الخميس 5 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل تسلم قطر وتركيا الإرهابيين قبل محاربتهم؟

هل تسلم قطر وتركيا الإرهابيين قبل محاربتهم؟






اتخذت الدول الإسلامية خطوة فارقة فى مواجهة الإرهاب، بعد قرارها الشجاع إنشاء قوة عسكرية موحدة لمواجهة قوى الشر فى العالم الإسلامى، سواء فى المشرق أو المغرب. بعد أن شعرت هذه الدول بأن الموقف لم يعد يحتمل انتظار تدخل قوى أجنبية، بما تحمله من مصالح، فهى تقبض ثمن هذا التدخل باكثر من طريقة، ماليًا ومعنويًا واستراتيجيًا. لذا يعد التحالف الإسلامى خطوة ضرورية وذات أهمية كبرى من أجل وقف المخططات الاستعمارية التى تنفذ تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
إن الثلاثين دولة الذين سارعوا بالانضمام للتحالف الإسلامى، يدركون جيدا أنه لا يمكن اعتبار هذا التحالف ـ بأى حال ـ بديلاً عن القوة العربية المشتركة التى تم الاتفاق عليها فى القمة العربية بشرم الشيخ، حيث ان التحالف العربى المشترك لا يقبل بالتنسيق أو وجود دول من خارج الدول العربية، حتى إن كانت إسلامية، بما يحفظ خصوصية القوة العربية المشتركة.
فأهمية التحالف الإسلامى تكمن فى تمثيله التيار الإسلامى المعتدل، الذى يتولى محاربة التطرف، ما يعد التزامًا واضحًا من الدول المشاركة فيه باجتثاث الإرهاب من جذوره أينما وجد، وفى أى مكان، وهذا يعنى أن التحالف سوف ينتشر فى أى بقعة جغرافية يتواجد فيها الإرهاب على أرض هذه الدول.
إن التحالف الجديد يمتاز، بخلاف قدراته العسكرية، أنه يمثل ثورة من قبل التيار الإسلامى المعتدل ضد التيار المتشدد، وهذا فى حد ذاته أمر غاية فى الأهمية، بمعنى أنه لن يستهدف تنظيم «داعش» الإرهابى فقط أو تنظيم «القاعدة» وحده، بل سيستهدف تنظيمات أخرى أكثر تشددًا على أراضى هذه الدول، مثل تنظيم «الحوثى» فى اليمن، وهو تنظيم شيعى، وأيضًا ميليشيات «حزب الله»، وهما تنظيمان يعرف الجميع أن الحرس الثورى الإيرانى قام بتكوينهما وزرعهما على أراضى الدول الإسلامية من أجل المد الإيرانى الشيعى الفارسى المعروف.
لكن يبقى السؤال المهم: هل عقب توقيع الدول الإسلامية على وثيقة التحالف ستقومان قطر وتركيا (باعتبارهما شريكين فى تحالف محاربة الإرهاب) بتسليم العناصر الإرهابية الهاربة من مصر وتقيم على أراضيهما إقامة كاملة؟ أم ستظلان متواصلان فى العمل بازدواجية، فتنضم لتحالف يحارب الارهاب وفى نفس الوقت تحتضن فيه الارهاب على أرضها، والمتمثل فى عناصر جماعة الإخوان المسلمين المطلوبين امام القضاء المصرى، والمقيمين إقامة كاملة على أراضيهما، بل وتغدق هذه الدول على الإرهابيين بالأموال من أجل التخطيط لعمليات إرهابية فى مصر، والكل يعرف ذلك.
هل هذا الاتفاق يلزم الدول المشاركة فيه على العمل بشفافية والتخلص من الإرهابيين المقيمين على أراضيهم، وتسليم من صدرت ضدهم أحكام قضائية واجبة النفاذ؟ هل ستعلن قطر وتركيا التخلى عن دعمهما للتنظيمات الإرهابية سواء فى مصر أو سوريا أو العراق أو فى ليبيا؟
 الأيام المقبلة سوف توضح لنا حقيقة هذا التحالف الذى نتمنى أن يكون حقيقيًا هدفه الحفاظ على الإسلام الوسطى، وأن يكون التخلص من الإرهاب فى الدول الإسلامية بيدى لا بيد عمرو، كى نثبت للعالم أن الإسلام دين سماحة ومحبة وسلام وليس دين ذبح وقتل وتخريب، كما تفعل وتروج التنظيمات الإرهابية.