الحلم، وأتساءل: هل فعلاً سيتحقق فى يوم قريب أن نرى مثل هذا الصرح؟ أم أن كل أحلامنا مؤجلة؟ ففى تقديرى أن هذا المشروع هو الأكبر والأعظم بعد مشروع قناة السويس الجديدة، وانجازه سيضيف لمصر الكثير من الاعتبارات فى العالم.
الحقيقة، لم أكن أتوقع أن مشروع ميناء بورسعيد قد بدأ العمل فيه بالفعل، كانت مفاجأة ضخمة أذهلتنى عندما وصلت إلى موقع المشروع، ووجدت مئات العاملين يشتغلون بجد واجتهاد، غير مبالين بما يقال عن مصر فى وسائل الإعلام الطنانة، فحجم العمل الكبير على أرض الواقع جعل المشروع على مسافة بسيطة من الخروج إلى النور. فخلال عامين فقط ستكون كل مشروعات ميناء شرق بورسعيد بدأت تؤتى ثمارها، وهذا مذهل.
يتوازى مع هذا الانجاز العظيم، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى جاءت صادقة ومؤكدة على أن كل ما وعد به من مشروعات قد بدأ بالفعل يتحقق، وأنه لا يريد أن يفصح عن ذلك إلا عندما نشاهدها على أرض الواقع، إن الشركات تعمل على الأرض منذ شهرين وهذا المشروع كان مخططاً الانتهاء منه ما بين 5 و 10 سنوات، لكن بتحدى المصريين للزمن، سوف ينتهى المشروع فى عامين فقط، بعد أن وجه الرئيس السيسى سؤالاً للواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة: «متى الانتهاء من المشروع؟» فقال للرئيس: «فى غضون ثلاث سنوات بعد تخفيضها» فكان رد الرئيس السيسى: «هاسمح بعامين فقط»
هذه المشروعات هى العلامات المضيئة على أرض الواقع، وهى التى تفتح باب الآمال للشعب المصرى بأن بلدهم يتقدم بالفعل، وأن التحدى الحقيقى لهذا الوطن من خلال المشروعات العملاقة، مثل مشروع ميناء شرق التفريعة ومشروع الضبعة ومشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، ومشروع مدينة العالمين ومشروع المثلث الذهبى.
أن ما أذهلنى حقيقة، هو تأكيد عدد من العاملين فى مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان فى مدينة الفرافرة، خلال حضورهم افتتاح مشروع ميناء بورسعيد، قالوا لى أن المفاجأة الكبرى التى سوف تذهل الجميع عندما يرى المصريون خلال أسابيع قليلة حجم الأعمال التى يقومون بها فى هذه المنطقة التى لا يعلم عنها أحد أى شىء بعد أن بدأوا بالفعل فى البنية الأساسية لها.
مصر تتقدم للأمام وعلينا أن نحرص عليها، ونعمل بجد لبنائها بعيدًا عن المهاترات الإعلامية والسياسية.