الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
زيارة الرئيس الخارجية وتطبيع عكاشة

زيارة الرئيس الخارجية وتطبيع عكاشة






الرئيس السيسى يجوب الكرة الأرضية بطولها وعرضها ليرسم صورة جميلة وراقية لبلده وشعبه ويقابل ملوك ورؤساء دول وزعماء ورؤساء حكومات وبرلمانات ورجال أعمال لجلب استثمارات ومنافع لمصر لتقوية الاقتصاد وإعادة السياحة إلى مكانتها التى كانت عليها فى الماضى، ويحاول بشتى الطرق أن تصبح مصر أقوى دول الشرق الأوسط على الإطلاق، وفى زيارته الأخيرة إلى كوريا واليابان ومن قبلهما كازاخستان من أهم الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس منذ توليه الحكم وحتى الآن وكان صداها واسعاً على المستوى الخارجى وحقق فيها نتائج إيجابية كبيرة سوف تعود على البلاد فى القريب العاجل.
وقد شهدت الرحلة توجهًا حضاريًا فى استخدام مفردات ورموز لها دلالاتها فى جدول الأعمال، وهو ما تمثل فى اختيار توجيه خطابات الرئيس للرأى العام فى تلك الدول والعالم أيضا، وظهر ذلك واضحا وجليا فى خطاب الرئيس فى قلب جامعة نزار باييف فى كازاخستان التى تعد من أهم دول آسيا الوسطى، وقد حمل الخطاب الكثير من الرسائل المصرية والقومية وكذلك زيارته لليابان وكوريا الشمالية التى حاول الرئيس السيسى من خلالها إرسال رسائل طمأنينة إلى تلك الدول أيضا منها أن الإسلام برىء من الإرهاب وأن الإرهاب لا وطن له ولا دين، وخلالها أيضا شرح لهم الوضع فى مصر، وأنها بلد آمن يستطيع جذب السياحة من تلك الدول إلى مصر والأهم من ذلك جزب رءوس الاموال من أجل الاستثمار فى مصر، وشرح لهم التسهيلات التى تستطيع أن تقدمها الدولة للمستثمرين.
 وفى نفس الوقت حملت الزيارة توجه مصر شرقا وهو ما يؤكد أن السياسة الخارجية لمصر لم تقتصر على دول الغرب وحدها.
فى هذا الوقت الذى كان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أهم زياراته الخارجية الناجحة بكل المقاييس والمهمة على الصعيد الخارجى والداخلى كان الإعلام المصرى وللأسف فى واد ثانٍ آخر لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يهتم سوى بالخوض فى الاعراض والتركيز على السلبيات لدرجة أن الرأى العام المصرى انشغل بما يمليه عليه الاعلام من إسقاط عضوية توفيق عكاشة من البرلمان بعد لقائه السفير الإسرائيلى وبعد واقعة الحذاء التى قام فيها النائب كمال أحمد بضرب توفيق عكاشة فوق رأسه، وأصبح الاعلام لا هم له إلا حذاء كمال أحمد، وبعض وسائل الاعلام التى أقل ما توصف به أنها أتفه مما يكون بالغت فى وصف الحذاء، والبعض منها بدأ يشرح لون الحذاء والبعض الآخر بدأ يجرى وراء معرفة مقاس الحذاء، ونوع الرباط وكم يبلغ ثمن الحذاء، ورغم أننى ضد ما فعله توفيق عكاشة واتقبل أى قرار اتخذ ضده إلا أننى أرى أن وسائل الاعلام فى مصر لا ترى فى هذه البلاد إلا السلبيات فقط، فبعض الفضائيات تبث لدى المواطنين احساسا بالتشاؤم تجاه المستقبل بتشكيكها الدائم فى المشروعات والخطوات التى تنفذها الدولة، ولم تتناول زيارة الرئيس الخارجية بنفس مساحة تناولها قضية توفيق عكاشة وغيرها من القضايا مثل قضية الفنانة وضابط الشرطة ومن قبلها الفنانة صاحبة شقة الدعارة فهل تحول الاعلام المصرى إلى وصلات ردح وسب علنى دون ضوابط حتى أصبحنا أضحوكة الآخرين؟
ولماذا انحدرت الصفوة فى مصر إلى التراشق بالألفاظ البذيئة فى الاعلام دون مراعاة لحرمة البيوت أو مشاعر المشاهدين؟ لماذا نصدر اليأس والاحباط للناس وكأن البلد خراب ولا يوجد به شىء إيجابى؟! فعلا إعلام فقد الحس الوطنى والأخلاق والضمير ويحتاج إلى وقفة جادة.