عصام عبد الجواد
مهام الحكومة بعد التعديل
لم تكن حكومة المهندس شريف إسماعيل قد أكملت ثلاثة شهور من تشكيلها إلا وكان هناك الكثير من الهجوم عليها فى كل وسائل الإعلام ومن المواطنين الغلبانين الذين نادوا جميعًا بضرورة إجراء تعديل على هذه الحكومة بعد أن ظهر واضحًا أمام الجميع عدم التجانس بين الوزراء، خاصة فى المجموعة الأخطر وهى المجموعة الاقتصادية، كما ظهر واضحًا أيضًا عدم التنسيق بين الوزارات وبعضها وكأن كل وزارة جزيرة منعزلة، بالإضافة إلى أن هناك وزراء ظهر عليهم التباطؤ فى اتخاذ القرار، وعدد منهم ظهر تسرعهم فى التصريحات الإعلامية التى اهتموا بها على حساب أدائهم الحقيقى.
لدرجة أن المواطنين وأعضاء البرلمان طالبوا بضرورة إجراء تعديل وزارى على حكومة المهندس شريف إسماعيل التى كانت قد أحسنت توقيت التغيير قبل عرض برنامجها على البرلمان الذى كان سوف يهاجم الحكومة فى حالة عدم إجرائها هذه التعديلات، خاصة بعد أن شاهد الجميع الأداء المتدنى لبعض الوزراء الذين كان لا بد من إبعادهم عن الوزارة التى هى أشبه بوزارة حرب ولا يجدى أبدًا وجود وزراء يجيدون الشو الإعلامى فقط أو وزراء أياديهم مرتعشة.
فمطلوب من الوزراء الجدد أن يكونوا بحق دماء تتدفق فى شرايين العمل الوطنى، وأن تكون لديهم أفكار مبتكرة لانتشال البلاد مما هى فيه الآن، وعلينا أن نتطلع لما فعلته دولة الإمارات، وأن نستنسخ التجربة الإماراتية فى العديد من المجالات، خاصة فى مجال الاستثمار والاقتصاد والسياحة والتى جعلت دبى فى مجال السياحة تحتل المرتبة الثانية بعد مدينة مدريد الإسبانية فى قائمة المدن الأكثر جذبًا للسائحين، وتحولت دبى أيضًا لأكبر مدينة جاذبة للمؤتمرات العالمية فى العالم بأكثر من 500 مؤتمر عالمى، وغيرها من المجالات التى جعلت دبى خاصة والإمارات عامة من الدول المتقدمة فى زمن قصير من خلال الأفكار، المبتكرة، فأصبح دخلها يعتمد على أشياء كثيرة بعيدًا عن دخلها الأساسى من البترول، ويجب على الوزراء فى حكومة المهندس شريف إسماعيل أن يعاودوا النظر فى كثرة التصريحات والحوارات التليفزيونية، وأن يفكروا جيدًا قبل الظهور الإعلامى المستمر، فأحد الوزراء الجدد فى نفس يوم توليه الوزارة ظهر أكثر من 11 مرة فى 11 برنامجًا ليحكى قصته مع الوزارة التى تولاها وخططه للنهوض بها، وهى نفس التصريحات التى أدلى بها الوزير السابق الذى كان قبله مباشرة.
ونتمنى أن يكون بيان الحكومة أمام مجلس النواب واضحًا ومحددًا وموضوعيًا، بعيدًا عن الأساليب الإنشائية والشعارات.
وفى النهاية لا يزعجنى خطأ مسئول فالأخطاء واردة ولكن ما يؤلمنا ويؤلم الشعب كله هو التستر على هذا الخطأ، فعلى الوزراء العمل بجد وتقديم كل من يخطئ إلى يد العدالة وهى التى تحدد إن كان هذا الخطأ بحسن نية أم بسوء نية لأن كثيرًا من الأخطاء يتم تداركها على أنها بحسن نية وكلنا نعرف أن هناك من يتعمد ذلك من أجل مجاملة الآخرين، وعلى الإعلام أن يهدئ اللعب مع الحكومة ويعطيها الفرصة لكى تعمل ولو لمدة ستة أشهر بعدها نبدأ فى محاسبتها.