الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المؤسسات لن ترفع الراية البيضاء لـ«غادة والى»

المؤسسات لن ترفع الراية البيضاء لـ«غادة والى»






على غرار مسلسل «الراية البيضاء» الذى جسدت بطولته الفنانة الراحلة سناء جميل فى دور المعلمة فضة المعداوى السيدة الثرية تاجرة السمك التى تحدت كل المسئولين فى محافظة الإسكندرية من أجل الحصول على فيللا الدكتور أبوالغار الذى يمتلكها أبا عن جد ويمتلك كل المستندات الدالة على صدق كلامه وهو يعرف معنى وقيمة هذه الفيللا التى لا تمثل حوائط وأرضاً وأشجاراً فقط بل تمثل التاريخ والتراث والحضارة وفى نفس الوقت يهتم بها المثقفون والمتعلمون وحتى العامة من الناس يفهمون معنى وقيمة هذه الفيللا الأثرية بعكس الذين لا يقدرون قيمة الثقافة والتراث والحضارة والمستقبل.. على هذا النهج تسير الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى أو فضة المعداوى فى وزارة المهندس شريف إسماعيل، فهى لا تقدر قيمة وأهمية المؤسسات الصحفية القومية ودورها التنويرى والتثقيفى للمجتمع المصرى، هى كل ما يهمها فقط مبانى وحوائط هذه المؤسسات التى تنظر لها على أنها موضة قديمة يجب أن تحصل عليها بكل الطرق مهما كلفها ذلك من مجهود.. ففى يوم وليلة استيقظت فضة المعداوى - أقصد طبعا الدكتورة والى - على أن الوزارة لها ديون قديمة لدى المؤسسات الصحفية القومية منذ ثمانينيات القرن الماضى، فاتخذت قرارها بنفس طريقة فضة المعداوى بإصدار أوامرها لموظفيها لتهديد المؤسسات الصحفية القومية بضرورة سداد مديونياتها القديمة خلال شهر واحد فقط أو تقديم طلب تقسيط خلال هذا الشهر وإلا سوف تتخذ إجراءاتها القانونية بالحجز على المؤسسات الصحفية أو حبس المسئولين عنها ولم تقل لنا الدكتورة والى كيف لمؤسسة مديونة مثل مؤسسة «روزاليوسف» بمبلغ 220 مليون جنيه أن تسدده فى هذا الشهر وهى تحصل على مرتباتها من الدولة، وهو نفس الأمر فى جميع المؤسسات القومية.
ورغم البيان الهزيل الذى أصدرته الوزيرة فى اليوم التالى لتنفى فيه ذلك إلا أنها أكدته بأنها تقوم بإرسال هذا البيان لكل المنشآت التى عليها ديون للوزارة وأنا اسأل الوزيرة التى قامت منذ ما يزيد على عام بالحجز على سيارات المؤسسة وترفض ترخيصها إلا شهرين فقط كل ستة أشهر: كيف لها أن تتحرك مثلما يتحرك العاملون فى هذه المؤسسات بسيارات غير مرخصة وكيف لمؤسسة كل تحركاتها بسيارات لنقل الورق ونقل الكتب والصحف أن تتحرك دون ترخيص من سمح لها أن تفعل فى المؤسسات الصحفية ما تفعله الآن؟ لماذا لم تقدم الدكتورة والى المسئولين عن وزارة التضامن فى فترة سداد هذه الديون إلى النيابة لأنهم لم يحصلوا الدين وقت استحقاقه حتى لو كانوا خرجوا على المعاش؟ أم أن الدكتورة والى استيقظت فجأة ووجدت ضالتها فى المؤسسات الصحفية التى أعجبت بها كثيرا كموقع جغرافى يدر الملايين فتريد الحجز عليها وبيعها لآخرين قد نعرف البعض منهم ولا نعرف الآخرين ممن يريدون هدم هذه المؤسسات وهم كثيرون، ولم تفكر فى حال آلاف العمال الذين سيشردون ويتركون أعمالهم ولصالح من تخطط الدكتورة والى هل لصالح الحكومة التى تصر على عدم المساس بالمؤسسات القومية أم لصالح آخرين مجهولين تضرهم المؤسسات القومية لتناولها للأحداث ونقلها للأخبار والدفاع عن الدولة.
ولماذا ضربت بتصريحات الرئيس عرض الحائط والذى يؤكد دعم المؤسسات الصحفية فى كل يوم؟
لماذا تذكرت ديون المؤسسات الصحفية وتفعل بها ما تريد وتركت الفساد ينخر فى الوزارة دون أن تتحرك أو تحيل المسئولين عن هذا الفساد للنيابة.
الأيام القادمة سوف تشهد فتح ملفات كثيرة تبين للجميع لماذا تصر الدكتورة والى على السيطرة على المؤسسات الصحفية مثلما فعلت فضة المعداوى لكن المؤسسات الصحفية لم ولن ترفع الراية البيضاء للدكتورة والى وسوف تفتح جميع الملفات المسكوت عنها فى الوزارة.