الخميس 5 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوعى المفقود فى أزمة تيران وصنافير

الوعى المفقود فى أزمة تيران وصنافير






«الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»، هذه الحكمة تنطبق على أزمة جزيرتى تيران وصنافير هاتان الجزيرتان ظلتا لعقود طويلة لا يسمع عنهما أحد اللهم إلا عدد قليل ممن لهم دراية بمنطقة جنوب سيناء أو ممن قرءوا التاريخ العسكرى فهم يسمعون عن جزيرة تيران تحديدا، أما صنافير فأكثر من 90٪ من الشعب المصرى لا يسمع عنها وظلت هاتان الجزيرتان نائمتين لا يسمع عنهما أحد حتى استيقظنا على خبر تقسيم الحدود بين مصر والسعودية فاشتعلت الفتنة بين المصريين وهل هما مصريتان أم سعوديتان، وأنا هنا لا أناقش أو أجزم بملكيتهما لأى دولة ولكن ما يهمنى فى الحقيقة هذه الفتنة التى اشتعلت فجأة بين الشعب المصرى الواحد الذى لم يسمع معظمه عن جزيرة صنافير تحديداً ولا يعرف أهميتها أو دورها أو قيمتها، لكن ما حدث أن كل معكسر أصبح يتهم الآخر بالخيانة وانعدام الضمير لدرجة أننا أصبحنا نعيش حالة فوضى عامة فى كل شىء، ونعانى من الفتاوى الكثيرة من كل من هب ودب وكثر الخبراء العالمون ببواطن الأمور فى هذا الشأن، وأيضا كثر المخبرون والمنافقون والنشطاء السياسيون العالمون ببواطن أمور تيران وصنافير وتحول المجتمع المصرى إلى فوضى فى الاتهامات المتبادلة والكل يلعب على هواه والكل يرى نفسه على صواب والآخرين على خطأ.
فالأمر لم يعد مجرد خلاف فى الرأى أو اختلاف فى وجهات النظر أو حتى أزمة مصالح، بل أصبح حالة مرضية تحتاج إلى علاج ودراسة.
فالأزمة لم تكن مفتعلة بل أشعر أنها كانت معدة، لأن الأمر تكرر قبل الإعلان عن ترسيم الحدود بأيام قليلة فى أزمة الشاب الإيطالى ريجينى انقسم المصريون إلى فريقين فريق يشكك فى الأجهزة الأمنية المصرية ويتهمها علانية بقتل الطالب ريجينى وفريق آخر يدافع عنه، وتحول الأمر إلى حرب كلامية بين معسكرين أو فريقين، لدرجة أن أحد المعسكرين أصبح يتهم الدولة المصرية بشكل مباشر وبدون دليل على قتل الطالب ريجينى وهو ما استغلته وسائل الإعلام الغربية ضد مصر وأنا هنا لا أدافع عن أحد ولا أتهم أحداً ولكن الاتهام والدفاع يجب أن يكون بدليل أو بمستند.
مصر الآن أصبحت تحتاج إلى ثورة حقيقية، لكن هذه المرة تحتاج إلى ثورة ضمير تعيد لنا ضمائرنا التى ضاعت وسط الزحام ووسط حالة الاستسهال السياسى أو حالة الفوران السياسى والثورى التى بدأت منذ خمس سنوات ولم تنته حتى الآن.
بغض النظر عن كون الجزيرتين مصريتين أو سعوديتين فأنا أحتفظ برأيى فيهما وبغض النظر عمن قتل ريجينى فالله وحده هو الذى يعلم من قتله لكن فى النهاية رفقا بمصر ورفقا بشعب مصر.. التى تريد أن تستقر وتهدأ ولن يعود لها هذا الهدوء.. إلا كما قلت من خلال ثورة الضمير ليس من أجل أشخاص بأعينهم أو نظام بعينه أو حكومة بعينها بل من أجل الوطن ومن أجل هذا الشعب المغلوب على أمره فالأنظمة والأشخاص والحكومات زائلون والوطن هو الباقى ولن يبقى فى النهاية غير وجه الله سبحانه وتعالى.