الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الانفلات تحت القبة

الانفلات تحت القبة






رغم أن البرلمان الحالى هو الأهم فى تاريخ مصر نظراً لانتخابه بطريقة ديمقراطية نظيفة ولأنه جاء فى فترة حساسة جداً بعد ثورة 30 يونيو التى صححت المسار بعد ثورة 25 يناير العظيمة بعد أن اختطفتها جماعة الإخوان الإرهابية لكن الممارسات الخاطئة والمخجلة لنواب البرلمان جعلت الشعب المصرى بأسره يسأل نفسه: أين أنت يا حمرة الخجل أمام أداء نواب البرلمان الذين لم يستشعروا حتى الآن خطورة الظروف التى تمر بها البلاد وانشغل النواب ببدل الجلسات وتى شيرت النائب أحمد طنطاوى ويمين طلاق مرتضى منصور وحذاء النائب كمال أحمد الذى ضرب به نائب التطبيع توفيق عكاشة التى شغلت الرأى العام أكثر من أسبوعين كاملين، وكذلك قيام إحدى النائبات بجمع اشتراكات من الأعضاء للسفر إلى دبى بدعوى الترويج للسياحة رغم أنها رحلة للفسحة والتسوق وليس للسياحة، بالإضافة إلى ضغط الأعضاء على رئيس المجلس مطالبين بمعاملتهم كمعاملة الوزراء، والكثير من الأعضاء يسأل عن حقوقه المالية وبدلاته اليومية أكثر من سؤاله عن أحوال البلاد والعباد، وكأن نواب البرلمان انتخبهم الشعب حتى ينعموا هم بالبدلات والرحلات والسفر والعيشة الهنية تحت القبة وترك البلاد والشعب تحرقهم الأسعار وتقتلهم حوادث الطرق والقطارات وانهيار العقارات وترك أزمة الدولار لتقضى على البقية الباقية من الاقتصاد.
مجلس النواب الحالى يبدو أنه لن يكون فيه الرجاء كما يتصور البعض أو كما كنت فى البداية متفائلاً به، لأن أعضاءه شغلوا أنفسهم باستحقاقات شخصية وتركوا أحوال البلاد لمن يديرها، حتى إن هذا المجلس رغم مرور ما يقرب من شهر ونصف على انعقاده حتى الآن واقترابه من الشهرين إلا أنه لم ينته بعد من لائحته الداخلية، رغم أن الناس الغلابة كانت تنتظر من هذا المجلس الكثير والكثير أهم من المهاترات التى نشاهدها كل يوم من مشاجرات ومشاحنات بين الأعضاء، وكل يوم يخرج علينا فصيل داخل المجلس بأسماء غريبة لائتلافات لا نعرف ولا نعلم لماذا يشغلون أنفسهم بها ولا يشغلون أنفسهم باقتصاد البلاد وارتفاع الأسعار.
هذا المجلس من المفترض أنه برلمان حرب، لأن مصر الآن فى حالة حرب من أجل الوجود بعد أن أصبحت المنطقة كلها على كرة من اللهب تكاد تنفجر فى وجه الجميع، لكن يبدو أن هذا البرلمان لن تقوم له قائمة، وهو يسير فى خطى اللا عودة.
نتمنى من الله أن يعودوا إلى رشدهم وأن يعلموا أن البلاد فى حاجة لمن يبنى فيها طوبة ويقف موقف الجد فى هذا الوقت العصيب وأن ينسى كل واحد مصالحه الشخصية من أجل مصلحة الوطن التى هى الأهم لنا جميعا وقبل أن يستقبلهم أبناء دوائرهم كما استقبلوا نائب التطبيع توفيق عكاشة الذى حملوه على الأعناق فى البداية ثم رموه بالحجارة فى النهاية.