فى الفضائيات الرجل العذراء لا يتزوج أنثى الحمل!

من حين لآخر تطلع علينا الفضائيات بمسميات لوظائف جديدة تهلل وتدعو لها بفخر وإعجاب لا حدود له.
من هذه الوظائف المستجدة والتى أصبحت فقرة ثابتة فى معظم البرامج التى تهتم بالمرأة من التنحيف والتضخيم إلى فن اتيكيت الكلام وتفسير الأحلام!! الوظيفة التى أقصدها هى خبراء الأبراج والحظ!
فجأة أصبح لدينا المئات من هؤلاء وظيفتهم الوحيدة هى شرح خصائص الأبراج ومميزاتها وعيوبها وتوافقها؟! ولماذا يتنافر أصحاب برج الأسد مع أصحاب برج الحمل؟! ولماذا تفشل الصداقة بين رجل الجوزاء وامرأة القوس؟!
تستضيف المذيعة اللهلوبة خبيرة الأبراج اللامعة الساطعة فى هذا المجال والسعادة تغمرها لحضور الخبيرة التى ستجيب عن كل التساؤلات الصعبة والمعقدة للمشاهدين والمشاهدات، وكله على الهواء مباشرة؟!
 وتنهال الاتصالات التليفونية العجيبة والغريبة والتى لا معنى لها إلا عند الست المذيعة والمفكرة خبيرة وأستاذة الأبراج؟!
تسأل إحداهن بجدية بالغة: أنا من مواليد برج العقرب فما الحجر النفيس الذى يتناسب مع برجى؟! وتأتى الإجابة: إنه التوباز والمالاشيت!! وأشك كثيرا إذا كانت المذيعة أو المشاهدة تعرف أصلا ما هو التوباز أو ما هو المالاشيت!! لكن المذيعة تبدى إعجابها بالسؤال الذكى والإجابة الأذكى للخبيرة!!
ومداخلة أخرى من شابة مخطوبة وعلى وشك الزواج لكنها تريد أن تطمئن على مستقبلها مع الزوج فتسأل عن توافق برجها الذى هو «الحمل» مع خطيبها الذى هو برج العذراء!! وهنا تتنهد الست الخبيرة قائلة لها: يصعب على رجل برج العذراء الاندماج والتفاهم مع أنثى الحمل التى لا تتمع بالصحة الجيدة، وهما متنافران فى الطباع والسلوك، ما يتسبب فى مشاكل وخلافات عديدة بينهما!
ويبدو الذهول على صوت المتصلة التى تصرخ: يعنى الجوازة باظت!!
ولأن كل شىء أصبح على البحرى واختلط الحابل بالنابل كما أن اللى اختشوا ماتوا من زمان الله يرحمهم، يسأل مشاهد: ما طبيعة العلاقة الحميمة بين رجل الثور وأنثى برج الحوت، وتعلق المذيعة على سؤال المتصل بأنه سؤال مهم جدا ثم تبدأ الخبيرة فى الشرح والتحليل قائلة: «هى تتميز بالرومانسية والحساسية المفرطة واللمسات الرقيقة الحانية، بينما يتميز الرجل بالواقعية ونهمه الحسى فى ممارسة العلاقة، وهنا بمرور الوقت تتحول أنثى الحوت ورومانسيتها إلى برود ولا مبالاة بهذا الموضوع!
مشاهد دمه خفيف سأل الخبيرة سؤالا طريفا مؤداه: رئيسى ومديرى فى العمل من مواليد برج الدلو فكيف أتعامل معه؟! وتضحك المذيعة والخبيرة وتجىء الإجابة: مديرك رجل صاحب أفق واسع وهو يؤمن بأن أمل البشرية وكل من حوله ولا يضع ثقته فى الآخرين إلا بعد دراسة وتمحيص وفحص وهو قلق دائما عاشق للوحدة.
وهكذا يكون الحال فى معظم البرامج التى تهتم بفقرة «الأبراج والحظ والتنبؤات» تسلية وترفيه وتضييع وقت لابأس فى ذلك، أما إذا كان المشاهد أو المشاهدة يأخذون هذا الكلام مأخذ الجد، فهنا تبدأ المصيبة السودة ونهاية قصة حب رائعة بين أنثى الجوزاء التى حجرها الكريم «البريليوم الأزرق بالذات» وتعشق اللون «الأصفر» وبين خطيبها رجل السرطان الذى حجره النفيس الزمرد والاجاث الملون ويعشق اللون البنفسجي!
ولسه.. ويا فضائيات ضحكت من جهلها الأمم!