السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فوضى «فوضويات» الفضائيات!

فوضى «فوضويات» الفضائيات!






ما أكثر المرات التى ينجح فيها مشاهد أو مشاهدة فى الوصول إلى أحد برامج «التوك شو» ويهاجمها أو ينتقدها عبر اتصال تليفونى!
وفى كثير من الأحيان يقوم البيه المذيع أو الهانم المذيعة بتكرار العبارة المأثورة فى وجه المشاهد أو المشاهدة وبالطبع فى وجوه مئات الآلاف من المشاهدين والمشاهدات: لو مش عاجبك البرنامج هات  الريموت كونترول وشوف برنامج يعجبك!!
رد متغطرس وإجابة متعالية على مشاهد أو مشاهدة لم يعجبه سباب وبذاءات وخناقات وخلافات فى برامج تليفزيونية تحولت من ساحات للتفكير إلى ساحات تكفير ومن ساحات للفكر والتنوير والتثقيف والتسلية إلى شاشات للجهل والسطحية والجن والعفاريت!
وليس المشاهد العادى وحده هو الذى ضاق بهذا السخف والهراء والخراء عبر برامج وفضائيات بل أن المثقفين أيضا ضاقوا بذلك لا أقصد هنا بمثقفين ونخبجية أصبحوا زوارا وضيوفا دائمين على هذه البرامج ويشاركون فى هذه المهازل.
لقد أسعدنى أن أقرأ فى يوم واحد خطابين مهمين فى بريد القراء بالزميلة الأهرام «عدد 18 فبراير الحالى» والخطاب الثالث فى المصرى اليوم تحت عنوان «الكوميديا السوداء» كتب د.حسن الحسينى أستاذ بطب الإسكندرية يقول: «لا أدرى كيف سمحت قناة تليفزيونية بإذاعة برنامج مبتذل غارق فى الإسفاف والتدنى والذى يقدمه أحد الممثلين وقد امتلأ بألفاظ سوقية خادشة للحياء وحركات فجة، وتلميحات بذئية، وهو يحسب إنه يقدم فنا أو كوميديا تضحكنا والحقيقة أنها كوميديا سوداء تبعث على الحسرة وليس الضحك وشر البلية ما يضحك وأحسب أن كل من شاهده يأسف على ما يقدمه وربما يشفق عليه وهو يراه يلقى بنفسه فى بؤرة الإفلاس إذ يبدو أن رصيده الفنى المحدود قد نفد، ولم يعد فى جعبته ما يقدمه لنا إلا هذا الإسفاف والابتذال»!
وتحت عنوان «إلا القيم والأخلاق» كتب «د.زيدان شهاب أحمد الشال» ميت زنقر - طلخا  - دقهلية يقول: «برغم قناعة الجميع بخطورة ما تقدمه بعض «الفوضويات» أقصد الفضائيات، وما يمثله من خطورة على القيم والمبادئ وأخلاق الأجيال التى يعلن عليها مستقبل هذا الوطن، فأنه لم يصدر قرار بتنقية الحقل الإعلامى من الدخلاء عليه والقضايا التافهة الخارجة عن قيم وأخلاق شعبنا الأصيلة التى يُشغل بها بعض من يعملون فيه الناس، ويظهرون للمشاهد الأجنبى أن الشعب المصرى مشغول فقط بالسحر والدجل والشعوذة والطعن فى التراث الإسلامى.
ارحمونا من برامج هذه الفوضويات «رحمة بقيمنا وأخلاقنا وحضارة شعبنا التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ».
أما سطور دكتور «محمد صالح الحناوى» أستاذ بجامعة الإسكندرية فقد جاءت بعنوان «الإعلامى الفصيح» وفيها يقول: «لقد أصبح الإعلامى «جهبذا» فى الشئون الاقتصادية ومشاكلها وقادرا على حلها وتحقيق الرخاء!
و«علاّمة» فى الشأن السياسى الداخلى والخارجى والمالك الحصرى للحس السياسى لمخاطبة المجتمع «فقيها» فى شئون التعليم والبحث العلمى وتطويرها ووضعنا فى مصاف الدول المتقدمة «أخصائيا» فى الشئون الصحية متمكنا من أدوات تحسينها، «خبيرا» فى شئون النقل والسكة الحديد، وبجرة قلم يرفع كفاءتها ويمنع حوادثها «متمرسا» فى الشأن السياحى وبكلمة منه يتدافع الأجانب على المزارات السياحية المصرية! «داهية» فى الشئون الأمنية وبالصوت العالى يمكنه القضاء على الإرهاب!.. إلخ فإذا كان الأمر كذلك فكيف بالله عليكم فاتنا أن حل مشاكلنا التى استعصيت علينا لعقود كثيرة يكمن فى إجراء بسيط للغاية ألا وهو: تكليف الإعلاميين بتشكيل الحكومة ووضعهم فى مواقع اتخاذ القرارات المصرية فى الدولة.
انتهت الرسائل الثلاث لثلاثة من الدكاترة المهمومين والحزانى على ما يشاهدونه من مساخر باسم الإعلام «فهل كلف أى مذيع أو مذيعة خاطره وقرأ هذه الكلمات الصادقة؟! لا أعرف ولا أظن!