الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر والسعودية شراكة استراتيجية

مصر والسعودية شراكة استراتيجية






العلاقات بين مصر والسعودية علاقات تاريخية تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، فهى ليست وليدة اليوم بل وليدة نضال مشترك بين الدولتين منذ توقيع معاهدة الصداقة بين الدولتين عام 1926 التى أيدت فيها السعودية مطالب مصر بإجلاء القوات البريطانية عن الأراضى المصرية ووقفت إلى جانبها فى المحافل الدولية حتى جاء عام 1955 الذى شهد توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين ووقفت السعودية بجانب مصر أيضًا عام 1956 أثناء العدوان الثلاثى وفى عام 1967 دعا الملك فيصل ـ رحمه الله ـ جميع الدول العربية للوقوف بجانب مصر لصد المعتدى والمحتل، وظل الدعم السعودى حتى كان نصر أكتوبر عام 1973 الذى شهد قيام المملكة العربية السعودية بقيادة حرب البترول ضد الغرب وأمريكا الداعمين لإسرائيل، وفى أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011 وثورة 30 يونيه 2013 قدمت السعودية دعمًا سياسيا ودبلوماسية وماليا لمصر وكانت أول دولة داعمة ومؤيدة لخريطة الطريق حتى تخطت مصر مرحلة الأزمة واتجهت إلى مرحلة النمو، فى نفس الوقت وقفت مصر إلى جانب المملكة فى حماية أمن منطقة الخليج العربى عقب إعلان الرياض عن خوض معركة الحرب لدعم الشرعية فى اليمن وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
وتأتى زيارة الملك سلمان لمصر فى توقيت مهم جدًا، فى الوقت الذى تتكالب فيه دول الغرب وأمريكا على مصر، ومحاولات التشكيك فى العلاقات المصرية ـ السعودية لتعبر هذه الزيارة عن مدى العلاقة التاريخية بين البلدين وأن قضاياهما مشتركة فى محاربة الإرهاب ومناقشة الوضع فى سوريا واليمن وليبيا والأوضاع فى لبنان والأمن القومى العربى، بالإضافة إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين والتى تصل إلى 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم فى مجالات عديدة منها الطاقة والبترول والتعليم والزراعة والثقافة والإعلام والسياحة والقوى العاملة والتدريب والاستثمار، بالإضافة إلى استمرار دعم المملكة لمصر من احتياجاتها البترولية لمدة خمس سنوات، وأيضًا مشروع تنمية سيناء بـ1.5 مليار دولار.
إن هذه الزيارة التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين للقاهرة سوف تمثل دفعة قوية للأمام، وتفتح بابا واسعًا للأمل فى تماسك الأمة العربية وإعادة وحدتها مرة أخرى، للتخلص من الإرهاب أولاً وللتخلص من التبعية ثانيًا.
إن هذه الزيارة يترقبها العالم أجمع وينتظر نتائجها ليس المصريون والسعوديون فقط بل كل أبناء الأمة العربية ينتظرون نتائج هذه الزيارة، لأن الجميع يعرف مكانة وقدرة وقوة مصر والمملكة العربية السعودية، وأن الدولتين هما رمانة ميزان المنطقة العربية بأثرها، وتوحدهما معناه توحد الأمة العربية والإسلامية فى نفس الوقت الذى ينظر فيها العالم لهذه الزيارة بعلامات تعجب بعد أن حاول البعض الوقيعة بين الدولتين ثم فوجئ بأن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين أكبر وبكثير من أى خلاف.
حفظ الله مصر والسعودية وحفظ الله السيسى وسلمان.