الخميس 5 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيناء إرادة وطن

سيناء إرادة وطن






نعيش هذه الأيام أعياد تحرير سيناء التى هى فى الأصل أرض الأنبياء ومعبر الديانات السماوية والتى كرمها الله سبحانه وتعالى بذكرها فى القرآن الكريم، فقد وصل إلى أرضها الخليل إبراهيم عليه السلام وعاش فيها نبى الله موسى بن عمران، وفيها تلقى الألواح وعلى أرضها كلم الله نبيه موسى أيضا وزارها السيد المسيح والسيدة مريم عليهما السلام عابرين أرضها قاصدين أرض مصر وتتمتع بأجمل مناظر الطبيعة على الإطلاق بأرضها وجبالها وسهولها الساحرة، وتتنوع فى بحارها الشعب المرجانية والأسماك النادرة والطبيعة الخلابة فهى بحق مركز عالمى للسياحة ويقصدها السائحون من كل بلاد العالم لوجود كل أنواع السياحة من سياحة تاريخية إلى سياحة شفائية إلى سياحة رياضية وترفيهية إلى سياحة دينية فهى مجمع للأديان السماوية فيها الجبل الذى كلم الله عليه موسى والشجرة التى تخرج من طور سيناء وعيون موسى وأقدم الكنائس فى التاريخ وغيرها من الكنوز الأثرية التى لا توجد فى أى مكان فى العالم وهى تتمتع بموقع جغرافى فريد فهى شبه جزيرة تحيطها مياه البحار من ثلاث جهات وجوها مشمس طوال العام لذلك كانت مطمعا للأعداء على مر الزمان فى احتلال سيناء وقد فشل كل من حاول أو تصور أنه قد يسيطر عليها طوال التاريخ القديم منه والحديث، فشل الأعداء فى احتلالها أو السيطرة عليها حتى كانت الحروب الحديثة بجعل سيناء الشيطان الأعظم لمصر من خلال أبنائها فجندوهم وحولوهم إلى متطرفين إرهابيين يحاربون الجيش المصرى على أرضها وبأموال الأعداء فنسى هؤلاء الشياطين الذين يطلقون على أنفسهم أنصار بيت المقدس أن بيت المقدس على أرض فلسطين وتحريره يحتاج محاربة العدو الصهيونى المحتل، لكن الخلل العقلى الذى أصابهم جعلهم يتصورون أن تحرير بيت المقدس يبدأ من القضاء على الجيش المصرى فى الداخل لكن إرادة الله سبحانه وتعالى كانت أقوى منهم ثم إرادة الجيش المصرى الذى استطاع أن يلحق بهم ضربات متتالية قضت على 90٪ منهم وبقى أن نعيد حساباتنا فى سيناء لزرعها بالتنمية المستدامة أو التنمية الحقيقية.
ففى عيد تحرير سيناء لا نكتفى بإذاعة الأغانى الوطنية ونشر أدوار البطولة التى تحققت على أرض سيناء فقط.
ففى الأسابيع الأخيرة أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مشروع تنمية سيناء بتكلفة مليار ونصف المليار دولار من أجل إنشاء التنمية المستدامة فى سيناء وهى بالفعل تحتاج إلى هذه المشروعات وأكثر من ذلك بكثير، الإرهاب فى سيناء يحتاج محاربته بزراعة أرض سيناء بالتنمية وإنشاء المصانع والمزارع والمدن، والأهم من ذلك زراعتها بالبشر لابد من وضعها على خريطة التنمية الحقيقية وإنشاء كيانات اقتصادية وسكانية ضخمة من أجل تعمير هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر حتى يتحقق الأمن والاستقرار فى سيناء، الإرهاب لا يحتاج لمحاربته فقط بالسلاح والبارود يحتاج لمحاربته بزرع الأمل من خلال رصف الطرق وإنشاء المصانع والمزارع والمدارس والمستشفيات وغيرها من وسائل الحياة الحقيقية.
سيناء تحتاج إرادة وطن وشعبا يبنى ويعمر هذه الأرض الطاهرة.