الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القاهرة.. صوت إفريقيا أمام العالم!

القاهرة.. صوت إفريقيا أمام العالم!






أثبتت الأيام أنه لا غنى للقارة السمراء عن مصر، ولا غنى للقاهرة عن امتدادها الأصيل فى إفريقيا، خاصة بعد أن نجحنا فى الوصول إلى رئاسة مجلس وزراء البيئة الأفارقة، ومثلت مصر قارة إفريقيا فى اجتماعات تغير المناخ بباريس، إضافة إلى مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة الإفريقية فى أديس أبابا. كل هذا يؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح.
لقد استطاعت مصر فى الشهور الأخيرة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تعويض ما فاتها فى العلاقات (المصرية ـ الإفريقية)، بل أستطيع أن أقول إنها محت أخطاء الماضى بتحركاتها فى القارة السمراء بدبلوماسية حكيمة، ما أدى إلى عودتها لأحضان العمق الإفريقى مرة أخرى، بعد سنوات طويلة من القطيعة والجفاء.
ففور اندلاع ثورة 30 يونيو، وما نتج عنها من رحيل حكم الإخوان، واختيار الشعب للمشير عبدالفتاح السيسى رئيسا للبلاد فى انتخابات حرة ونزيهة، أدرك الرئيس بحسه الوطنى أن مصر لا يمكن أبدا أن تفقد امتدادها وانتماءها الإفريقى، فهو يعرف أن مصر بوابة القارة السمراء نحو العالم، وكذلك نافذة للعالم للوصول للقارة السمراء، هذا ما جعل الرئيس حريصا على التمدد فى إفريقيا على المستوى السياسى والدبلوماسى، والعمل على إذابة الحساسيات التى كانت قد نشأت بين مصر ودول أفريقيا فى عصور سابقة.
إن انضمام مصر لمجلس السلم والأمن الإفريقى له أهمية خاصة، حيث سيعمل على تعزيز السلام والأمن والاستقرار فى أفريقيا، فالقارة السمراء عامرة بالمشاكل والمتاعب والأوجاع، وتحمل فى طياتها دولا تحتاج إلى الدعم المصرى سواء بالخبرات فى القضايا الدولية أو الداخلية أو بالتدخل اللوجستى لمعاونتهم على الوقوف على اقدامهم، ففى إفريقيا حالات إبادة جماعية، وجرائم حرب ترتكب، إلى جانب تنامى الإرهاب فى بعض الدول، وعمل بعض الجماعات المتطرفة على زعزعة أمن واستقرار دولها، كل هذا تأخذه مصر فى الحسبان وهى تتجه نحو إفريقيا.
فلمصر رؤية واضحة فى القمة الإفريقية التابعة للاتحاد الإفريقى، حيث تعمل على استكمال مشروع السلم والأمن الإفريقى، وعلى رأسه تفعيل القوة الإفريقية التابعة للاتحاد الإفريقى، وإيجاد حلول للخلافات بين الدول، بالإضافة إلى مناقشة قضايا الإرهاب سواء فى ليبيا أو فى وسط وجنوب القارة.
لقد عادت مصر إلى وضعها الطبيعى، سواء داخل القارة أو على الصعيد العالمى، بعد أن أصبح لها دور واضح وصريح يعمل على خدمة مصالح الدول الإفريقية، وتعضيد العلاقات معها، وكذلك تعزيز وجودها والعمل على صون الحقوق الواجبة على هذه الدول تجاه مصر، وبحث عوامل الاتفاق المشتركة بين مصر ودول إفريقيا للانطلاق فى التعاون، بما لا يضر بأحد، لأن مصر سوف تكون صوت إفريقيا المعبر عن مصالحها والمدافع عن قضاياها من خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولى عن إفريقيا.
إن مصر لديها خريطة واضحة رسمتها من أجل إيجاد حلول لقضية العنصرية التى يتعامل بها الغرب مع القارة الإفريقية، فالغرب - رغم كل ما يدعونه من حضارة وتسامح - لم يتخلص حتى الآن من نظرة التمييز والعنصرية تجاه الأفارقة، ولدينا أبرز مثل على ذلك حوادث القتل العنصرى التى تمارسها الشرطة الأمريكية ضد الأمريكيين السود، والتى نشب على أثرها احتجاجات واسعة فى عدد من الولايات الأمريكية.
علينا أن نعرف جيدًا أن إفريقيا تمثل أحد أهم دوائر الحركة للسياسة الخارجية المصرية، فمصر دولة إفريقية قبل أن تكون دولة عربية، وإذا كانت العروبة بالنسبة لمصر هى اللسان والدين والوجدان، فإن إفريقيا هى البنيان، وسوف تشهد الأيام والشهور المقبلة تغييرًا جذريًا فى وضع مصر فى إفريقيا والعالم.
وسوف تكون القاهرة صوت إفريقيا أمام العالم، مدافعة عن حقوقها من أجل تقدم دولها وازدهارها.