
كمال عامر
بورسعيد.. الأعلى بطالة
■ هل تتذكرون بورسعيد.. التاريخ.. الفداء التضحية.. بورسعيد الحرة التى كنا نسعى للسفر إليها ومن خلال المحلات نشاهد الجديد فى العالم الكترونيات وملابس وموضة.. سيارات.
كنا نرى الشباب وهم يفترشون بضاعة فى السوق القديم.. ومحلات الخمس نجوم فى الشوارع الرئيسية.
بورسعيد مازالت فى عيون جيلى صورة جميلة لمدينة رائعة.. تحكمت وصنعت تاريخ مصر عندما تصدت لقنابل الحلفاء والعدوان الثلاثي.. وعندما قادت حركة التعمير والبناء والتجديد.
أهل بورسعيد ذاقوا كل أنواع الألم.. تركوا بيوتهم وذكرياتهم وصور أطفالهم وسافروا لمحافظات أخرى عاشوا فيها وكأنهم لاجئون من دولة أخري!
لم أفهم إلا الآن لماذا أطلقنا على أهلنا فى بورسعيد «المهجرين».. كان من الأفضل أن نسميهم الأبطال.. الفدائيين.
الزاهدين «فداء وحماة» الوطن».
المضحين بأنفسهم من أجل حرية وكرامة بلادي..
ذاق أهالى بورسعيد والسويس والإسماعيلية أثناء فترة التهجير أصناف العذاب وسوء المعيشة.. والإقامة لكنهم تحملوها بشرف.
بورسعيد عادت حرة.. حركة سياحية وتجارية لكن هناك من لم يتفهم أن الانفتاح كان فى مرحلته الأولى كان بغرض أن يعمل البورسعيدية قرشين وبعد أن تتحول إلى حرة صناعية منضبطة يمكنهم من خلال تحويشة العمر الاستثمار الصناعى والمفيد.
لكنهم استكثروا على بورسعيد أن يكون من بين أولادها تاجر.. مليونير. غنى توديع الفقر.. شراء بيت أو شقة أو تغيير السيارة بأحدث.
استكثروا على أهالى بورسعيد الاستغناء عن الإعانات الحكومية.. أو المساعدات بأى أنواعها.
وكان القرار إلغاء الحرة.. هنا مات الشباب.. بمعنى لم يعد أمامهم أمل أو عمل أو فرص لتغيير النشاط وبمرور الأيام خطوة خطوة تم إغلاق كل الأبواب أبواب الأمل.. أبواب العمل.. أبواب الحلم..
حذرنا من حصار بورسعيد وقطع أرزاق الناس هناك بكل الطرق وحذرنا من عدم تنمية بورسعيد وأن النتائج بالطبع لن تكون مرضية على المدى الطويل.
وزارة التخطيط من واقع تقرير صادم أطلقته أمس قالت: «بورسعيد أكبر بطالة من بين المحافظات خبر صادم ولكنه تأكيد لحقائق صادمة عشتها ودفعتنى للصراخ من أجل رفع الظلم عن الحرة.
التقرير يقول: «معدل البطالة فى بورسعيد هو الأعلى من بين المحافظات حيث وصل إلى 25.9٪ بينما السويس 17.7٪ والإسماعيلية 13.1٪ وهى محافظات تتشابه مع بورسعيد.
تصوروا معدل البطالة فى بورسعيد أكبر من معدل البطالة فى أسيوط 12.8٪ والمنيا 12.5٪ ومطروح 10.7٪.
البطالة تعنى مفيش شغل.. تعنى أن المقاهى هى الملجأ والملاذ للشباب وغيرهم.. تعنى مفيش تنمية وبالتالى خدمات.. وتعنى ازدياد الفقر وانتشار المخدرات وغيرها وأمراض اجتماعية أخرى تظهر نتيجة تلك الحلقة المدمرة.
برغم هذه المشكلة المؤلمة إلا أن نسبة مساهمة بورسعيد فى الناتج المحلى بلغت 32.8 مليار جنيه.. بينما السويس 12.4 مليار والإسماعيلية 16.5 مليار.
هذا معناه أن بورسعيد لم تيأس لم تواجه معاناتها إلا بالسعى للمساهمة فى زيادة الناتج المحلي..
نسبة الفقر فى بورسعيد 19٪ بينما فى الإسماعيلية 15٪ والسويس 5٪ وفى جنوب سيناء لا يوجد بها فقر.
■ الرئيس السيسى عندما استجاب لآلام أهلنا فى بورسعيد.. واستمع لهم وكانت قراراته بالبدء فورًا دون تأخير فى تنفيذ مجموعة مشروعات عملاقة لرفع مستوى المعيشة لبورسعيد.. والناتج القومي.
■ السيسى انحاز أيضًا لبورسعيد لأنه أدرك بأنها محافظة اتكتب عليها أن تعيش وتواجه الألم والمعيشة السيئة.
حزمة المشروعات التى أطلقها الرئيس السيسى محاولة لتعويض أهلنا فى بورسعيد من سنوات الحصار والحرمان.. والضغوط.. والفقر والبطالة.
■ خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة عليه مسئولية أخلاقية أيضًا فى ضرورة مساعدة بورسعيد بأى صورة من الصور حتى لو كانت فى صورة مساعدات للنادى المصري.
مساهمات واضحة بشأن الشباب فى كل المجالات.
لدى يقين وثقة فى مستقبل بلدي.. ومستقبل مزدهر لبورسعيد.