عصام عبد الجواد
من هم الواقفون حول الرئيس؟
سؤال لا بد أن يطرح الآن، فى ظل وضع هلامى، يمارس فيه الغالبية «الوطنية» بشكل فموى، دون أفعال قوية حقيقية على أرض الواقع، هذا الحال غير المنضبط يدفع الرئيس بين فترة وأخرى إلى الحديث للمصريين عن أن الدولة لا يمكن أن تدار بمجهوداته فقط، بل لا بد أن يصاحبها تكاتف الجميع، و«الجميع» هنا لا تعنى فئة بعينها او فئتين او ثلاثاً، «الجميع» تعنى كل من آمن بهذا البلد ويريد له الاستمرار.
ففى كلمته الأخيرة التى ألقاها فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، صراحة، جميع المصريين الإلتفاف حوله لمواجهة التحديات التى تمر بها البلاد فى الوقت الراهن، كان الرئيس واضحًا فى كلامه لأبعد الحدود، عندما أكد أن مسئولية حكم البلاد لا تخصه بمفرده، صحيح الرجل قال إنه مسئول أمام الله عن الـ90 مليون مصرى، لكن هذا لا يعنى أن ينام هؤلاء الملايين قاريى الأعين تاركى هموم البلد الكبيرة دون أن يعاونوا الرئيس الذى اختاروه بكامل إرادتهم ودفعوه دفعا لتقلد هذا المنصب.
الرئيس نبه فى خطابه الذى أشرت إليه، أن مصر بها 90 مليون مواطن هم أيضًا مسئولون معه عن وطنهم، وانهم شركاؤه فى الحكم، وأن التحدى الحقيقى للوطن يتجسد فى وحدة المصريين، وأنهم جميعا مطالبون بوضع أيديهم فى أيدى بعضهم حتى يعبر البلد أزماته المتعددة ويصل إلى بر الأمان، خاصة أن المؤامرات التى تحاك لمصر كثيرة، وتأتى من أطراف متعددة، داخليا وخارجيا، وهناك مَن يحاول بشتى الطرق جرّ البلد إلى مستنقع دموى سبق أن وقعت فيه دول أخرى جوارنا، وتعانى الآن الأمرّين لعدم استطاعتها أن تعود كما كانت، وأقول كما كانت وليس أفضل من ذلك.
إذن يبقى السؤال الأهم: مَن هم الذين يقفون حول الرئيس الآن فى هذا الوقت العصيب؟ هل الحكومة؟ أم الشعب؟ أم الأحزاب السياسية؟ أم الإعلام؟ أم النشطاء السياسيون والخبراء الاستراتيجيون؟ أم المستشارون والمساعدون الذين يعملون معه؟
الحقيقة المؤكدة، أن كل هؤلاء يعملون فى وادٍ والرئيس فى وادٍ آخر، أو بالأحرى كل واحد فيهم يعمل فى اتجاه مخالف للاتجاه الذى تسير فيه الدولة والذى يريده الرئيس!
فالجميع غير مدرك أن فكرة حكم الفرد انتهت بعد الثورتين الاخيرتين، لم يعد الرئيس وحده يحمل مسئولية الوطن، إن الرئيس ينفذ الارادة الشعبية والسياسية العامة، وعليه لابد أن يكون للشعب، بكل فئاته، صفوة كانوا أو عوام، لهم إرادة وهدف يعملون مع الرئيس على تنفيذه وتحقيقه بكل قوة.
الأمر الأكثر خطورة الذى يجب أن أتطرق إليه هو البرلمان المقبل (الذى سينعقد خلال ساعات قليلة، والذى من المفترض انه ممثل للشعب المصرى ومكمل لأجهزة الدولة) يشهد هذا البرلمان، منذ بدايته، صراعات وخلافات فى وجهات النظر، حتى قبل أن يبدأ، وهو ملمح خطير لابد من تفاديه حتى تستقيم الاوضاع ولا نقع فى المحظور.
إن الأمور فى مصر، للأسف، تبدو أن كل واحدٍ فى واد، كلٌ يغنى على ليلاه، أما الرئيس فهو وحده الذى ينادى الجميع من اجل ان يفيقوا من غفوتهم ويبادروا بالنهوض لبناء البلد معه، من المحزن ان نجد قطاعات فى البلد يبدو وكأن الوطن لا يهمهم فى شىء وتاركين كل شىء للرئيس!
إن الأوطان لا تبنى بهذه الطريقة الاتكالية، بناء الأوطان يحتاج إلى تكاتف الجميع بعيدًا عن المصالح الخفية والأهواء الرخيصة.
قفوا مع الرئيس من أجل مصر يرحمكم الله!