السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من تشويه الحقائق إلى تدمير البشر!

من تشويه الحقائق إلى تدمير البشر!






فى أحيان كثيرة أظن أن أهلنا وحبايبنا فى الفضائيات لا يقرأون ما يكتب عنهم سواء كان كلاما محترما وجادا يبغى وجه الله والوطن أو حتى كلاما تافها وعبيطا لا يودى ولا يجيب!
أظن أنهم لا يقرأون إلا كلمات المديح بما يقدمونه من سخافات وتفاهات تحت شعار حرية الإبداع وحرية الرأى، وربما يؤمنون بما كتبه المفكر الكبير برتراند راسل، إنهم يكتبون ماذا يكتبون.. دعهم يكتبون؟!
وفى ظنى أنهم لو قرأوا مقالات جادة ومحترمة من شخصيات ذات قامة وقيمة لبادروا إلى غلق أفواههم والبحث عن مهنة أخرى لا تتطلب الهمبكة والفهلوة وفتح عينيك تأكل ملبن!
ونفس الشىء الذى ينطبق على أصحاب القنوات الذين يتحدثون دائما عن مواثيق الشرف الإعلامى وضبط الأداء الإعلامى دون أن يكلفوا خاطرهم بمشاهدة برامج قنواتهم التى يصرفون عليها الملايين ويضجون بالصراخ والشكوى من الخسائر المتوالية لهذه القنوات!
تمنيت لو أن أصحابنا نجوم الفضائيات وأصحاب الفضائيات قد توجعوا مثلما توجعت وتألموا مثلما تألمت وحزنوا مثلما حزنت بعد قراءتى لمقال شاعرنا وكاتبنا المحترم والرائع الأستاذ «فاروق جويدة» وعنوانه «دويلات مصر غير المتحدة» منذ أيام فى صحيفة الأهرام وجاء فيه:
«ما زالت دولة الإعلام بلا رقيب وبلا برامج وبلا خطط مدروسة، إن دولة الإعلام المصرى فقد طريقها وتاهت بين أموال رجال الإعلام والتمويل الخارجى المشبوه غير معروف المصادر، وهى من أكثر المناطق خطرا على الدولة المصرية!
إن الإعلام المصرى يتصور أنه أعلن استقلاله عن الدولة المصرية وأنه كيان منفصل تماما عن إرادة الشعب المصرى وهو لذلك يفعل ما يريد ابتداء بتشويه كل الحقائق وانتهاء بتدمير البشر!
الإعلام المصرى تجاوز كل حدود العمل المهنى أخلاقيا وسلوكيا وأصبحت هناك أياد توجهه حسب مصالحها وهى فى معظم الأحيان تتعارض مع مصالح المصريين شعبا وحكومة!
إن الإعلام المصرى يتصور الآن أنه قادر على إسقاط كل شىء وإعادة تشكيل الأشياء حسب رغباته وطموحات العاملين فيه ومصالح من يحركون السيرك من بعيد.
أما من «النخبة» فيقول الأستاذ «فاروق جويدة»: إنها تعيش أسوأ حالاتها عجزا وسلبية حتى وصل بنا الأمر إلى ما نحن فيه، على مستوى الحوار لا شىء يقال، فقد وصلنا إلى مرحلة غاية فى السوء، وعلى مستوى ما يطلقون عليه الإبداع فقد أغرقنا مستنقع من الإسفاف والانحطاط لم يحدث من قبل، ويكفى أن تسمع العالم العربى وهو يتحدث عن قضايا الثقافة المصرية وهو يشاهد كل ليلة معارك النخبة على الشاشات ويقارن بينها وبين عهود مضت، كان العقل المصرى تاج هذه الأمة وضميرها الحى، لقد فشلت هذه النخبة فى تبنى قضايا المجتمع الحقيقية واكتفت بالفضائيات وفشلت فى تقديم إبداع حقيقى واكتفت بالتفاهات، وفشلت فى إجراء حوار خلاق واكتفت بالبذاءات ولهذا لم يكن غريبا أن ينصرف العالم عنها».
وبحروف وكلمات تنبض بالصدق والوطنية والجسارة يقول «فاروق جويدة»: «مطلوب من الإعلام أن يسترد ضميره وأن يستعيد أخلاقياته المهنية والإنسانية والوطنية وأن يغلب مصالح الوطن على لغة المصالح.
ومطلوب من النخبة أن تطهر نفسها من لغة الحوار التى شوهت تاريخ وأخلاق شعب، وأن تشجع كل إبداع خلاق وترفض كل ما يسىء لهذا الشعب قولا وفعلا.
اكتفى بهذا القدر من المقال المحترم، وتزداد دهشتى واستغرابى أن كل هؤلاء الذين أدمنوا التفاهة والسفاهة وتدنى الحوار وانحطاط الأفكار، هم الذين يملأون الدنيا كلاما عن ميثاق الشرف الإعلامى وحماية الأخلاق من التدنى والإسفاف! (تصوروا)».
انتهت كلمات شاعرنا الكبير، لكن يبقى سؤال لكل مذيع أو مذيعة يتصور أن البطولة والشجاعة فى الهجوم والهجوم فقط على أى مسئول فى الدولة - وهو فى نفس الوقت أخرس وعاجز أن يتفوه بكلمة نقد - ولا أقول هجوم - على رجل الأعمال مالك المحطة التى يعمل بها!
هل شاهدتم مذيعا واحدا يفعل ذلك؟! الإجابة فى المشمش يا «مشمش» و«مشمشة»!